إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سليل الباكوية والاقطاع الرفيق يحيى القدور المرعبي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2015-03-09

إقرأ ايضاً


عرفت عكار الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ الثلاثينات، وعرفت قراه تباعاً، ومنها الحاكور، حلبا، جبرائيل، عدبل، رحبة، جديدة القيطع، الحصنية، تكريت وغيرها، حضوراً قومياً اجتماعياً لافتاً، وبرز منها رفقاء نذكر من الراحلين منهم الامناء: منير خوري، سليم متري، ساسين حنا ساسين، توفيق الاشقر، فؤاد عوض، ابرهيم حنا الخوري، ميشال الدورة، وليم بحليس، خليل دياب، مطانيوس جريج، حسن عز الدين، احمد هاشم، والرفقاء ابرهيم حبيب طنوس، نقولا داود، بدر خنيزير، حميد دياب، غازي طالب، وغيرهم ممن يصعب تعداد اسمائهم.

منهم ايضاً الرفيق يحيى القدور المرعبي، الذي آثر ان يتخلى عن لقب الباكوية الموروث اباً عن جد، عن اراضيه وكانت وفيرة، ليعيل نفسه وعائلته متمكناً من الاستمرار في نضاله الحزبي ناظراً للتدريب، ناموساً ومنفذاً عاماً في كل من طرابلس وعكار، واذ غادر الى البرازيل، تحت ضغط وضعه الاقتصادي، تولى مسؤوليات ناموس منفذية، ناموس مندوبية مركزية، ومديراً لمديرية سان باولو. مستمراً على نشاطه وتفانيه وتلبيته لكل واجب حزبي.

*

ولد الرفيق يحي القدور عام 1925، انتمى الى الحزب في 13/01/1952 ومنذ ذلك الحين لم يعرف هروباً من واجب او قعوداً عن النشاط الحزبي، في احلك الظروف ومنها مشاركته في معركة "عدبل" عام 1958 وتعرضه للاصابة.

لم يخضع الرفيق يحيى لاغراءات عائلته، ولم يضعف، وقد ضاقت احواله المادية وباع املاكه، ولو ان عقيلته السيدة سلوى قبلت ان تبيع منزلهما في طرابلس، وكان سجّله باسمها، لما كانت رجعت بعد وفاته لتستقر فيه، وقد باتت في مرحلة الشيخوخة.

عرفت ورافقت الرفيق يحيى القدور في مسؤولياته في الوطن، ثم في البرازيل عندما استقر فيها، وتولى مسؤوليات. فيها كلها كان الرفيق الذي يفقه اصول الحزب وقواعده، نظامياً بامتياز، يملك إطلالةً بهية وقامة عملاقة، مؤسساتياً في كل تصرفاته، ومؤمناً بالقضية السورية القومية الاجتماعية بشكل مطلق. ولا مرة ضعف ايمانه، او خفت صوته المجلجل دفاعاً عن الحزب، وعقيدته. كان يلبي كل واجب، يحترم رفقاءه ومواطنيه ويفرض على الجميع ان يحترموه، فهو لا يتصرف خارج قواعد الاخلاق والدماثة واحترام الذات.

وفاته:

وافت المنية الرفيق يحيى القدور في 15/11/2000 عن عمر يناهز ال 75 عاماً وقد نعاه الحزب ونشرت مجلة "البناء-صباح الخير" في عددها عن شهر تشرين الاول 2000 ان عميد العمل الرفيق اميل عبود (الامين لاحقاً)، والامناء خليل دياب، حسن عز الدين، يوسف كفروني، احمد هاشم، مطانيوس جريج، الياس الخوري، كانوا في استقبال المعزين، بالاضافة الى المنفذ العام الرفيق رياض نسيم(1) واعضاء هيئة المنفذية.

واضافت ان عدداً كبيراً من النواب والشخصيات الاجتماعية والعسكرية والروحية ورؤساء البلديات والمخاتير الى حشد كبير من القوميين الاجتماعيين والمواطنين حضروا المأتم الحافل للرفيق يحي القدور، وقد القى صديقه ورفيقه رؤوف نافع كلمة قال فيها:

" رفيقي في الطفولة، رفيقي في المدرسة ورفيقي على الدرب الطويل الشاق.

خمسون عاماً قضيناها معاً في الطريق الحق من اجل انتصار حق الامة، خمسون عاماً قضيناها في العمل الوطني والقومي. واليوم أقف موقفاً صعباً للغاية أمام جسدك الذي ما عرفته إلا منتصباً ليؤدي تحية الامة العظيمة بعنفوان الصلابة الوطنية وبكبرياء القومية الاجتماعية العظيمة. في كل مناسبة كنت تحرص كل الحرص على اداء الواجب القومي والوطني والاجتماعي غير عابئ بمرض ولا آبه لمعترض مهما كانت قوة هذا المعترض آنذاك. لقد انتميت، يا رفيقي، وانتمينا حقاً. يوم عزّ الانتماء على الرجال، يوم كان هذا الانتماء يقودنا الى سجن أو مقصلة أو فصل من وظيفة في أدنى المراحل. أقدمت يومها، يا رفيقي، واثقاً انك تنتمي الى عقيدة تساوي وجودك، ومارست هذه المقولة الحق طيلة حياتك مضحياً وغير آبه بالصعاب والمشقات وغير طالب لنفسك ثمناً او مكسباً.

