إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ناموس الزعيم الرفيق فؤاد نجار

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2022-08-19

إقرأ ايضاً


بعد أن عاد سعاده من مغتربه القسري في 2 آذار 1947، فأقصى رموز الانحراف (نعمة ثابت، مأمون أياس، فايز صايغ..) عمل على اختيار رفقاء طلبة هادفاً إلى تعيينهم في مسؤوليات مركزية وتدريبهم كي يتولوا في الحزب مسؤوليات قيادية. منهم على سبيل المثال الرفقاء هشام شرابي، فؤاد نجار، لبيب زويا، وديع الأشقر، إبراهيم يموت، جورج عطية، فوزي معلوف .

من هؤلاء الرفقاء الطلبة اختار سعاده الرفيقين فؤاد نجار وجورج بشور ليكونا معه ناموسين .

في هذه الحلقة، نلقي الضوء بما توفر من معلومات على الرفيق فؤاد نجار على أن نتحدث في حلقة مقبلة عن الرفيق جورج بشور .

*

كثيراً ما تحدث الرفيق الدكتور هشام شرابي في كتابيه "صور الماضي" و"الجمر والرماد" عن صديقه ورفيقه فؤاد نجار، كذلك الرفيق الدكتور يوسف سلامة في كتابه "حدثني ي.س قال" والرفيق إبراهيم يموت في كتابه "الحصاد المر" .

*

فماذا عنه ؟

ولد الرفيق فؤاد سليم نجار في بيت مري في 3 أيار 1926 .

تلقّى علومه الابتدائية والثانوية في الكلية الاستعدادية التابعة للجامعة الأميركية (الانترناشيونال كولدج I.C.) ثم تابع دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية.

رغب أن يتخصص بالفلسفة إلا أنه استعاض عنها بشهادة بكالوريوس علوم عامة .

تأثر في بدء حياته بالدكتور شارل مالك الذي كان أستاذه، وبالأديب المفكر ميخائيل نعيمة. كان يقصده إلى الشخروب في بسكنتا برفقة صديقه هشام شرابي، وفي الجامعة كانت له نشاطات طالبية منها توليه مسؤولية سكرتير تحرير مجلة "العروة" التي كانت تصدر عن جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأميركية .

إنما، لاحقاً، تأثر بالفكر القومي الاجتماعي عبر استاذه في الجامعة الدكتور فايز صايغ الذي كان في تلك الآونة أحد أبرز قياديي الحزب، وكان انتماؤه في منزل مأمون أياس في الغبيري في 22 حزيران 1946، وانتمى معه في الوقت نفسه الرفيق هشام شرابي، صديقه الحميم وزميله في الجامعة .

لقاؤه الأول بسعاده كان بعد عودة الزعيم من مغتربه القسري. حصل ذلك بواسطة فايز صايغ، وكان سعاده يبحث عن العناصر الجيدة الكفوءة من بين الرفقاء الطلبة ليسند إليهم مهمات حزبية .

يقول الرفيق إبراهيم يموت: "كنت تعرفت على هشام ويوسف في الجامعة الأميركية في بيروت. من بين رفقائنا الآخرين الذين تخرجنا معاً صيف 1947: لبيب زويا، فؤاد نجار، جورج عطية، رجا بارودي، فضلو خولي، سمير خوري، ونديم المقدسي. رجا وفضلو وأنا نتابع منهجاً واحداً ونلتقي في بعض الدروس مع بقية الرفقاء والجامع الأكبر كان الحزب الذي ننتمي إليه كلنا. هشام وفؤاد ولبيب ويوسف كانوا من بين الذين اهتم برعايتهم سعاده كعادته في رعاية الشبان الجامعيين المتحفزين والجدد في الحزب. كان يصطحبهم في بعض زياراته ويشجعهم على الاستزادة من العلم والمعرفة، ويعاملهم معاملة الأب الحنون" .

وعن فؤاد نجار يقول: " كان فؤاد رصيناً يتصرف بأرستقراطية محببة وأدب لياقة" .

في كتابه "صور من الماضي" يتحدث الدكتور هشام شرابي عن لقائه الأول بسعاده فيقول: " أذكر جلستنا الأولى معه أنا وفؤاد نجار في عين عنوب في 4 نيسان 1947، حين تمشينا في الطريق العام المطل على بيروت وحرسه الخاص يسير خلفنا. جلسنا تحت شجرة توت إلى جانب الطريق ثم عدنا إلى البيت الذي كان يقيم فيه وشربنا الشاي عند غروب الشمس.

" حدثنا في تلك الجلسة عن أفكار وموضوعات تراوحت بين الآني والتاريخي، بين القومي والحضاري، بين العادي واللغوي، متنقلاً بسهولة من تاريخ بابل وأشور إلى الوضع الراهن في العراق وسورية، من الحرب العالمية التي انتهت إلى الصراع العقائدي بين الكتلة الغربية والكتلة الشرقية إلى الدين والفلسفة والأدب والسياسة .

" لقد أعجب سعاده بشخصية فؤاد نجار الرزينة وأسلوبه الحواري المميز وفهمه العميق للفلسفة القومية الاجتماعية، فكان أن اختاره ناموساً له، يكلفه بعدد من المهمات ويدعوه لمرافقته في عدد من الجولات .

