الرفيق عفيف خضر من الرفقاء الذين كان لهم حضورهم الحزبي الجيد في اربعينات وخمسينات القرن الماضي، في كل من الجامعة الأميركية والشوف.
الرفيق عفيف نذكره بكثير من المودة والتقدير ونعيد نشر ما يفيد الإضاءة عنه وما وردنا من الرفيق تيسير كوى.
آسف اني لم التق الرفيق عفيف خضر الا في وقت متأخر وتحديدا عندما عرفت عنه اقامته في بناية في نزلة السارولا، حيث كان استقر فيها الأمين اسعد حردان فالامين جبران عريجي، زرته يومئذ وكان لقائي به محط سرور لما وجدت فيه وفي عقيلته من دماثة اخلاق وارتباط وثيق بالحزب.
وسرني يومئذ ان اعرف ان الرفيق بهيج خضر الذي كنت عرفته في مرحلة سابقة مع الرفيق عصام حميدان هو ابن شقيقه.
*
انتمى الرفيق عفيف خضر في ثانوية الـI.C. (الجامعة الاميركية – بيروت) في الفترة الصعبة التي تلت استشهاد سعادة عام 1949، حيث كان صدر قانون بمنع ذكر سعادة والحزب في الاعلام، كما منع اي اجتماع حزبي.
من شهود القسم: الامين علي غندور والرفيق النائب السابق ميشال معلولي.
يفيد انهم، في هذا الوضع الامني، كانوا يعقدون الاجتماعات واللقاءات تحت الاشجار في الجامعة الاميركية، او في قاعة الوست هول.
كان التنظيم الحزبي عام 1951 يعتمد الخلايا، وكان الرفيق بهيج الحلبي(1) يقوم بمهمة صلة الوصل بينها وبين مركز الحزب في دمشق.
من الرفقاء الذين كانوا نشطوا معه في الـI.C. يورد الرفيق عفيف الاسماء التالية: حسن شجاع، شوقي وسامي ابو جودة، محمد كركلا، منير زينون، عزيز سعد، انيس وسامي قائدبيه، فوزي ابو جمرة، وفي الجامعة الاميركية يذكر من الرفقاء: سمير ريس، خليل حداد، حليم فياض، شارل رعد، محمد الجمل، موسى بشارة، زهير سلطاني، تيسير كوا، وشقيقه بشير، ابرهيم الهبري، صادق جلال العظم، وشقيقه سعيد، منذر بارودي، اكرم دندشي، رياض كلاس، حسان غندور، عبد الرحمن اسطنبولي، هيثم الرفاعي، سهيل مأمون، نبيل رحال.
كلف الرفيق عفيف بمتابعة فروع الحزب في الشوف الاعلى من قبل مفوض لبنان في اوائل الخمسينات، الامين حسن طويل، فيما تولى الرفيق عادل حسن(2) متابعة المناطق الاخرى من الشوف.
يوضح ان الامين حسن طويل كان كلف الرفيق فوزي معلوف(3) بمتابعة الطلبة في كل لبنان، وعندما انتقل العمل الحزبي من مرحلة الخلايا الى مرحلة المنفذيات والمديريات، تعيّن الرفيق فوزي منفذاً عاماً للطلبة. وكدليل على الحضور الحزبي القوي في الجامعة الاميركية يتحدث الرفيق عفيف عن تمكن الحزب من ايصال مرشحه الرفيق منصور ابو نعيم(4) الى رئاسة مجلس الطلبة في الجامعة بمواجهة تكتل عروبي- شيوعي ترأسه منح الصلح.
استمر الرفيق عفيف خضر ناشطاً حزبياً، في الجامعة الاميركية، حتى اذا اصدر رئيس الحزب في حينه (جورج عبد المسيح) عام 1955 تعميماً داخلياً ينبّه فيه الى "الاخطار التي ستواجه الحزب والى ان اياماً عصيبة ستأتي" عقد مديرو مديريات الجامعة الاميركية: عفيف خضر، انيس صايغ، فيصل قبلاوي وانطون بعقليني لقاء قرروا على اثره ان يتوجهوا الى دمشق لمقابلة رئيس الحزب. وبالفعل التقوا الامين عصام المحايري والرفيق الشاعر ادونيس اللذين لفتاهم الى ان عملهم يعتبر خروجاً نظامياً، قبل ان يلتقيهم رئيس الحزب.
قبل ذلك اشرف على الانتخابات البلدية التي جرت عام 1953 في بلديات وقرى منطقة الشوف الاعلى .
*
تخرج الرفيق عفيف خضر من الجامعة الاميركية حائزاً على شهادة ادارة اعمال، اسس شركة هندسية، غادر الى نيجيريا عام 1973 ثم عاد الى بيروت ناقلاً اعمال الشركة إليها. قبل ذلك تولى مسؤولية عالية في شركة البيبسي كولا.
