لا شك في أن لمقتل قائد «جيش الإسلام» في دوما وغوطة دمشق، له ما بعده من تبعات وإعادة تموضع، وفرز جديد للقوى المسلحة وتواجدها ومناطق نفوذها في الأرض التي يحتلها جيش زهران علوش منذ أربع سنوات.
يتألف «جيش الإسلام» من خمسة وأربعين فصيلاً، توحّدت بين عامي 2012 و2013 تحت قيادة زهران علوش. وغالبية هذه الفصائل دومانية التشكيل والعناصر، وقد استعان علوش للسيطرة على جميع الفصائل التي كوّنت في ما بعد «جيش الإسلام» بالمدّ المالي السعودي الكثير والمباشر إليه شخصياً، وبتأييد مشايخ سلفيين من دوما والغوطة أمثال الشيخ الرفاعي وظهر في السنتين الأخيرتين تأييد معاذ الخطيب لزهران علوش، ويروي الكثير من المعارضين السوريين مواقف عديدة لمعاذ الخطيب أعلن فيها تأييده لزهران علوش، كان آخر هذه المواقف بيان النعي الطويل الذي أصدره معاذ الخطيب بموت زهران علوش، والذي بدأه بالقول أيها القائد العظيم زهران علوش .
اتسمت علاقة زهران علوش بجبهة «النصرة» بالمساكنة القسرية، أو كما وصفها معارض سوري مثل زواج المسيار، وفي الوقت الذي منع فيه علوش «النصرة» من الاقتراب من مناطق نفوذه، كانت الأخيرة تسانده في المعارك التي خاضها ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش أواخر العام الماضي، كما ساندته «النصرة» سرياً في الحرب التي خاضها قبل أشهر عدة للقضاء على «جيش الأمة»، وكانت حجة علوش في منع «النصرة» و«أحرار الشام» من دخول دوما أن الدمشقيين والدومانيين لن يقبلوا غرباء في مناطقهم، لأنّ مركز «النصرة» في الحجر الأسود وغالبية أعضائها من الفلسطينيين أو نازحين من حوران والجنوب السوري.
تنقل مصادر في المعارضة السورية عن أبو عبدالله الحموي القيادي السابق المفصول من جبهة «النصرة» قوله إنّ زهران علوش يرابط على مداخل دمشق بأمر سعودي مباشر، بانتظار سقوط العاصمة السورية أو حدوث خلل فيها ليدخلها قبل غيره ويعلن سيطرته عليها، ويُنقل عن الحموي أن هذا هو السبب الحقيقي الذي جعل زهران علوش يرفض اقتراب أي فصيل آخر من مناطق نفوذه حتى أثناء المعارك بينه وبين الجيش السوري، وينقل عن الحموي قوله إنّ علوش ينتظر منذ ثلاث سنوات قرب أبواب دمشق.
كان زهران علوش القائد الأوحد بدون منازع في «جيش الإسلام»، وارتبط اسم هذا التنظيم باسم زهران علوش، الذي منع أي نفوذ غير نفوذه في التنظيم، وكان علوش هو صاحب بيت المال يوزع المعاشات الشهرية على أتباعه، من المال السعودي الذي يرسل إليه شخصياً وهو عبر هذا المال أمسك بالكثير من المجموعات المسلحة المكوّنة لـ«جيش الإسلام»، وبالتالي فإن غالبية قادة هذه الفصائل بايعوا زهران علوش، بينما الأمر في ما بينهم البعض غير ذلك، وهذا ما يفسّر الكلام عن انشقاقات ينتظرها «جيش الإسلام»، حيث تشير المعلومات إلى قرب الإعلان عن هيكل جديد للمعارضة في الغوطة السورية..
|