وفي منزل سليم نجار – والد فؤاد – في رأس بيروت حل سعاده ضيفاً بعد عودته من مغتربه القسري لمدة شهرين ونصف الشهر قبل أن ينتقل إلى بناية آل شقير (عادل والرفيق مالك شقير) .

وكان طبيعياً أن تتأثر سامية، ابنة سليم نجار – بشخصية سعاده الفذة فانتمت على يده بعد فترة. كان سعاده يخصص نصف ساعة يومياً ليشرح لها مبادئ الحزب. وقد اقترنت الرفيقة سامية بالرفيق نجيب المقدم، أول رفيق انتمى في شملان، ووالد الرفقاء رجا، نبيل وربيع .

بعد تخرج الرفيق فؤاد نجار من الجامعة، مارس مهنة التعليم، إلى جانب نشاطه القومي الاجتماعي، حيث تأثر به العديد من طلابه فانتموا إلى الحزب، وكان منزله "خلية نحل" تضج كل مساء بالفتية والفتيات يقبلون للتعرف منه على الحزب والاستماع بشغف إلى أسلوبه المميز .

في عدد "النشرة الرسمية" تاريخ 15 شباط 1948 يرد اسم الرفيق فؤاد نجار، كوكيل لعميد الداخلية، إذ تفيد النشرة أن وكيل عميد الداخلية الرفيق فؤاد نجار عاد إلى المركز بعد مقابلته لحضرة عميد الداخلية الذي كان توّجه في رحلة إلى منفذيات الحزب في محافظة اللاذقية حيث زار منفذيتي طرطوس واللاذقية. وبعد أن اطلع على الحالة الحزبية الإدارية فيها وفي المديريات التابعة لهما، أعاد تشكيل هيئتي المنفذيتين.

ثم تضيف أن وكيل العميد توّجه قبل ظهر الجمعة 30 كانون الثاني إلى مديرية النبطية لأعمال إدارية ولتنظيم المواطنين المقبلين على الحركة في بضعة قرى مجاورة لبلدة النبطية على أن يزور منفذية صور في اليوم التالي للغرض نفسه ".

إثر حصول حادثة الجميزة، حزيران 1949، كان الرفيق فؤاد نجار، وهو ما زال ناموساً للزعيم، من أوائل الذين وصلوا إلى منزل سعاده في بناية آل شقير، ومن الذين اعتقلوا إلى جانب العديد من الرفقاء الذين كانوا توافدوا عند سماعهم بالاعتداء الذي تعرضت له المطبعة، والرفقاء العاملين فيها .

عند خروجه من السجن، ذهب الرفيق فؤاد للعمل في السعودية، إلا أن السلطات هناك ما لبثت أن أبعدته بسبب وشاية تقدم بها أحد أعضاء حزب الكتائب عن الانتماء الحزبي للرفيق فؤاد .

عاد إلى لبنان ليتابع عمله الحزبي السري في تلك المرحلة التي أعقبت استشهاد سعاده، إلا أن الضائقة المالية اضطرته للسفر مجدداً إلى بغداد حيث زاول الأعمال التجارية فيها. لكنه اضطر أيضاً للمغادرة إثر وشاية مماثلة، فعاد إلى لبنان .

بعد الثورة القومية الاجتماعية الثانية غادر الرفيق فؤاد إلى السعودية، متابعاً الاهتمام بالحزب ومساهماً مع رفقائه في إرسال المساعدات المالية إلى أسر الرفقاء الأسرى. إلا أن القدر كان له بالمرصاد، إذ تحطمت الطائرة التي كان يستقلها، والتابعة لشركة طيران الشرق الأوسط في مطار الظهران قبل نزولها إلى المدرج فيما كانت زوجته تنتظر وصوله على المطار، فشهدت بأم عينها حادث تحطم الطائرة .

كان ذلك في العام 1964 .

*

بطاقة هوية :

والدته: زهية نجار .

زوجته: مهى جنبلاط .

أولاده: أسامة، حائز على دكتوراه في الكيمياء الصناعية .

نمير ، حائز على دكتوراه في الزراعة .

رندة، متأهلة من الأستاذ رامي حمدان .

*

هوامش

• حرص سعاده على استرجاع الوجوه القديمة التي أبعدت عن الحزب أثناء غيابه مثل الضابط عساف كرم، ومحمد يوسف حمود، كما حرص على ترقية الكوادر في الحزب، مثلي، ومثل لبيب زويا وفؤاد نجار وجورج عطية . (د. هشام شرابي، من كتابه "صور من الماضي") .

• سافر إلى السعودية بعد سفري إلى أميركا بأشهر قليلة، وبعد بضع سنوات تزوج واصبح عنده ثلاثة أولاد أحبهم كثيراً وكان سعيداً جداً في زواجه، ثم مات في حادث طائرة في الظهران سنة 1964 ففقدت أعز صديق عرفته في حياتي (د. هشام شرابي ، من كتابه : "الجمر والرماد") .

• أوقف الرفيق فؤاد في 10/6/1949 وحكم عليه بالسجن في 31/8/1947 لمدة سنتين مع وقف التنفيذ (كتاب وزارة الأنباء في لبنان: "قضية الحزب القومي"، ص. 131) .

• زرنا سعاده، أنا وهشام (شرابي) وبعد أن القينا التحية على حارسه علي عوض اقتادنا ناموسه الخاص فؤاد نجار إلى مكتبته حيث كان يجلس مطالعاً. (يوسف سلامة، من كتابه: حدثني ي.س. قال) .





 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024