إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الولايات المتحدة تقوم بنقل إرهابيي داعش مع قياداتهم الى معسكرات خاصة

د. بيير عازار

نسخة للطباعة 2019-03-15

إقرأ ايضاً


الولايات المتحدة تقوم بنقل إرهابيي داعش مع قياداتهم الى معسكرات خاصة وأخرى سرية في العراق /

ومعلومات موثقة تؤكد انّ ما يحدث في " الباغوز " شرق سوريا/الشام ليس أكثر من فبركات إعلامية /

إستناداً الى صحيفة " يني شفق " التركية ، فانّ الولايات المتحدة تعكف على تنفيذ خطط سرية جديدة لنقل الإرهابيين من منطقة دير الزور وريفها عبر العراق بأسماء ووثائق وجوازات سفر مزوّرة ؛ موضحة انّ وكالة المخابرات المركزية الأميركية أعلنت عدة مناطق من دير الزور كمناطق عسكرية وأغلقتها أمام دخول السكان المدنيين وخروجها منها ... ويقوم عناصر من الوكالة باستجواب أفراد مختارين ، ويتمّ بعد ذلك نقل الإرهابيين الى نقاط تجمّع داعش في معسكرات خاصة ، وبعضهم الآخر الى معسكرات سرية يتم تحديدها منْ قِبَلْ وكالة المخابرات المركزية الأميركية .

وشددت الصحيفة التركية ، المشهود لها بالمصداقية ، على انّ ممثلين عن الإستخبارات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية يزورون تلك المعسكرات السرية ؛ ويتمّ فيها إعداد وتوزيع البطاقات الشخصية وجوازات السفر - المزوّرة طبعاً - من أجل توفير خروج إرهابيي داعش عبر العراق ، مشيرة إلى انّ " أبو بكر البغدادي " يعمل تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية .

معلومات صحيفة " يني شفق " التركية تزامنت مع تقارير إعلامية أفادت بأنّ أعداداً كبيرة من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وأُسرهم إستسلموا لقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) في المعركة الصورية/الشكلية ، التي توشك فيها القوات الكردية ، المدعومة من المخابرات المركزية الأميركية ، على السيطرة فيها على آخر جيب للتنظيم في " الباغوز " شرق سوريا/الشام ... كما تزامنت مع تقارير أمنية واستراتيجية نقلت عن شهود عيان وأفادت بانّ ما يحصل في سوريا/الشام يتضمّن القضاء على وجود تنظيم داعش جغرافياً ؛ لكن من السابق لأوانه القول إنه تمّ القضاء على تنظيم داعش الإرهابي هناك ؛ لأنه لا يزال ينتشر في بعض المناطق على الطريق بين تدمر ودير الزور ، وكذلك في إدلب ، وفي بعض أطراف البادية السورية ، إضافة إلى محاولات التنظيم الإرهابي التسلّل المستمر عبر الحدود السورية/العراقية والعودة إلى حرب العصابات ، وهو يقوم بهذه العمليات بوساطة أعداد قليلة من عناصره ( الذئاب المنفردة ) الذين يختبئون بين المدنيين ، الأمر المسكوت عنه من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية الراعية للإرهاب أصلاً .

هذه التطورات تشي بأنّ الأستراتيجية الأميركية ليست في وارد إنهاء تنظيم داعش الإرهابي والقضاء عليه بشكل تام في المنطقة ؛ لأنّ ذلك يعني ببساطة أنّ واشنطن ستفقد كلّ أوراق الضغط التي بحوزتها ، عسكرية كانت أم سياسية ، بغية استخدامها ذريعة للبقاء على أراضي الدولة السورية أو حتى على الأراضي العراقية . ناهيك عن انّ القوات الأميركية لم تخجل من القيام بعمليات انزال ونقل قيادات داعش الأجانب وأيضاً " دواعش " فرنسا - الذين للتذكير قدموا من وراء البحار تحت سمع وبصر الاستخبارات الفرنسية - الى بلادهم .

من هنا يمكن القول ، إنّ المشروع الأميركي في المنطقة ، وفي سوريا/الشام تحديداً ، فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق الأهداف التي رسمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ، الأمر الذي يعني ، في القاموس العسكري ، بأنّ حالة المواجهة لا تزال قائمة ، إذ إنتقلت الإدارة الأميركية الى الضغط على سوريا/الشام عَبْرَ أساليب أخرى أولها العقوبات الإقتصادية الجائرة ( الإنقطاعات في الكهرباء والغاز والماء ... ) والحصار الظالم واللااخلاقي ( الغلاء الفاحش نموذجاً ) - وهي " ميزة " تنفرد بها الدول الأوروبية في تكريس علنيٍ لنفاقها السياسي والإجتماعي - للضغط على الدولة والشعب السوري في محاولة ، تبدو يائسة أيضاً ، لتحقيق الأهداف التي عجزت عن تحقيقها دول العدوان الغربي عَبْرَ العمليات العسكرية والأمنية طوال ثماني سنوات من الحرب العبثية على سوريا/الشام أستهدفت البشر والحجر ، ولكنها قوبلت بصمود

أسطوري شهد به الخصوم والأعداء وحتى معارضات الخارج ( عزة نصر الدين البحرة نموذجاً ) قبل الحلفاء والأصدقاء .

رحم الله مَنْ قال " لأجل عينيك يا سوريا هذا القليل " .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024