عندما كاشفت احدهم اني سازور الرفيق عفيف خضر، تساءل: هل سيلبي؟ ويحكي لك عن التزامه وعن مسيرته؟
اصرّح، وفاءً، انه لم يحكِ فقط، انما وقد استقبلني ببشاشة وحبور، حكى كثيراً، وقدم لي مقالات ثلاث عن صديقه الاديب الرفيق سعيد تقي الدين كان نشرها في مجلة "اشارات" للكاتب سليمان تقي الدين، وكان سيحكي اكثر لو ان ظروفي لم تكن قاسية، والقدر كان اقسى فخطف الرفيق عفيف ليحرم حزبه من مرويات كثيرة يحتاج إليها.
ستبقى في اعماقي غصة كبيرة، ذلك اني لم اتمكن من تكرار زيارة الرفيق، الصادق والمحب، عفيف خضر كثيراً، فخسرنا برحيله مرويات ومعلومات كان يجب ان تبقى لتاريخنا.
ولاني تمتعت كثيراً بحديثه الآسر، وبرفعة مناقبه، فهو حاضر في ذهني، مع حزني العميق على رحيله.
*
تيسير كوى عن صديقه ورفيقه
عفيف خضر
وافت المنيّة الرفيق عفيف بتاريخ 28/08/2013، نشرنا نبأ رحيله بتاريخ 29/08/2013، وقبل ذلك، كنا نشرنا بتاريخ 14/04/2013 مقالات له عن عملاق الادب الرفيق سعيد تقي الدين بعنوان: "الاديب الكبير سعيد تقي الدين، كما عرفه صديقه الرفيق عفيف خضر.
عطفا على نشرنا خبر رحيله، استلمت من الرفيق تيسير كوى(5) رسالة يقول في مقدمتها:
" قرأت أن الموت اختطف الرفيق عفيف خضر. حزنت أشد الحزن. الرفيق عفيف كان ذكاءً ونشاطاً وهدوءاً ودماثة أخلاق ومحبة واخلاصا لرفقائه والحزب. أدخل الى صفوف الحركة عشرات المواطنين الذين تحولوا الى قوميين اجتماعيين ناشطين. كنا في الـ IC نحسده على فعالية نشاطه الحزبي، وكم تمنيت أنا شخصيا أن أتمكن من اقناع المواطنين بدخول الحزب كما كان يفعل هو بسهولة ويسر. أفتقده".
بناء عليه، أحلت الى الرفيق تيسير ما كنا نشرناه عن الرفيق عفيف خضر فكتب لنا بتاريخ 07/01/2015، مضيفاً اسماء لرفقاء، على ما كان اورده الرفيق خضر. وهذه رسالة الرفيق كوى:
" أشكرك جزيل الشكر على ارسال مقالات الرفيق الراحل عفيف خضر. سررت بقراءتها جدا وازداد افتقادي له. لقد خدم القضية خدمة جلى وكان مخلصا لها.
أود أن أضيف الى الأسماء التي تم ذكرها في المقال المعنون رحيل الرفيق عفيف خضر الأسماء التالية:
جورج نصر (أعتقد انه استقر في كندا)، وجيمس مشعلاني (ابن اخت الأمين الراحل جورج صليبي، وكان الرفيق عفيف يناديه أبو الجماجم لان اسمه المتداول جيمي)، والراحل أنيس صايغ (شقيق فايز صايغ)، ومنير بشور، وأسعد رزوق، وظافر تميم، وعبد الرحمن اسطنبولي، وعفيف صمدي (ابن حسن صمدي صانع الحلويات المشهور)، وأديب بشور (الذي طلب مع بشير كوى مساعدة الحزب لنسف وادي ابو جميل في بيروت).... وصباح عبد الله قبرصي".
هوامش:
(1) بهيج الحلبي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(2) عادل حسن: من بلدة عترين (الشوف). غادر الى البرازيل، ونشط حزبياً. عاد الى الوطن واستقر فيه الى ان وافاه الاجل.
(3) فوزي معلوف: شقيق الامين السابق فخري معلوف والرفقاء رشدي، حلمي، فايزة وكمال. منح رتبة الامانة. وكان رئيساً لجمعية خريجي الجامعة الاميركية سنوات طويلة. تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، منها رئاسة مكتب عبر الحدود.
(4) منصور أبو نعيم: من الشويفات. كان تولى مسؤولية منفذ عام الطلبة. غادر الى الولايات المتحدة مستقراً فيها.
(5) تيسير كوى: مراجعة ما اشرنا عنه في النبذة عن كتيب "انا عائد" المعممة بتاريخ 30 ايلول 2014.
|