إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من ابرز قياديي الحزب في سورية الجنوبية الامين صالح علي سوداح

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-04-20

إقرأ ايضاً


عرفت الامين صالح سوداح منذ توليه مسؤولية رئاسة مؤتمر ملكارت عام 1969، ثم تباعاً عبر توليه للعديد من المسؤوليات المركزية.

واستمرت اتصالاتي به، بعد مغادرته لبنان: في مخيم النيرب في حلب، في دولة الامارات، فعودة الى حلب الى ان وافاه الاجل.

من المؤسف أن الامين صالح لم يدوّن مذكراته، وقد كتبتُ له كثيراً، فهي غنية على صعيد سيرته الشخصية، خاصة كمحام قدير عمل في الاردن ثم في دولة الامارات، ومسيرته الحزبية وكان تولى مسؤوليات مركزية، منها رئاسة مجلس العمد، وانتخب أكثر من مرة عضواً في المجلس الاعلى، مرافقاً بذلك الكثير من محطات هامة في تاريخنا الحزبي.

هذه النبذة لا تغطي سيرته الغنية، شخصياً وحزبياً، ولا تفي كامل حضوره، انما هي تقدم اضاءة متواضعة، ودعوة لأحد من ابنائه: الرفيق سعادة او الرفيق غسان لوضع السيرة الكاملة عنه.

*

• ولد الامين صالح سوداح في 20/08/1932 في ترشيحا(1) قضاء عكا. وتهجّر عام 1948، بعد نكبة فلسطين الى "مخيم النيرب" في حلب.

• بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة ترشيحا، ثم انتقل الى ثانوية عكا، وتابع دراسته في "مخيم النيرب".

• انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في 21 آذار 1951.

• تولى مسؤولية ناموس مديرية الشهيد فيصل ناصيف(2) التابعة لمنفذية حلب.

• انتقل الى دمشق لمتابعة دراسة الحقوق، وفيها انتظم في منفذية الطلبة.

• غادر الى الكويت في ايلول 1955 وهو كان ما يزال في السنة الاولى حقوق.

• تولى في الكويت مسؤولية آمر حلقة من خمسة أعضاء، ثم مديراً للمديرية السادسة، فناظراً لإذاعة المنفذية، فمنفذاً عاماً لها.

• انتقل الى عمان حيث عمل في حقل المحاماة، وفي أواخر العام 1969 استدعي لتولي رئاسة المحكمة الحزبية العليا.

• تولى رئاسة مؤتمر "ملكارت" عام 1969 وهو المؤتمر الاول الذي يعقده الحزب بعد خروج القيادة الحزبية من الاسر.

• انتخب عام 1971 عضواً في المجلس الاعلى.

• في ربيع العام 1972 عاد الى عمان للعمل في حقل المحاماة ثم غادرها الى الامارات العربية المتحدة عام 1973.

• منح رتبة الامانة عام 1977.

• عيّن عام 1979 رئيساً لمجلس العمد وعميداً للداخلية.

• انتخب لعضوية المجلس الاعلى، مرة ثانية لدورة عام 1988 – 1992.

• عاد مجدداً الى الامارات العربية، حيث عيّن مستشاراً قانونياً في المؤسسة العامة للصناعة في ابو ظبي.

• ترجم كتاب "التاريخ القديم للشعب الاسرائيلي" للكاتب "توماس طومسون"، الصادر عن دار بيسان، وكتاب "الديانة اليهودية، وطأة ثلاثة آلاف سنة"، للمؤلف "اسرائيل شاحاك". وله دراسات وابحاث عديدة، وكان يتمتع بثقافة عقائدية متقدمة وعمقاً في فهم دستور الحزب وقوانينه.

• اقترن الامين صالح من السيدة نظمية حيدر وأنجب منها 9 أولاد: 6 ذكور و3 إناث، منهم الرفيقان سعادة(3) وغسان.

