إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ثـورة الرعــاع . . .! مفاهيم وأدبيـــات وممارسة

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2011-08-15

إقرأ ايضاً


كثيرون ، مثلي تماماً ، يجرؤون على توصيف ما يحصل على أرض الواقع السوري من فوضى ويعطونها الصفة الحقيقية . . " ثورة رعاع " لكن قلة من هؤلاء يجرؤون على المجاهرة برأيهم على الملأ .

لماذا ثورة رعاع .؟. – إن " ثورة " تتوسل القتل والنهب والتخريب وأسر الأبرياء ، وقطع الطرقات ، والتمثيل بالجثث تخرج بالمطلق على مفاهيم الثورة الحقيقية ، فالقتل الذي يستهدف تخريب البنية الاجتماعية وتفتيت المجتمع على قواعد فهم أصولية – سلفية غابرة هو أخطر على الأمم والشعوب من الإبادة الجماعية ، أما النهب والتخريب فهو يدل على تربية نفسية مريضة لا أخلاقية ، لا إنسانية تتعارض مع كل العقائد الأرضية منها أو السماوية المعروفة عبر تاريخ البشرية .

( ثورة الرعاع تطالب بالحرية و . . . الديمقراطية ) ...!!

شعارات ترفعها كل الثورات في العالم ، النظيفة منها والقذرة ، وتبقى الممارسة على أرض الواقع هي من يحكم على سلمية الثورة ونظافتها وبعدها عن الانحطاط وممارسة الفوضى ، فماذا عن حال " ثورة العراعرة " عندنا ؟. ( حماه مثلاً بعد خمسين يوماً من السيطرة على الشارع.؟. ) .

لم نسمع ، ولم نصادف قيادياً واحداً يوصف لنا الحرية بغير ما تصفها أطياف السلطة ، والمعارضة الحقيقية معاً ، أما على مستوى آخر فالحرية في مفهوم من يمارسون حريتهم على أرض الواقع هي :

حرية القتل ، والتخريب والنهب ، وتجاوز القانون ، وارتكاب الفظائع ، والتطاول على أجهزة الأمن التي تحمي الحياة العامة بكل مكوناتها ، ويعتبر أن حريته هذه لا تجيز محاسبته تحت أي ظرف كان ..!

أما الديمقراطية التي لم يتفق على تفاصيلها وخصائصها ، أغلب العالم ، فهي من وجهة نظر ( الثورة ) فرض الرأي والموقف على الآخر – ولكن بقوة السلاح – بضع مئات ، وربما بضعة آلاف يريدون فرض قوانينهم ومفاهيمهم على مئات الآلاف ، بل والملايين كما في المدن الرئيسة الكبرى ( دمشق وحلب ) أما القاعدة الفقهية للثورة فهي ذاتها قاعدة بوش الصهيونية ( من ليس معنا فهو ضدنا ) من هنا يمكن فهم سلوك الأغلبية الصامتة في المناطق التي سيطر ، أو يسيطر عليها حثالة المجتمع من القتلة وطريدي العدالة وأناس هم في أسفل السلم الاجتماعي كعمال ( المزارب ) . . . تربية المواشي ، وعمال المذابح والمسالخ ، والأخيرون تخصصوا في خدمة الثورة بذبح من أسموهم " الأعداء " من الجنود ورجال الأمن وحتى الموظفين العاديين كما يذبحون الخراف أو ينحرون الجمال ، أما التوجيهات فقد قضت بالحرق بعد الذبح حتى لا تبقى آثار الجريمة ، على أن يقوم المختصون بالتصوير وتزويد القيادات الخارجية بالأفلام لتحريفها واتهام الجيش والأمن و . . " الشبيحة " وربما كانت هذه الصفة هي لمجموعات مكافحة الإرهاب المتخصصة ، لكنها شملت أخيراً أفراد وجماعات من كل شرائح المجتمع ، من رجال الدين والعلماء السوريين إلى أساتذة الجامعات ورجال الفكر والإعلام وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وطلبة الجامعات ، وكثير من التجار وأصحاب المصالح وكلهم وطنيين بامتياز . . . ( مع ذلك أصبحوا . . " شبيحة " ) - وحدهم الرعاع أبناء " الفورة " حافظوا على نقاء توصيفهم بأنهم . . ( شجعان - على لسان أوباما - ، وكانوا قبلها .. مجاهدين ...!ّ!) وتم تشريفهم بزيارة الصهيوني فورد حيث قدم لهم المعونة . . أجهزة اتصالات حديثة لخدمة التخريب وأجهزة تصوير وإرسال للتزوير والتحريف ، وبعض رزم الدولارات ..! ( دفعة على الحساب . . . أتعاب ..!

رئيس وزراء الكيان الصهيوني وصف المعتصمين في ساحات تل أبيب بأنهم رعاع ..!! رغم أنهم لم يحطموا إشارة مرور ولم يضربوا شرطياً . . . , هم يحتجون على الغلاء . . . ربما يقصد نتن ياهو بأنهم من عديمي الثقافة أو غير ذلك . . فقال : رعاع ، - ماذا نقول نحن ، وما هي الصفة المسموح لنا إطلاقها على عصابات القتل والتخريب بين ظهرانينا . . أن نقول أنهم رعاع . . فقد أنصفناهم .

اليوم ، في بريطانيا أيضاً ثورة المحرومين ، ثورة الفقراء السلمية التي لم يظهر فيها سلاح ، ولم يقتل شرطي هي ثورة رعاع ، قطاع طرق ، والحثالة من تجار المخدرات , , , هذا ما قاله دايفيد كاميرون ، وقد قمعهم بكل ما توفر له من وسائل ، في أكبر مدينة سورية لا يتواجد ما مجموعه خمسة آلاف بين شرطي وحفظ نظام وأمن وإطفاء وغيرهم ، وفي لندن وحدها ستة عشر ألفاً ويهدد بإنزال الجيش . . . بريطانيا لا تراها عيون المنظمات الدولية الإنسانية ولا الإعلام الأعور . . . الغرب فوق الشبهات فهو حاصل على شهادة ثابتة في الإنسانية . . .مفاهيم مقلوبة ، ويريدون إعطاءنا دروس في " الأخلاق وممارسة الإنسانية " ننتظر بلهفة ما سيحصل في باريس وغيرها لنكتشف خطاب ساركوزي وأمثاله ,. . ولا شماتة .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024