إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الـرفيـق عاطـف غطـاس كـرم مـن مـؤسسـي اول مـديـريـة للحـزب فـي الجـامعـة الاميـركـيـة فـي بـيـروت

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-03-31

إقرأ ايضاً


الحديث عن الحزب في منطقة جزين، يطول، كما عن العديد من الامناء والرفقاء الذين انتموا فيها منذ اواسط ثلاثينات القرن الماضي واستمروا نضالاً وعطاءً، وكانت لهم وقفات عزّ، سقط فيها شهداء.

احد رفقائنا من جزين الذي قد لا يعرفه كثيرون ولم يسطع اسمه في سجل النضال الميداني، انما كان ساطعاً في الميدان التربوي والادبي، وكان له حضوره المشع حتى وفاته: انه الرفيق عاطف كرم.

*

بتاريخ 23/07/1983 كتب الامين جبران جريج في مجلة الحزب "صباح الخير" النبذة والكلمة التاليتين عن الرفيق عاطف كرم تحت عنوان:

رحل عاطف كرم: الاديب والشاعر والمربي

رحل عاطف كرم، النقيب السابق للمعلمين في لبنان والتربوي العريق في ميدان التعليم.

الانترناشونال كولدج، التي شهدت آخر عطاءاته وزعت هذه الكلمة في وداعه:

"بحزن واسى عميق، نتشارك نحن والزملاء، والطلاب والاصدقاء في تلقي النبأ المؤسف لوفاة معلمنا البارز، عاطف غطاس كرم.

ولد في جزين، جنوب لبنان، في 27 شباط 1916، وكانت له دروسه الابتدائية والثانوية في بيروت، وفي 1939 نال بكالوريوس العلوم من الجامعة الاميركية. وامضى بضع سنوات استاذاً في الجامعة الوطنية في عاليه، وانتقل الى الجامعة الاميركية في بيروت استاذاً للرياضيات في البرنامج التحضيري، في تشرين الاول 1943. وفي 1956 نال الماجستير من الجامعة.

وما ان توظف في الانترناشونال كولدج. حتى عيّن عاطف كرم رئيساً لدائرة الرياضيات ورقي الى رتبة "ماستر".

خلال مدة حياته هذه الطويلة والمميزة، ساهم كرم في تطوير التعليم في "الاي.سي" وفي خارجها عامة. وخدم المهنة حين كان نقيباً للمعلمين في لبنان منتخباً للمنصب في 1961.

وكان كرم مثالاً في مقاسمة المعرفة والخبرة بين تلاميذه. ولا مشكلة حدثت، اكاديمية او سلوكية ذات اهمية. فآلاف من الفتيان والفتيات تأثرت بنهجه التعليمي، بجاذبيته الشخصية، بتدبيره، وحدبه المحب.

والى كونه استاذاً محترفاً، انما ينتمي الى عائلة محترمة من العلماء، وكان اديباً كاتباً وشاعراً على الاخص.

وتقديراً واعترافاً بخدماته للبنان منحته الحكومة اللبنانية وسامين. وعائلة الانترناشونال كولدج تفقد به معلماً جليلاً ومحترماً."

*

وداعـاً يـا عـاطـف

الامين جبران جريج، الذي عرف عاطف كرم، رفيقاً قومياً اجتماعياً شارك في تأسيس اول مديرية للحزب السوري القومي الاجتماعي في الجامعة الاميركية كتب هذه الكلمة لـ "صباح الخير" تخليداً لذكراه.

عرفتك غير معرفة سائر الناس،

عرفتك في مراحل ثلاث من حياتك،

مرحلة الطالب الجامعي، مرحلة استاذ الرياضيات، الشاعر،

مرحلة المواطن الواعي.

كان سبيلي اليك الشاعر فؤاد سليمان.

رويت لي، عن مرحلة الطالب الجامعي، انك ساهمت مع كريم طوبيا – جزين – وغابي ديب – القدس، في انشاء اول مديرية للطلبة في الجامعة الاميركانية للحزب السوري القومي الاجتماعي وكان العمل سرياً سنة 1935 ثم تخرجت سنة 1939، سنة انفجار الحرب العالمية الثانية.

اما في مرحلة استاذ الرياضيات، الشاعر، في الجامعة الاميركانية مارست روحية العطاء مع تلامذتك، ووقفت نفسك على مهنة التعليم وبهذا الاخلاص انتخبت نقيباً لمهنية المعلمين.

لا يمكنني ان انسى تلك اللقاءات الشعرية، نحن الثلاثة، فؤاد سليمان، عاطف كرم وجبران جريج، نتداول في الادب في شتى ميادينه.

