 عندما نحكي عن الحضور القومي الاجتماعي في المكسيك، يبرز الامين توفيق الاشقر من بين الاوائل، الى جانب مؤسس العمل الحزبي فيها الامين عساف ابو مراد(1)، والرفقاء الراحلين جليل رحباني، انطون ونسيم شاهين، زاهي نصر.
الرفيق فايز فارس(2) هو من بين الرفقاء الذين عرفوا الامين توفيق الاشقر،
الكلمة التالية التي استلمناها منه نضمّها الى النبذة عن الامين توفيق الاشقر .
" قام الأمين توفيق الأشقر بزيارة أولى إلى الوطن مطلع صيف 1967 بعد أربعين سنة من الإغتراب في بلاد المكسيك، وبعد عام على وفاة أخيه جدّي (لأمّي) نقولا الأشقر والذي تربيّت على أخلاقه الطيبة لأعلم من أخيه الأمين توفيق أنه كان القومي الإجتماعي في كل سلوكيّاته طيلة عمره. كما وجدت في شخص الأمين توفيق كل ما يتمناه المرء من خصال حميدة: رجل فكر وحوار، صاحب قلب محب ونفس كريمة طيّبة وروح مرحة وصبر على الشدائد وإيمان راسخ بعقيدة تحمل في حناياها كل الخير والحق والجمال .. لسوريا واحدة موحدة حرّة مستقلة ومعتبرة بين الأمم. رافقت الأمين توفيق في كل زياراته وتنقلاته خلال إقامته في ربوع الوطن ذلك الصيف .. إلى سجن القلعة لأكثر من زيارة.. إلى بيوت العديد من قادة الحزب آنذاك أسد الأشقر، جبران جريج، إنعام رعد، عبدالله سعادة.. إلى مطعم "البيت" للأمين عجّاج المهتار ..إلى حلب الشهباء. وما زلت أذكر مشهد لقائه المؤثر بالرفيق فاروق المرعبي (إبن "معين بيك المرعبي - سرايا البرج) صديق الطفولة. وهكذا تعرفت إلى فكر سعادة وعذابات القوميين من اليوم الأول لإعلان الزعيم تأسيس هذا الحزب الرائد في مسيرة تحرير الشعب من مخلفات الماضي البغيض وتوحيد الأمة في دولة العدالة والمساواة بين أبنائها دون تمييز أو تفرقة.
" وفي معهد "الرسل" حيث كنت أتابع دراستي الثانويّة إلتقيت بالرفيق حسام سلوم(3) إبن ضيعتي بينو.. وتعرفتُ إلى العديد من القوميين والمواطنين أمثال ميشال (سيمون) جبر المخرج المسرحي والأستاذ الحامعي.. والذي كنا نترافق لحضور محاكمات المجموعة المتّهمة بممارسة نشاط حزب ممنوع (وأذكر منهم الأمين لبيب ناصيف والرفيق جان نادر والأمين كمال نادر .. على سبيل المثال لا الحصر). لم يحثّني يوماً على الإنتماء إلى الحزب.. لكن فرِح عندما أخبرته أنني أقسمت اليمين يوم الأحد الأول من أيار 1970 أمام منفذ عام طرابلس آنذاك الرفيق سليم الصافي(4) وناموس المنفذية الأمين أحمد الهاشم وناظر التدريب اسماعيل بهجت(5)... كان مصاباً "بدوار" دائم لم يمنعه من ممارسته حب العطاء والتضحية بالغالي والنفيس من أجل إنتصار فكر سعادة المتقدم على عصره.
" ثم عاد الأمين توفيق لزيارة الوطن صيف العام 1969 وصيف العام 1971 (للمشاركة في أول مؤتمر عالمي للمغتربين في بيروت) وصيف العام 1975.. حيث شعر أنها ستكون زيارته الأخيرة. فكانت المرة الأولى التي أراه فيها حزيناً خلال رحلتنا المشتركة، هو إلى المكسيك وأنا إلى باريس.
" لم يكن الأمين توفيق يحب التحدث عن "إنجازاته".. لكنني علمتُ من رفقاء لنا في المكسيك أن بيته كان مشرّعاً لإستقبال القوميين الإجتماعيين الوافدين الجدد إلى المكسيك وبخاصة في الفترات العصيبة التي مرّ فيها القوميون وشهدها الحزب خلال خمسين سنة (خمسينيات أرض الشام وستينيات لبنان). كان يضع علم فلسطين إلى جانب علم الحزب في الإحتفالات والمناظرات والندوات. حمل في قلبه حتى آخر نبضة حزنه وأسفه لموت ولديه أديب وفيصل كما لإستشهاد أخي ورفيقي الحبيب رغدان ..! "
هوامش
(1)عساف ابو مراد: مؤسس العمل الحزبي في كل من البقاع الغربي والمكسيك. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) فايز فارس: انتمى ونشط في ستينات القرن الماضي وكانت لي لقاءات كثيرة معه، مليئة بالتعاطي المحب والصادق. غادر الى باريس ثم عاد. تولى مسؤولية لجنة تاريخ الحزب في عكار.
(3)حسام سلوم: انتمى ونشط في ستينات القرن الماضي، في معهد الرسل، جونية ثم في الجامعة اليسوعية. تابع دراسته الجامعية في الجنوب الفرنسي زميلاً للرفيق الراحل وهبة. غادر الى نواكشوط ثم الى شاطىء العاج حيث ما زال مستقراً.
(4)سليم صافي حرب: منح رتبة الامانة. شارك في الثورة الانقلابية. نشرت عنه نبذة مضيئة. للاطلاع الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(5)اسماعيل بهجت: من القلمون. نشط في منفذية طرابلس متولياً اكثر من مرة مسؤولية ناظر التدريب.
| 
نسخة للطباعة