*

وفاته

كان الامين صالح قد أصيب بداء القلب وأجرى أكثر من عملية جراحية. الى أن وافته المنية بتاريخ 07/01/2004، وهو في الامارات العربية المتحدة، وفيها ووري الثرى بعيداً عن فلسطين التي أحبها، عن حلب حيث ترعرع، وعن لبنان الذي أمضى فيه ردحاً من الزمن ملبياً نداء حزبه مراراً لتولي المسؤوليات المركزية فيه.

نعاه حزبه السوري القومي الاجتماعي ببيان جاء فيه:

عرف الامين الراحل بمناقبيته وبسعة أطلاعه وبمساهماته الفكرية العديدة، وبنضاله الدؤوب في سبيل انتصار القضية السورية القومية الاجتماعية. هجّر من فلسطين لكنه أبى ان تغادره هي، فسكنت في ذاته.

وتقبلت قيادة الحزب(4) التعازي بوفاته في قاعة "النهضة" (منطقة البريستول) التي شهدت تدفق العدد الكبير من الرسميين والوزراء والنواب وممثلي الاحزاب والقوى السياسية والقيادات العسكرية مع حشد من رفقاء الامين الراحل واصدقائه.

وكان في مقدمة المعزين كما اوردت مجلة "النهضة" في عدد كانون الثاني – شباط 2004:

الوزير د. ميشال موسى ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، النائب علي بزيّ ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، النائب د. هاشم قاسم، خالد نجم ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، النائب السابق د. عدنان الطرابلسي، مدير عام مصلحة مياه الليطاني ناصر نصرالله، نقيب أطباء لبنان د. محمود شقير، د. نبيل الخطيب (منتدى حرمون)، علي فيصل الجبهة الديموقراطية، الحاج جميل حايك (أمل)، أبو حسن (الصاعقة)، غانم صالح (المجلس الثوري)، جمعة العبدالله (القيادة العامة)، حسن شلحة ومحمد عز الدين (حزب الاتحاد)، أبو فادي حماد (على رأس وفد)، غازي خميس وخضر طه (حزب الرزكاي الكردي اللبناني)، موريس نهرا (رئيس المجلس الوطني في الحزب الشيوعي)، عبد فتوني (عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي)، نعيم القلعاني (رئيس هيئة مقاطعة البطائع الاميركية)، وفد من "رابطة أبناء ترشيحا" ضمّ كلا من: رئيس الرابطة الحاج منيب صبحية، وفيق قبلاوي، سمير حيدر، عبد الهادي حيدر، نبيل حيدر، علي سوداح، وعفيف سوداح) وجمع كبير من الشخصيات السياسية والنقابية والاجتماعية وفعاليات وممثلين عن القيادات العسكرية مع حشد كبير من رفقاء الامين الراحل واصدقائه.

وقد تلقى رئيس الحزب برقيات تعزية من النائب محمد كبارة واللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية الشعبية – الاحواز.

وبالمناسبة ألقى د. يوسف أبو بكر (عديل الامين الراحل) كلمة قال فيها:

لقد جمعتني مع أخي صالح سوداح، علاقة فكرية كانت سلسلة من المطارحات المتبادلة، بمعنى أنها كانت مطارحات "غرام" فكرية أكثر منها مساجلات.

كان لقاءً وجدانياً، فكرياً وروحياً، قبل أن تتلاحم أواصر النسب بيننا. وهذا ما عزز أوقات التواصل التي اصبحت أطول وأطول.

عرفته "رجل المناسبات" التي توّجت تاج القوميين، وكان بالنسبة لي، أخاً صالحاً، عاش صالحاً ومات صالحاً.

لم آت .... مضيفاً أو ضيفاً أو مستقبلاً، جئت وانا الرجل الذي عرفكم عن قرب، وقدرّكم عالياً، لأشهد عظمة حزب نهضوي حدّثني كثيراً عنه.

بإسمي وباسم العائلة، جئنا اليوم لنتعزّى ببعضنا البعض، وكل من عرفه، جاء ليتعزّى وليس ليعزّي.

*

شهادة من صديقه ورفيقه الامين ربيع الدبس.


