في فترة توليّ مسؤولية رئاسة مكتب الطلبة، تلك الفترة التي تلت الثورة الانقلابية تميّز حضورنا في ثانويات بيروت بالنوعية والكمية اللافتتان، بدءاً من ثانوية فرن الشباك الى مدرسة البشارة الارثوذكسية الى مدارس عديدة في العاصمة بيروت.
من هذه المدارس اذكر مدرسة الثلاثة أقمار التي كان يتولى ادارتها الأرشمندريت غريغوريوس صليبي (الاسقف لاحقا)، وكان صديقاً للحزب وصديقاً شخصياً لي.
كان الأرشمندريت صليبي يتصل بي مع نهاية كل فصل دراسي، طالباً مني أسماء رفقاء جامعيين للتدريس في مدرسة الثلاثة أقمار وهذا ما كنت أقوم به كل عام دراسي.
اذكر من الأسماء الرفيق جان نادر، الذي ارتبط لعدة سنوات والمواطن الصديق ايلي مجدلاني، واذكر انه عندما غادر الأرشمندريت غريغوريوس الى فرنسا، بقي على تواصل معي، حتى اذا عاد نهائياً الى الوطن زارنا في ضهور الشوير وكان لقاءاً ممتعاً في مدرسة الثلاثة أقمار.
كان الطالب الرفيق أنطوان رومانوس يدرّس في مدرسة الثلاثة أقمار. كان كتلة من الاخلاق والنشاط والارتباط الصميمي في الحزب. كنت ارتاح إليه كثيراً وأتابع نشاطه الحزبي حتى انه عندما غادر المدرسة المذكورة استمريت على سؤالي عنه واستمر، لشدة اعجابي بأخلاقه وحميته الحزبية.
وعدني الرفيق أنطون ان يتوجه إليّ صيفاً إلا ان ظروفه وظروفي لم تكن تسمح باللقاء الموعود.
مؤخراً اتصل بي الأمين الحبيب شوقي باز ليبلغني عن وفاة الرفيق أنطون.
كان الخبر صدمةً بالنسبة لي فهو ما زال في مقتبل عمره.
وفاءً لما اعرف عن ثبات ايمانه، أنعيه الى كل الرفقاء الذين عرفوه في تلك الفترة، وانشر ادناه النعي الذي كان ورد من حضرة الأمين شوقي.
تبقى يا رفيق أنطون في احلى الأمكنة في نفسي، وسأذكرك دائماً مع العدد الكبير من الرفقاء الممتازين قومياً اجتماعياً الذين عرفتهم في فترة توليّ مسؤولية الطلبة. عنهم تكلمت في نبذات سابقة وآمل ان أتكلم عنهم اكثر وفاء.
|