إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الامين محمود عبد الخالق كان محباً لجميع رفقائه، ومتفانياً في سبيل حزبه.

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2018-03-13

إقرأ ايضاً


كلما رحل رفيق عرفناه في السنوات الصعبة، وكان مجلّياً بإيمانه وتفانيه، كلما سقط من تاريخنا البهيّ مدماك جديد، هيهات ان ننساه، او يرحل من ذاكرة حزبنا.

هكذا الامين محمود عبد الخالق الذي خسرناه، بالامس وبكيناه، وهكذا نحن اليوم مع الامين، الشاعر والمناضل

محمد العبد بيضون، الذي عرفته سنوات النضال القومي الاجتماعي، في الاسر، وبعد ان خرج منه ليتابع نضاله المرير مسؤولاً، ورفيقاً، تعنيه قضية الحزب، ويتفانى في سبيلها، لا في سبيل منافعه او طموحه الفردي.

عرفتُ عن الامين محمد عندما كان اسيراً لمشاركته في الثورة الانقلابية، ثم التقيت به، وكثيراً، في "الضاحية الشرقية" حيث كان انتظم ونشط، ثم في بيروت اذ تهجّر إليها، ففي مركز الحزب متولياً اكثر من مسؤولية، ثم في كل الامكنة التي كان فيها نابضاً بالنشاط القومي الاجتماعي.

كان للامين محمد حضوره الحلو. كنت ارتاح الى وجدانه اليقظ، الى حديثه الطافح بقضية الحزب.

لم اشهده يوماً متكلماً عن نفسه، او ساعياً الى رغباته، انما دائماً عن الحزب، قضية ونهجاً، والى الحديث العقائدي الذي يستحوذ على كل جوانبه.

كان من النادر ان يزور الامين محمد مركز الحزب، فلا يمرّ الى مكتب "عمدة شؤون عبر الحدود" او الى غرفة "لجنة تاريخ الحزب". كان يتابع ما انشره، ويثني. وكنت ارتاح إليه، وجداناً وطيبة وروحية قومية اجتماعية. لم اسأله عن نفسه، ولا سعيت لان اعرف شيئاً عن وضعه العائلي او المهني. حديثنا كان فقط عن الحزب وعما نسعى إليه من اجل مصلحته وعافيته.

في آخر لقاء معه عاتبته بحب: "توّج تاريخك الحزبي يا أمين محمد بكتاب عن مسيرتك، عن الحضور الحزبي في "بنت جبيل"، عن "الضاحية الشرقية"، عن سنوات الاسر، عن وعن وعن. فما تكتب يبقى للاجيال. حرام ان تضيع سير المناضلين في حزبنا، وتلك الرياحين التي يحملها كل من عرف الحزب قضية مقدّسة تساوي كل وجوده، ان نتفانى في سبيلها، بحيث تبقى للاجيال، فتفرح بها وتقتدي، بدل ان ننقل إليها البشاعات التي تؤذي ولا تقدم خيراً لمسيرة الحزب.."

يبتسم بطيبته.

- ليش مستعجل عليّ، بعد بكير.

ورحل الامين محمد، الطيب، القومي الاجتماعي، ومعه رحلت مسيرة وذكريات ومعلومات هي من حق الحزب، بأجياله، لا من حقنا، كأفراد.

ترك الامين محمد ذكريات حلوة يعرفها كل من ناضل معه، في الاسر، او خارجه، في مشواره الحزبي الطويل. من هؤلاء، وربما اكثرهم معرفة، الرفيق كامل الاشقر "توأمه" في "بنت جبيل"، في "الاسر"، في "الضاحية الشرقية"، وغيره الكثير من الرفقاء، الذين ندعوهم لان يكتبوا عن الامين محمد، ويتركوا لنا، ولتاريخ الحزب، كثيراً من تلك المرويات التي تفوح برحيق النهضة.

*

الشاعر

وان لم يترك لنا الامين محمد كتاباً يضمّ مسيرته الحزبية، انما ترك اشعاراً تنبض بالعنفوان القومي الاجتماعي، وتحمل ابياتها الكثير من نبض النهضة.

من الكثير، هذه القصيدة التي وجهها الى "سعاده"، وقد نُشرت في العدد الثالث من "صوت النهضة"، تاريخ 15/09/1999

رسولُ الفجرِ

رسولُ الفجـرِ قدْ صَـفَـعَ الخداعا سما فوقَ السّهَى وعلا فَـشاعا

أتى والشَّــعبُ يسبَحُ في ضلالٍ فَكانَ الزحفُ أفواجاً تباعا

مَشَيْنا والحياةُ تضجُّ فينا فكنّا الثورة، السيفَ، اليَراعا

زعيمي قد بزغتَ فكنت فجراً أضاءَ البيدَ نورُكَ والبقاعا

هُجوميٌّ أردتَ حياةَ شعبٍ فكنتَ النسر مُنقضّاً شُجاعا

وإن قامَ العظيمُ يهزُّ شعباً ترى الاذنابَ قد بدأوا النِّزاعا

يريدون الحفاظ على بقايا من الماضي وماضيهم تَدَاعى

وما الماضِي سوى تمزيق شعبٍ بأي شريعةً نبقى ضَياعا

وماضيهمْ على نتفٍ تـدَنَّـى على التاريخَ ذُلّاً وانصِياعا

وما كانوا سِوى زُمر تَوالتْ على حُكم كم اضطَهَدَ الجياعا

وكانَ الصوت يدوي من زعيمٍ الى شعب قد انتَظَرَ السَّماعا

سنسحقُ كلّ آفاتِ التّـَولِّــي الى الاقطاع حُكماً او طباعا

لقد ثارَ العظيمُ على نظامٍ تَعَفَّنَ لم يزل ظُلماً مطاعا

غدا قيْداً لأجيالٍ تتالى فلا خَلقاً عرفْنَ ولا ابتداعا

مَشيْنا والنّضالَ على طريقٍ أزَحْـنـا عنْ وُجوههم القِناعا

سَنَبقى الثّائـرين لكلِّ شعبي وحقُّ الشعب يُـنــْتــَـزعُ انتِـزاعا

ونحنُ الثّائِـرونَ على مواضٍ وسيفُ نِضالِنا كانَ الصِّـراعا


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024