قدم الامين ربيع الدبس بتاريخ 29/10/2014 هذه الشهادة الصادقة عن الامين الراحل صالح سوداح:

هو من مواليد ترشيحا الجليل / فلسطين. لم يعرف سعادة شخصياً بل أدركه فكراً وموقفاً بدءاً من عام 1949. قال لي الامين سوداح عدة مرات: " بالنسبة لي، لم يؤثر فيّ الزعيم أنطون سعادة بطرحه عن الوحدة السورية ولا عن فصل الدين عن الدولة... ما أثّر في نفسي بعمق حقيقي إيمانه الصادق بقضية لم يتردد في الاستشهاد من أجلها ".

تسلم الامين صالح سوادح مسؤوليات مركزية عديدة منها:

رئيس المحكمة الحزبية – رئيس المؤتمر الحزبي عام 1969 الذي عقد في فندق ملكارت – رئيس مجلس العمد – عميد الداخلية – المندوب المركزي لمندوبية شرقي أفريقيا التي كنت انا ناموسها في الثمانينات من القرن الماضي. وكثيراً ما استعرضنا في الليالي الطوال نظرة حركتنا الى آثار المبدعين الكبار في تراثنا القومي القديم والوسيط والحديث.

عمل الامين سوداح محامياً ومستشاراً قانونياً لعدة مؤسسات في الاردن والخليج العربي. أقام فترة في بيروت، وكان لسنوات عديدة يقضي مع عائلته موسم الصيف في مدينة حلب، ورغم كونه متأثراً وممارساً لبعض الطقوس الدينية، الا انه كان محباً للكأس، يشربها "ويسكيّة" حتى الثمالة، مع أنه كان يعرف أضرارها، حتى صح فيه قول شاعر الخمرة الاول:


وكأسٍ شربتُ على لذةٍ واخرى تداويت منها بها

كان "أبو سعاده" ملماً بالتاريخ، القومي والعام، قارئاً نهماً، وذا عقلٍ تحليلي منظم. وهو من القلائل بين نُخب الحزب المثقفة، الذين ركّزوا على ان لا حتميات في المذهب القومي الاجتماعي فكرياً وعملياً، لأن الثوابت لا تلغي المتغيّرات ولا تتنافى مع حركة الحياة المفتوحة على التطور، وفقاً للحقائق المكتشفة والمنهج العلمي الذي يتقدم على ما عداه من النهوج.

صالح سوداح سكنه الحزب المشغوف بفلسطين، بوصفها تعبيراً عن الحق القومي الصارخ في سورية الجنوبية، وهو الحق الذي ما زال حتى اليوم مصلوباً على جلجلة الاستعمار العالمي الذي لم تحقق الحركة الصهيونية أخطر حلقات مشروعها الا بعد ارتباطها به وهو الاستعمار الذي يرتدي – كلما اقتضى الانحياز للعدو – لبوساً عنوانه "أمن اسرائيل والسلم الدولي" والسلوكيات المشينة في حق الشعوب وحقوق الانسان ولو استلزم ذلك كل ما في مراكز الابحاث وخلايا التفكير من المخططات الجهنمية والمعايير المزدوجة في السياسة والاعلام والمواقف المخجلة حتى داخل أروقة المنظمات الدولية، وعند تحريف مواثيقها أو تسخيف فلسفتها المتعلقة بكرامة الانسان وكونه قيمة عليا.

*


"التاريخ القديم للشعب الاسرائيلي" كتاب توماس د. طومسون كان نقله الامين سوداح الى العربية وصدر عن "بيسان للنشر والتوزيع" عام 1995.

المقدمة للامين د. يوسف كفروني، والتقديم للامين صالح سوداح.

كتاب غني بالمعلومات ويصح ان يقرأه كل مهتم بموضوع صراع امتنا مع العدو اليهودي،

يقول الامين سوداح في تقديمه للكتاب:

"منذ ما يزيد على ثلث قرن، كانت الترجمة من العربية الى الانكليزية وبالعكس جزءاً من عملي، وقد ترجمت خلال هذه الفترة آلاف التقارير والرسائل والوثائق القانونية، وباشرت منذ سنوات ترجمة مجموعة من القصص القصيرة للكاتب الايرلندي جيمس جويس، وتوقفت عندما علمت ان استاذاً للأدب الانجليزي في لبنان قد باشر ترجمة نفس القصص. وبالإضافة لما تقدم، ترجمت مجموعة من القصائد لشاعر إفريقي، نشرتها مجلة "فكر" عام 1979، كنموذج من الادب الإفريقي الحديث.

