إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 10 و16 نيسان/أبريل 2016

نديم عبده

نسخة للطباعة 2016-04-17

إقرأ ايضاً


نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: هيلاري كلينتون ومنافسها اليهودي يتنازعان حول من منهما أقل إرتباطاً بالقطاع المالي...

تحتل الإنتخابات التمهيدية لتعيين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة لدى الحزبين الجمهوري والديموقراطي صدارة الأخبار في العديد من وسائل الإعلام، على أن هذه الوسائل الإعلامية تركز إجمالاً على النقاشات بين المرشحين حول القضايا الخارجية والمسائل الداخلية الأميركية، وهي نقاط مهمة في أية حملة إنتخابية ولا ريب.

على أن هناك ناحية بالغة الأهمية لم تتطرق إليه وسائل الإعلام إلا نادراً – إذا ما إستثنيانا هذا التقرير، بكل تواضع – وتتمثل برفض الرأي العام الشعبي المتزايد لهيمنة قطاع المال – وتحديداً قطاع المال اليهودي – على مقدرات الحياة السياسية الأميركية.

لقد لعب هذا العامل دوراً مهماً في النجاح الذي حققه المرشح دونالد ترامبDonald Trump حتى الآن في الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وذلك بالنظر إلى أن ترامب كان أعلن منذ البداية عن نيته الإعتماد على ثروته الشخصية لتمويل حملته الإنتخابية، ملمّحاً بذلك، ومن غير أن يعرب صراحة عن الأمر، إلى أنه يستغني عن دعم كبار الأثرياء اليهود من أمثال شيلدون أديلسون Sheldon Adelson لحملته، في حين أن سائر مرشحي الحزب الجمهوري كانوا "يستجدون" دعم وتمويل هؤلاء الأثرياء اليهود، كما سبق وأن أفدنا عنه مراراً. وترامب هذا ليس معادياً لليهود، بل أنه صرح بأنه "أفضل صديق لـ‘إسرائيل‘"، غير أنه مع هذا أعلن أنه سيكون "محايداً" في النزاع الفلسطيني "الإسرائيلي"، كما لمّح إلى أن إدارته قد تجعل الكيان الصهيوني يسدد قيمة ما يلقاه من دعم أميركي له، أسوة بما يطالب ترامب به بلدان الخليج العربية مثل السعودية، ومن هنا نفهم بأن اليهود لا يجبونه، ويدعمون في الخفاء الحملات التي تُشن ضد هذا المرشح الجمهوري...

بالنسبة إلى الحزب الديموقراطي، فإن التنافس يكاد يكون محصوراً الآن بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون Hillary Clinton، واليهودي "الإشتراكي" بيرني ساندرز Bernie Sanders . والأمر الجدير بالتوقف عنده أن هذين المرشحين يركزان حملاتهما المتبادلة ضد بعضهما البعض على توجيه الإتهام بالتبعية لقطاع المال...

ويقول بيرني ساندرس أن هيلارء كلينتون مقربة جداً من الشركات المالية مثل غولدمان ساكس Goldman Sachs وسواها، في حين ترد هيلاري كلينتون بأن التشريعات التي تقدم بها ساندرس في مجلس الشيوخ من أجل وضع حد لقوة الشركات المالية ليست مجدية وغير ذات فعالية، وبصورة خاصة التشريعات الخاصة بالشركات المالية المعروفة بالـ"صناديق السياجية" hedge funds ، حيث تقول هيلاري كلينتون بأن تلك الصناديق تشكل "نظاماً مصرفياً في الظلال" shadow banking من شأنه تعريض الإستقرار المالي للولايات المتحدة للخطر، (هذا مع العلم بأنه سبق لتشيلسي Chelsea ، إبنة هيلاري، وأن عملت في صناديق سياجية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى زوجها اليهودي الذي شارك في تأسيس صندوق سياجي واحد على الأقل...).

ويعود رفض الرأي العام الشعبي الأميركي للشركات المالية إلى الأزمة المالية الكبرى لعام 2008، حيث أن إختلاسات ومضاربات هذه الشركات كانت العامل الرئيسي الذي أدى إلى نشوب الأزمة. وكان من مظاهر هذا الرفض بروز تحركات شعبية كبيرة ضد شركات المال أبرزها حركة "إحتل وول ستريت" Occupy Wall Street في 2011 تركزت على شجب ممارسات الشركات المالية، وعلى رأسها غولدمان ساكس اليهودية.