بقينا على هذه الحال حتى انفجرت الممارسات الدموية في الكيان اللبناني، فصرنا نلتقي، بين حين وآخر، في مدخل البناية التي تسكنها مع لفيف من المواطنين، نحلل الوضع فتذكرني باستشراف سعادة، الزعيم، عن هذه الايام السيئة التي اوصلتنا اليها جهالة الشعب والارادات الخارجية.

كنت تسألني بلهفة القلق على المصير، اين صرنا والى اين نتجه والى ما ستؤول الاوضاع الراهنة.

كنت دائماً موضوعياً يتحكم فيك وعيك القومي الاجتماعي حتى في احلك الظروف فلا تيأس.

كنت المواطن الواعي لكل ما يحيط بنا من اخطار.

كنت ترى اننا ننحدر – اذا استمرت الاحوال الرديئة الى هاوية لا قرار لها، واذ بك تفاجئنا بالرحيل ونحن ننحدر ولكن محاولين ان لا نصل الى الهاوية.

هذا عاطف كرم الذي عرفت.

وهذي صورته التي اودّ ان احتفظ بها.

فوداعاً، يا عاطف، هذا مصير كل حي

وداعاً، والبقاء للامة".

***

اما عن شقيقه الاديب المعروف انطوان غطاس كرم، الذي وان لم ينتمِ كشقيقه الرفيق عاطف، انما كان صديقاً، يحترم سعادة والحزب ويرى ان امتنا لا تنهض، وتتخلص من الامراض التي تكبل حيويتها الا باخذها النهضة القومية الاجتماعية.

في العدد 244 (تشرين الاول 2005) من مجلة "الجيش" نقرأ من اعداد وفيق غريزي، التالي:

امضى القسط الاكبر من حياته الادبية كطالب للامثل، في جلاء مع نفسه، يكتب ثم يتجاوز ما كتبه او هو يكتب ويتريّث في نشر الكثير مما يكتب ريثما يوقن ان الحياة قد اسلست لقلمه قيادها كما يشتهي، فتجسدت في كلماته، وتمّ له من خلال تلك الكلمات ان يعانق الفنّ الاروع.

"آمن الايمان كله بان الحياة هي الفنّ الاروع، حتى ليبدو ذلك الايمان كله وكأنه المفتاح الامثل الى دراسة شخصية هذا المبدع الشاعر الناقد واعماله جميعاً، والى فهمها وتذوقها. لقد اتخذ في مرهف حسّه، من كمال الحياة معياراً للروعة الفنية ان في ادبه او في آداب منقوديه فأقحم نفسه كناقد وكأديب وشاعر في المسلك الاعور". انه انطون غطاس كرم.

ولد انطوان غطاس كرم في 12 نيسان العام 1919 في جزين. حاز على شهادة الليسانس من الجامعة الاميركية في بيروت، عام 1945، ثم شهادة الماجيستير من الجامعة نفسها عام 1947، بعد ذلك انتقل الى جامعة السوربون في باريس، ونال شهادة دكتوراه دولة في الادب عام 1959.

خلال هذه الفترة تولى مراكز تربوية عدة، منها: تسلّمه رئاسة الدائرة العربية من الانترناشونال كولدج في بيروت، من العام 1952 الى العام 1959، وعُيّن عميداً لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية من العام 1960 حتى العام 1963، ثم استاذاً زائراً في كلية كولومبيا في الولايات المتحدة من عام 1967 الى العام 1968، ثم رئيساً للقسم العربي في الجامعة الاميركية في بيروت من العام 1971 الى عام 1974، بعدها شغل منصب استاذ زائر في جامعة بركلي في الولايات المتحدة الاميركية من 1974 الى عام 1975، وحاز على جائزة الدولة اللبنانية في الأدب عام 1974، كما عمل استاذاً لمادة الادب والفكر في الجامعة الاميركية والجامعة اللبنانية والجامعة الاميركية اللبنانية. من مؤسسي "جمعية اصدقاء الكتاب"، وعضو في "المجلس الثقافي للبنان الجنوبي"، وحامل وسام الارز من رتبة ضابط. له العديد من الكتب النقدية والشعرية، وعدد من المؤلفات المترجمة لشعراء غربيين. توفي في بيروت في 12 حزيران العام 1979، وهو في اوج عطائه الفكري والادبي والشعري. من ابرز اعماله، الرمزية والادب العربي الحديث، في الادب العربي الحديث والمعاصر، كتاب عبد اللـه، وابعاد.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024