انني اليوم يا رفيقي، إذ أحيي فيك نضالك لاعلاء كلمة الحق أقول: نم قرير العين بعد نضال طويل لانتصار قضية آمنت بها، وبها مؤمناً قضيت رغم ما اعترض كفاحك من عقبات عائلية وغير عائلية في الوطن وفي خارج الوطن، وانني أحييّ فيك اخلاصك الذي استمر لنصف قرن جهاداً حقاً من أجل قضية عظمى تساوي وجودنا".

*

بقي وفياً للقسم:

وفي العدد المذكور نشرتُ كلمة وفاء بالرفيق المناضل يحيى القدور، اوردت فيها التالي:

" فقدت عكار والحزب السوري القومي الاجتماعي، الرفيق يحيى عبد الفتاح القدور المرعبي عن عمر ناهز الخمس والسبعين قضى ما يقارب الثلثين منه في العمل القومي الاجتماعي، إذ ان الرفيق يحيى ولد عام 1925 وانتمى الى الحزب في 13/1/1952 على يد الرفيقين حبيب ابو فاضل(3) واحمد العجم(4) وكان المنفذ العام الرفيق يوسف الحاج(5).

قبل انتمائه الى الحزب كان الرفيق يحيى من الناشطين مع "الاخوان المسلمين" ومن أشد أعداء الحزب، حتى ان استشهاد سعاده كان بالنسبة إليه فرحة العمر.

وصدف انه في العام 1950 وجد نسخة من سلسلة "النظام الجديد" في منزل ابن عمه فاروق فانكبّ على قراءتها، وكانت بداية الايمان فالانتماء.

تولى الرفيق يحيى مسؤوليات حزبية عديدة منذ بعيد انتمائه الى الحزب، في الوطن كما في المهجر البرازيلي، منها ناموس منفذية، منفذ عام في كل من عكار وطرابلس، ناموس منفذية البرازيل، ناموس المندوبية المركزية في البرازيل، مدير مديرية سان باولو، أما أول مسؤولية تولاها فكانت مدير مديرية سعيد فخر الدين (باب التبانة – طرابلس).

أبان معركة عدبل الشهيرة في العام 1958 كان الرفيق يحيى القدور يتولى مسؤولية ناظر تدريب عكار، وبحكم مسؤوليته هذه تواجد في عدبل وقاد مع الامين عبد الوهاب تركماني معركة الدفاع عنها في وجه جحافل "المقاومة الشعبية"، وفيها استبسل الرفقاء واستشهد منهم عقل دياب، جليل دياب (شقيق الامين خليل والرفيقين الشهيدين حنا وجبران دياب) وحنا عيد.

وإن كان الرفيق يحيى سليل عائلة لها جذورها الاقطاعية في عكار، فهو كان قومياً اجتماعياً مناضلاً ضحى وأعطى وباع أملاكه، ولم يسجل يوماً انه كان خارج دائرة الصراع القومي الاجتماعي، بل بقي مثالاً في النظامية وفي القيام بواجبات العضوية الملتزمة.

لقد تخلى الرفيق يحيى عن "البكاوية" التي يفخر بها اقرباؤه، وواجههم بالايمان القومي الاجتماعي منذ انتمائه الى الحزب، وخرج على طاعتهم أبان حوادث العام 1958 التي كان قائدها في عكار ابن عمه النائب حينذاك عبد الكريم القدور المرعبي، وفي سبيل ايمانه وعضويته في الحزب خسر الكثير، انما ربح شيئاً كبيراً وكبيراً جدا،ً هو انه كان قومياً اجتماعياً، وبقي وفياً للقسم.

واذ يرحل الرفيق يحيى لينضم الى كوكبة الرفقاء الميامين الذين أضاؤوا في ظلمة ليل الامة، انما يستمر مقيماً في وجدان رفقائه وحزبه، خالداً بخلود هذا الحزب العظيم الذي سطّر في تاريخ الامة قمماً من العطاء والنضال سيحكى عنها الكثير".

هوامش:

(1) محام، من بلدة رحبة. منح رتبة الامانة، وهو حالياً عضو في المجلس الاعلى.

(2) من الحاكور. مقيم في بلدة ماريبورا في ولاية سان باولو.

(3) مصرفي معروف.

(4) رفيق مناضل اضطرته ظروف حوادث العام 1958 للانتقال الى بطرام حيث استقر فيها، منشئاً عائلة قومية اجتماعية، ومجسداً القسم في كل حياته العائلية والحزبية.

(5) من "دار بعشتار". تولى مسؤوليات حزبية في كل من الكويت ولبنان، شقيق الامين ميشال الحاج (المحكمة الحزبية العليا).

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024