وإذا كان رفض الرأي العام الشعبي الأميركي لطغيان الإحتكارات المالية على الحياة السياسية الأميركية أمر في غاية الإيجابية ولا شك، فإن الأمر المؤسف هو أن اليهود أدركوا هذه الحقيقة جيداً، وتصرفوا على نحو ذكي من أجل "الحدّ من خسائرهم" من جراء هذه الظاهرة. ومن ذلك أن بيرني ساندرز اليهودي المعتز بيهوديته يدعي رفض ممارسات الشركات المالية، على أنه لم يقم بأي أمر مجدٍ لكي تقترن أقواله بنتائج عملية، وهيلاري كلينتون على حق في هذا، في حين أن هيلاري كلينتون إياها تقول أنها بصدد التصدي لبعض ممارسات الشركات المالية، على أنها تحظى بدعم قوي من قبل هذه الشركات بالذات، وتتعامل معها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إبنتها وصهرها اليهودي – بمعنى أن ساندرس أيضاً على حق حين يتهم هيلاري بالتبعية لقطاع المال...

خلاصة القول أن الرأي العام الشعبي الأميركي يرفض ممارسات "أخطبوط" المال والإحتكار، على أن هذا الرفض لم يتمثل حتى الآن ببروز سياسيين يرفضون فعلاً لا قولاً الخضوع لمشيئة ذلك الأخطبوط الإحتكاري المافياوي اليهودي الوجه...

مال وأعمال :تسوية تقضي بتسديد غولدمان ساكس 5.06 بليون دولار بسبب خداعها المستثمرين

وافقت غولدمان ساكس Goldman Sachs اليهودية الأميركية على دفع 5.06 بليون دولار أميركي كتسوية قضائية مع وزارة العدل في الولايات المتحدة لحل نزاع نشب من جراء إتهام هذه الشركة المالية بممارسة عملية خداع المستثمرين المتعاملين معها بين 2007 و2009 عن طريق تشجيعهم على توظيف أموالهم في سندات عقارية تبين بأنها كانت فاسدة، وبالفعل فإن هذه السندات تسببت بالأزمة المالية الكبرى سنة 2008، الأمر الذي أدى إلى خسارة المستثمرين بلايين الدولارات.

وقد ذكر بعض المعلقين أن الجزاء المفروض على غولدمان ساكس أدنى قيمة بكثير من الخسائر التي تسببت بها الشركة اليهودية، كما تعالت بعض الأصوات إحتجاجاً على أنه لم يتم زجّ أي مسؤول لديها – أي لدى الشركة – في السجن، علماً بأنه تم سجن مصرفيين آخرين كانوا قد تسببوا بقدر اقل بكثير من الأذى...

اللوبي اليهودي في كرواتيا: يهود كرواتيا يوجهون "إنذاراً" إلى الحكومة الكرواتية اليمينية

قرر يهود كرواتيا – يقدر عديدهم ببضع مئات من الرؤوس (نعتمد عبارة "رأس" لدى تعداد اليهود بالنظر إلى أن اليهود يعتمدون عبارة "غوييم" لتسمية بني البشر من غير اليهود، و"غوييم" تعني الحيوانات باللغة العبرية، ومن هنا لا بد من معاملة اليهود "بالمثل" من هذه الناحية) – مقاطعة الإحتفال الذي تعتزم الحكومة الكرواتية إقامته لتكريم ذكرى ضحايا معسكر إعتقال كانت الحكومة الكرواتية الموالية لألمانيا أقامته خلال الحرب العالمية الثانية (يدعي اليهود بأن غالبية من قضى في المعسكر من اليهود، على أن هذا الأمر مشكوك فيه، كما هو الأمر بالنسبة إلى كل ما يتعلق بما يُروى تقريباً حول معسكرات الإعتقال خلال الحرب العالمية الثانية –تُراجع بهذا الصدد دراستنا "حقيقة محرقة اليهود")، وقد نظم يهود كرواتيا إحتفالاً خاصاً بهم وحدهم بالمناسبة.

