إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أبو حديد.. فخامة الصلابة تكفي.. بقلم الرفيق الصحافي غسان الشامي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2023-08-31

إقرأ ايضاً


الحديث عن الأمين بشارة باروكي يطول لكثرة ما عرف عنه من مآثر الاخلاق بحيث انه سيمضي وقت طويل قبل ان نستوعب ان هذا الرفيق المميّز قد غاب عنا.

من الكلمات المعبّرة عن الأمين المميّز بشارة باروكي نورد ما نشره رفيقه الصديق غسان الشامي على ان ننشر تباعاً كل ما يغني سيرة هذا الأمين المميّز.

ل. ن.

***

هذا ليس اسماً حركياً فحسب، إنه صفة لصاحبِ إرادة قُدّت من فولاذ وتجاوزت الصعاب والمحن والتهجير ووصلت إلى ما أرادت.

بشارة باروكي، باسمه الحديدي، رفيقي وزميلي في "البناء وصباح الخير" يستقلُّ باكراً قطار الغياب ويلوِّح بيده المتعبة ويوغل في الرحيل.

بشارة باروكي، ولمن لا يعرف، كان يكتب باسم بشارة حداد، طلَّق مهنة المتاعب بعد أن جَدَّ وأصبح مهندساً، وانطلق في مهنته الجديدة لينشىء عملاً وعائلة ويبقى في إطار حزب بات متعباً وعليلاً.

كانت تلك السيارة الصغيرة (فيات 127) تئنُّ بنا صعوداً في آخر نيسان عام 1981 في الطرق الطائفية التي رسمتها الحرب عنوة، وصولاً إلى المطرح العلماني "ضهور الشوير" بعد أن حرر أبطالٌ صارعوا الثلج والجليد الغرفة الفرنسية في أعالي صنين،

الغرفة التي قال عنها المقبور مناحيم بيغن "من يسيطر على الغرفة الفرنسية يسيطر على لبنان وساحل المتوسط" وكنّا مفتونين كصحافيَين ملتزمَين بهذا الإنجاز وبرجاله، وكانت ضهور الشوير تعجُّ بأعزاء رحل أغلبهم.

يومان حافلان وعدنا معاً إلى بيروت وإلى هموم الصحافة.

بشارة.. أعرف أن مشاغل الحياة جعلتنا نلتقي في المناسبات وأن أحبّة لنا رحلوا، لكن ذكرك باقٍ ومديد، ويرتبط بالراحل أكرم دندشي وأسرته وبالأمين محمود غزالة وعائلته.. وبالكثيرين ممن أمعنوا في السفر أو الضباب وببضعة ما تزال تتنفس في هذا الغريق العميم.. وبحكايات وسهرات لا تنسى وبخيبات كثيرة.

أبو حديد.. شاهدٌ طيبٌ على عصرٍ لعين .

لك الذكرى العطرة وغار الانتصارات الماضية.. ضيعانك.

مجدل ترشيش 29/آب/2023







 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024