الياس ربابي الكتائبي المعروف والخطيب المفوّه، كان سينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي. هذا ما يوضحه الامين جبران جريج في الصفحتين 450 -451 من مجلده الرابع "من الجعبة".
" خليل برباري، مواطن صيداوي من سكان بيروت. أصبح عضواً في الحزب بعد منحه اذناً من عميد الداخلية لتجاوزه السن القانونية للانتماء. كان يتردد عليّ دائماً، يجمع الى متانة وصلابة العقيدة حماس واندفاع الشباب. في احدى مناسبات ترداده فاجأني بسؤال: "ما رأيك بلقاء مع الياس ربابي ؟ انه مستعد للقاء معك". اجبته فوراً: " ليس من مانع لدي لأي لقاء مع اي كان من الناس، ولكن من اين تعرف الربابي وهو من اركان الكتائب اللبنانية" . أجاب: "انه جاري وقد طرحتُ عليه فكرة التقارب بيننا وبينهم بدل الخصومة فرحّب بالفكرة وها اني أطرحها عليك".
اتفقنا على موعد، مع أني انبأته عن النتيجة السلبية سلفاً من قبله لأن شتان ما بين الاثنين ولكن، لعل تجد الفكرة القومية الاجتماعية سبيلاً إليه هو بالذات كشخص مثقف. وكان اللقاء في منزل الرفيق خليل برباري. دام هذا اللقاء اكثر من ساعتين في جو هادىء رصين لم نخرج منه بأية نتيجة لا سلبية ولا ايجابية، كان مجرد تبادل اراء واحاديث.
كان الرفيق برباري مسروراً بهذا اللقاء. وقد سررتُ به ايضاً وخصوصاً عندما اعترف لي (الياس ربابي) بأنه دارس مبادىء الحزب وكان على اتصال بالمسؤولين عنه في فرع زحله ابّان فترة العمل السري، وكان مقتنعاً بها الى درجة انه كان قد قدم طلباً للانتماء وتعيّن له موعداً للدخول في الحزب، في السادس عشر من تشرين الثاني 1935 اي يوم انكشاف أمر الحزب ولهذا السبب تأجل الأجل المضروب الى اجل غير مسمى وما يزال، فلو تأخر الانكشاف يوماً واحداً لكان عضواً في الحزب.
وجواباً على سؤالي "ما الذي دفع به الى عضوية الكتائب" ؟ أجاب " تبيّن لي ان طريق الحزب طويل وسيعرّضني الى تحمل ما لا طاقة لي عليه ففضلت الطريق الأسهل" وهكذا كان.
| 
نسخة للطباعة