عن الرفيق فيصل صائب، تلقينا الكلمة التالية من حضرة منفذ عام دير الزور، الامين المحامي عبد الوهاب بعاج، ننشرها كاملة اذ نحن معنيون بكل ما له علاقة بتاريخنا، مع شكرنا لحضرة الامين الصديق عبد الوهاب بعاج، الذي يزوّدنا دائماً بكثير من المعلومات، التي تفيد تاريخ الحزب.
ل. ن.
*
هو من مواليد دير الزور ١٧/ ١١/١٩٣٥.
توفي اثر مرض بتاريخ ٢٥/٤/ ١٩٨٨
والده راغب علي صائب درس الحقوق في فرنسا ولم يمارس العمل، لانشغاله مع مجموعة من شباب البلد بمقارعة
الفرنسيين، وممن اعتقل وسجن في سجن المية ومية ببيروت. وبعد اطلاق سراحه تبيّن انه مصاب بالسل، ونُصح
بان يقضي الصيفية في لبنان بـ "حمانا"، وتعرّف على الحزب وخاصة الامين جورج عبد المسيح والعائلة.
بعد وفاة الوالد انتقلت العائلة الى دمشق ،، يرعاها العم سعد صائب، الكاتب المعروف، وبعد استشهاد الزعيم وانتقال المركز برئاسة جورج عبدالمسيح، وعائلة الزعيم، عادت العائلتان لتجديد العلاقة بينهما، وفي هذه الاثناء انتمى فيصل الى الحزب، وعند الانشقاق ١٩٥٧، كان فيصل احدالعاملين مع "الانتفاضة"، حيث قام بنشاط ملحوظ.
اعتقل اثر اعتقال الرئيس انذاك الامين عصام المحايري وعدد من القوميين، وهو ممن اطلق سراحهم دون محاكمة.
عمل في المجال التجاري وكوّن علاقات واسعة، ومنها مع بعض المسؤلين النافذين. لم يتقاعس عن تقديم المساعدة للاخرين.
تزوج من السيدة فادية الحمود، وله اربعة اولاد: علي، عمار، اليسار، صفية.
كان الرفيق كمال الجاسم الذي انتسب لسلك الشرطة المدنية بشهادته الحقوق قد تزوج من شقيقة فيصل، وقد توفي الرفيق كمال برتبة لواء. للدلالة على العلاقة بين عائلة الرفيق فيصل والحزب نرفق صورة الكتاب الذي بعث به العم سعد صائب الى الامين جورج (الامين عبد المسيح) طالبا الحاق فيصل باحد مدارس الحزب، والرسالة تدل على مدى متانة العلاقة مع الحزب.
كان الاب راغب على معرفة بحضرة الزعيم وعدد من القوميين، وهنا لا بد من ذكر هذه الحادثة التي رواها لي شخصياً المحامي ناجي الضللي وهو من قياديي القوميين العرب، حيث يقول: حضرت احدى مناسبات الحزب وكان ثمة حطاب للزعيم وبعد الانتهاء ذهبتُ الى بيت راغب، وكان يلعب طاولة الزهر مع شخص لبناني لا اعرفه. فسألني راغب كيف رأيت انطون سعادة، وكنت منبهراً فعلاً بالخطاب فقلت أنه ساحر، فلم اجد الا بانتفاظ اللبناني شاهراً بوجهي مسدسه صارخاً، لو لم تكن في بيت "راغب بك" لوضعت الرصاصة في راسك، قام راغب مهدئاً بقوله ان ناجي لا يقصد غير الاعجاب. وبعدها عرفت ان هذا اللبناني المطرب يوسف تاج(2).
*
رسالة من السيد سعد صائب الى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في حينه جورج عبد المسيح.
وزارة الاقتصاد الوطني - الديوان تاريخ 10/10/1953
الصديق النبيل الاستاذ جورج عبدالمسيح،
تحية طيبة،
عدت الى دمشق البارحة، بعد أن امضيت في دير الزور ما يقارب الخمسة عشر يوماً، وحين جلست الى مكتبي فوجئت مغتبطاً برسالتكم الرقيقة اللطيفة، التي سطرّها قلبكم الكبير الكريم، وعاطفتكم النبيلة الطيبة، ولقد اسفت اشد الأسف انها لم تصلني حين كنت في الدير لأطلع عليها اختكم ام غسان، ولتقف معي على مبلغ تقديركم للصداقة والأخوة والمحبة التي جمعتكم، وأخي الراحل وعائلته، وإنها لصداقة وأخوة ومحبة قل نظيرها. ولقد سررت كل السرور لهذه الظاهرة الخيّرة التي اعلنتم عنها في رسالتكم وبها تؤكدون طلبكم أحد أبناء أخي راغب لتلحقونه بالمدرسة الجديرة التي أسند ادارتها إليكم، لقد كانت هذه الظاهرة وحدها خير دليل على عنوان النبالة المتأصلة فيكم، والصدق المتمكّن في نفسكم الطيبة، ولكم كنت أود تحقيق رغبتكم بإرسال ولد أخي الثالث (فيصل) إليكم، لإدخاله بمدرستكم وليغدو قريباً منكم ومن رعايتكم ومن حبكم لا سيما وان الحكومة قد قبلت أخاه (نزار – داخلياً - مجانياً في دمشق ولكن قد قضت الظروف أن يكون وأهله بعيدين عن دمشق، وقد هممت تحبيذاً لفكرتكم أن ارسل الى الاخت "أم غسان" أستطلع رأيها ولكنني أدركت أن عائلة أخي راغب بكاملها ستقدم الى دمشق قريباً، وسأحدب عليها بنفسي، وسنستأجر داراً يضمنا جميعاً، وعندها إذا ما استقلينا بهذا الدار أقرر و"أم غسان" مصير "فيصل"، فأرجو التريّث قليلاً ريثما تنجلي أيام العيد، وهي أيام كئيبة حزينة قاسية في الدير، في ظرفنا الذي زعزعه فقِد أخي راغب، حتى إذا ما برحت هذه الأيام أبرقت إليهم بالحضور، وها أنذا ما انفككت أفتش عن دار للسكن. وبالختام أرجو ان تتفضلوا بحمل أطيب تحياتي وأجمل تمنياتي للأخ السيد امين أفندي النجار وعائلته الكريمة، داعياً الله ألاّ يصيبه بمكروه، وأن يبقيه ذخراً لأهله ولأصدقائه الذين احبّوه للطفه ونبله وكرمه، وأقدّم أسمى احترامي لعائلتكم الكريمة.
ودمت بخير وهناء للمخلص سعد صائب
عنواني: دمشق - وزارة الاقتصاد الوطني.
سعد صائب
هوامش:
(1) يوسف تاج: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
| 
نسخة للطباعة