إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حضرة الزعيم

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2007-03-10

إقرأ ايضاً


تكبر المسافات وتزيد الصعوبات وتبدو الحياة أقسى , تعظم الواجبات الملقاة علينا وننفذها يشوقٍ ولهفة ليتجلى عشقنا للمغامرة ولكن نحن لسنا بمغامرين بل نحن رواد فكرٍ ومعرفة , نحن بناؤو حياة ...

فما نحن فيه ليس تجمعاً عادياً أو أنه كغيره يمكن أن يؤخذ باستخفافٍ ولو للحظة فكل غلطة سيدفع ثمنها والعقاب شديد لأن الخطأ لن يطالك وحدك بل سيطال عملٍ بأسره ويمكن أن يرجعنا خطوةً إلى الوراء وهذا غير واردٍ أو مقبول فلا رجوع إلى الوراء لأننا نعمل لنتقدم دائماً , هذا الخط الذي رسمناه لأنفسنا متحدّيين عقباتٍ وعقبات فهل يمكن أن نشكل عقبة ؟

بالتأكيد لا . عندما أرى عيون من ألقاهم من رفقائنا أنتشي فرحاً لإيمانهم بالتغيير البناء والناهض وعندما أراهم يعملون أكثر من طاقاتهم في بعض الأحيان أرى النصر يقترب نحونا لأن التحالف معنا سيشرفه , فما قيمة النصـر والخسارة إن لم تكن الأهداف نبيلة والغايات شريفة وعظيمة , وما هو أعظم من بناء إنسانٍ داخل مجتمعٍ لقيام أمة , وما هو أشرف من الدفاع عن حقوقك بالنار والدم , وما هو أنبل من العمل بوفاءٍ وإخلاص وشرفٍ للحفاظ على كرامة بلادنا وإعلاء شأننا بين الأمم .

برؤية هذا الشباب المثقف والواعي يناضل في سبيل الحياة لا تستطيع إلا أن تكون في الصدارة وعلى استعدادٍ للموت إن طلب الوطن ذلك أفليست دماؤنا وديعة الأمة لدينا متى طلبتها وجدتها ,

كم من العزّ يحمل هذا القول وكم تتمسك بما تؤمن به حين تجد أن من قال ذلك نفذه قبل غيره وتلقى الرصاصات مبتسماً لأنه يعي أن ابتسامته إنما لنعلم بأن الموت يغدو فرحة عند أصحاب النفوس الشامخة والمدافعة أبداً عن قضيتها .

حـــضرة الزعيم كيف لا أمجد نفسك وأنت الذي علمتنا بأن الشجاعة مهمة ولكن العمل معيارها فدعيتنا لمعرفة أنفسنا ومجتمعنا لنعرف كيفية التعامل معه لنستطيع صنع المستقبل كما نريد وبإرادتنا حتى إن اقتضى ذلك تقدمة الروح باقة وردٍ لمحبوبتنا "سوريا " .

حـــضرة الزعيم صار الوقت مهماً منذ عرفت ما نحن مقدمون عليه حق المعرفة , فأنت خاطبتنا قبل أن نولد , خاطبت أجيالاً لم تولد بعد وبيّنت المخاطر التي تتربص بنا وقويت إيماننا وعزيمتنا وأعطيتنا أمثالا في العمل والصمود والبقاء والتفاعل للمضي قدماً بالحياة .

حـــضرة الزعيم لن نستسلم كما يعتقد الكثيرون ولن نهدء قبل أن ننشر قضيتنا بين شعبنا ونفتح أعينهم على الخطر ونبني دولتنا القائمة على الوحدة المصالحية , الإنسانية , المجتمعية , المصيرية والنضالية , لن نسقط في فخ المؤامـرات والكولسات وسنحصن ما بنيته ليشـرف عقيدتنا .

حـــضرة الزعيم اليوم أنظر حولي فأجد رفقائي يعملون بصدقٍ وجهد في سبيل ذلك , نقوي بعضنا بعضاً متضامنين , خلاقين , سائرين إلى النصر بخطىً ثابتة لأننا على الدرب الصحيح , والكثيرون منا سيغدون أبطال عهد النهضة في هذه الأمة فلا نستطيع إلا أن نؤمن ونثق بهم لأنهم الأفضل بكل بساطة فبالرغم من كل الضغوطات لا يكلون ولا يملّون وكلٌ منهم مدّ يد العون لواحدٍ منا حتى نلتحق بهم .

سعادة يا من وضع النور في صدري وجعلني أنتفض وأزيل غشاوةً كانت فوق عيني لأبصر الحقيقة , لنبدأ بالعمل لتحيا سورية شعباً وأرضاً وفكراً ومصيراً حتى تكتمل دورة الحياة من بناءٍ وعملٍ وانتاجٍ وصولاً إلى الإعمار التام للإنسان والمجتمع والأمة لنغدو أقوياء بكل ما للكلمة من معنى فنحن لم ولن ننسى بان القوة هي القول الفصل بل نعمل لنؤكد ذلك لتحيا ســوريا .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024