وأتت هذه الخطوة تعبيراً ليهود كرواتيا عن شجبهم لتقرب بعض أركان الحكومة الكرواتية مع تيار اليمين المتطرف "النازي" في هذا البلد، وخصوصاً بعد أن تشكلت حكومة من يمين الوسط هناك في بداية العام الحالي. وقد وصف زعيم يهود كرواتيا الأمر بأنه بمثابة توجيه "إنذار" للحكومة...

والمعروف أن اليهود لم يتمكنوا بعد في غالبية بلدان أوروبا الشرقية –وهي بلدان كانت في مجملها منضمة إلى التكتل الإشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي السابق قبل 1991 – من فرض سنّ قوانين لمحاربة "العداء للسامية" ولمنع "إنكار الهولوكوست" المزعوم أسوة بما فعلوه في غالبية دول أوروبا الغربية، أو أن هذه القوانين في حال وجودها بأوروبا الشرقية لا تطبّق بصرامة من قبل السلطات، مع الإشارة إلى أن الرأي العام الشعبي في الكثير من البلدان الشيوعية السابقة ليس حاقداً على حقبة الإحتلال الألماني النازي لبعض تلك البلدان خلال الحرب العالمية الثانية، وإنما العكس صحيح في العديد من الحالات حيث أن شريحة مهمة من هذا الرأي العام الشعبي يتذكر تلك الحقبة بعين التعاطف، وبصورة خاصة في بلدان بحر البلطيق وفي كرواتيا بالذات. ويتطلع اللوبي اليهودي العالمي الآن إلى إرساء مكانته في أوروبا الشرقية على أمل منه بان تقوى المافيا الإحتكارية اليهودية في تلك البلدان بالقدر ذاته الذي بلغته في أوروبا الغربية.,,

اللوبي اليهودي في أوكرانيا: تعيين يهودي رئيساً للحكومة الأوكرانية

تم تعيين اليهودي فولوديمير غرويسمان Volodymyr Groysman رئيساً جديداً للحكومة الأوكرانية عقب سقوط الحكومة السابقة تحت طائلة إتهامها بالفساد والرشوة. وكان غروسمان يشغل قبلاً منصب رئيس مجلس النواب. وقد تعهد بالعمل على محاربة الفساد المستشري في الحياة السياسية الأوكرانية، على أن هذا التعهد كان موضع تشكيك كبير، حتى داخل صفوف الحزب الذي إنضم إليه هذا اليهودي، ذلك أن هذا الأخير مقرب من الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو Petro Poroshenko المتهم نفسه بالفساد، فضلاً عن أن أبرز داعمي غرويسمان هم من كبار الأثرياء...

نشير في الختام إلى أن اللوبي اليهودي العالمي كان يشكو حتى عهد قريب من أن بعض أركان الحكومة السابقة كانوا على علاقة جيدة مع التيار النازي بأوكرانيا، مع العلم أن هذا التيار النازي قد إضطلع بدور أساسي في الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق المؤيد لروسيا سنة 2014... ويرجح بأن جزءاً مهماً من دور غروسمان كرئيس للحكومة سوف يتمثل بقطع الصلات بين الحكم الأوكراني المناوىء لروسيا والتيار النازي الأوكراني، وبتوثيق العلاقات بين أوكرانيا والكيان الصهيوني "إسرائيل"...

اللوبي اليهودي في بريطانيا: جمعية بريطانية تعتذر عن "الإساءة" إلى اليهود لإستعمال أحد مسؤوليها عبارة "اللوبي اليهودي"

إستكمالاً للخبر الذي أوردناه في التقرير السابق حول المدارس اليهودية الدينية غير الشرعية في بريطانيا، فإن مسؤولاً في جمعية علمانية بريطانية كان قد تحدث في مقابلة إذاعية عن هذا الموضوع مع إشارته إلى "قوة اللوبي اليهودي"... وقد إضطرت الجمعية التي يعمل فيها هذا المسؤول إلى الإعتذار علناً عن هذه "الإساءة"، ذلك أن مجرد تسمية الأمور بأسمائها – تحديداً التحدث عن وجود "لوبي يهودي" - يُعتبر شكلاً من أشكال "العداء للسامية" في غالبية بلدان أوروبا، بما فيها بريطانيا، ومن شأن إستعمال هذه الأسماء تعريض السيرة المهنية أو حتى الحياتية لمن إعتمدها للخطر...

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024