فجع لبنان بالعرب الذي ينتمي اليهم عرقياً.. ويبدو انه لا ينتمي اليهم في غير ذلك.. فجع بهم وهم يتفرجون عليه كانظمة تطرب كما يبدو للمجازر والدمار وحرب الافناء والابادة الجماعية التي تشنها اميركا على قلعة الشرف والكرامة والحرية في هذا الشرق.. لبنان الذي هزم اسرائيل منذ 6 سنوات وها هو يهزمها اليوم مرة اخرى باشد واوجع هزيمة.. هزمها في الماضي في الميدان هزيمة عملانية واليوم يهزمها واميركا هزيمة استراتيجية..
بدأ بعض العرب يصفقون للعدوان ويدينون الشريف المدافع عن ارضه.. استندت اميركا واسرائيل للدعم والتأييد العربي فاندفع العدوان متفلتاً من كل قيد قانوني او ديني او اخلاقي او من اي نوع آخر.. فكانت الوحشية سمته، والجنون دليله، والابادة الجماعية والتدمير الشامل مفاعيله.. اما العرب فانهم يصفقون، ويمنعون؟ من يمنعون؟ يمنعون شعوبهم من استنكار العدوان في مظاهرة او رفع صورة سيد المقاومة في لفتة احترام او دعم معنوي.. عرب التبعية؟؟ سيذكرهم التاريخ كما لم يذكر احداً من ابائهم منذ قحطان، سيذكرهم بالعبارة التي قالها اولمرت رئيس حكومة العدو: «انها المرة الاولى التي تحارب فيها اسرائيل منظمة أو دولة عربية، حرباً يدعمها فيها دول عربية اخرى «طبعاً لم يقصر اولمرت في نشر رسالة ذاك الحاكم العربي الذي طلب منه تدمير لبنان على رأس حزب الله».
العرب هؤلاء وبعد اربعة اسابيع يأتون الينا، وطبعاً لن يأتوا ليدعمونا، بل لينتزعوا منا ما لم تقدر اميركا بقراراتها واسرائيل بنارها التدميرية وكل الظلم العالمي المنصب علينا ان ينتزعه منا.. يأتون الينا ليقولوا اكتفوا بالالف شهيد والعشرة الالف جريح وبالمليارات الخمسة التي خسرتموها حتى الآن واستسلموا ليسلم الباقي.. انهم دعاة استسلام ارسلتهم اميركا بعد ان عجزت اسرائيل.. عرب الاستسلام يأتون في مهمة بديلة عن الحرب والغاية واحدة الاستسلام لاميركا وشرق اوسطها الجديد..
عرب الاستسلام يأتون لانهم يخافون من المقاومة.. يخافون من يقظة شعوبهم في يوم من الايام.. عرب الخوف.. والهزيمة.. والاستسلام يأتون بعد خراب البصرة.. كبنيان.. ولكن بعد تشييد قوس النصر اللبناني والعربي الصحيح والاسلامي القومي كاركان ومعان لن تترك ولن نتنازل عنها يأتون لهدم قوس النصر هذا.
ايها العرب الآتون الى بيروت بعد 25 يوما من العدوان التدميري على لبنان.. نقول لكم: نحن منتصرون.. نحن لا نريد نصائحكم.. ولا نريد اموالكم.. ولانريد شيئاً منكم الا امراً واحداً.. قولوا للاميركي الذي تتبعون انكم لا توافقونه على جريمته في ابادتنا الجماعية.. ونحن لكم شاكرون.. قولوا لاولمرت انكم لا تؤيدون مجازره في اطفالنا ونسائنا وشيوخنا ونحن لكم ممتنون.. فقط اريحونا من خنجر تلك الكلمة اللعينة التي قالها اولمرت انكم تؤيدونه في حربه الوحشية علينا.. وهو خنجر في قلوبنا منكم.. لانه ظلم ذوي القربى.. قولوها بربكم واريحونا.. منكم.. من اجتماعاتكم.. لذا عليكم ان تذهبوا الى واشنطن.. وتل ابيب. فهناك يمكن ان يكون لكم شيء مجد تفعلونه.. اما في بيروت فلا.. فانها بمقاومة ابناء لبنان مشغولة بالجهاد الذي لا تعرفون انها تسطر اسفار العزة والمجد فلا تشغلوا لبنان ومقاوميه بما يصرفهم عن عملهم فيستفيد العدو لان المقاومة قررت ان لا تعطي بيد السياسة والديبلوماسية ما عجز العدو عن اخذه بالنار والدمار.. ويبقى مستثنياً من الخطاب من كان استثناء عن الآخرين.. وجاهر بعروبته الحقة.. وتمسك بعزته وممانعته للطغيان.. وقام بكل ما يقدر عليه في نصرة لبنان.. ويبقى في قلبنا كما نحن في قلبه.. ولو قبل منا قول الشكر لقلنا.. فهو يرد دائماً «لا شكر على واجب».. ومع ذلك فله كل الشكر..
|