هذا وقد قرأت العديد من الكتب المترجمة من الإنجليزية الى العربية، والعديد من الكتب المترجمة من لغات اخرى، لا سيما الروسية (ديستويفسكي وتولستوي وغيرهم)، الى الانجليزية، وقد توصلت الى قناعة بأن دور النشر التي تحرص على جودة الترجمة ودقتها قليلة جداً، وان بعضها لا يتورع عن نشر ترجمات بلغة ركيكة تزعج القارىء اكثر مما تقدم إليه من معلومات.

فلم اعتبر نفسي مترجماً ابداً، وما دفعني الى ترجمة هذا الكتاب هو موضوعه، فقد لمست من خلال مطالعتي لبعض الكتب المنشورة حديثاً عن تاريخ سوريا الطبيعية القديم وبعض ما يتفرع عنه، مثل مخطوطات البحر الميت، بأن في الاوساط الأكاديمية في اوروبا واميركا، من لم يعد يعتبر التوراة عنواناً للحقيقة، ويشكك بسلامة اعتمادها اساساً للتأريخ، كما فعلت مدرسة اللاهوت التوراتي، والدراسات التوراتية والعديد من الفئات البروتستانتية، وبعض المؤرخين في القرنين، الماضي والحالي.

كتاب توماس ل. طومسون، تناول موضوع تاريخ اسرائيل واصولها بصراحة وموضوعية واشبعه تمحيصاً وتحليلاً. طبعاً، تحمست لترجمة الكتاب عندما علمت ان الاوساط الصهيونية منزعجة لصدوره وتقاوم انتشاره، وتضاعفت حماستي عندما علمت ان المؤلف، وهو استاذ علم الآثار في جامعة ميلووكي فد فقد وظيفته بضغط من اوساط اليهود، ويضاف الى هذا ان ما نشر حول هذا الموضوع باللغة العربية، لا يذكر.

ابادر الى الاعتراف ان عملية الترجمة لم تكن سهلة ابداً ولكني حرصت رغم ذلك على الوفاء بوعد قطعته للصديق الدكتور يوسف كفروني، ولشعوري بضرورة إطلاع القراء في بلادنا والعالم العربي على مثل هذه الآراء والدراسات التي يبدو لي انها آخذة في الانتشار في الاوساط الفكرية في الغرب. وقد حرصت ان تكون الترجمة أمينة الى أقصى حد، ولم أتصرف إلا في حالات نادرة، رغم قناعتي بأن المترجم الحق هو من يتصرف عند الحاجة. ملاحظات المؤلف لم اترجمها لأني باستعراضها وجدت انها تشير الى مراجع لم تترجم الى العربية ولا يعرف معظم القراء عنها شيئاً، وبالمناسبة، معظمها مراجع المانية وعبرية.

وختاماً اتوجه بالشكر الى الصديق الدكتور يوسف كفروني لأنه اتاح لي هذه الفرصة، والى الاخ علي المير لما قدمه من عون في ترجمة التعابير والمصطلحات الالمانية، والاخ عبده جبور لمساعدته في ترجمة الفصل الاخير. وآمل ان يحفز هذا الكتاب دارسين من بلادي لمتابعة هذا الموضوع الهام، لوضع حد لهيمنة الأساطير والخرافات على تاريخ البشرية عامة، وتاريخ سوريا بشكل خاص.

هوامش

(1) انتمى العديد من ابناء ترشيحا الى الحزب، وخاصة من عائلات سوداح، شريح وقبلاوي، وسقط منهم شهداء، عنها يصح أن يكتب تاريخ العمل الحزبي فيها.

واوردت عنها في النبذة عن ثانوية حزور والرفيق فهمي شريح. للاطلاع على النبذة مراجعة ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) من شهداء الحزب. مراجعة النبذة المعممة عنه على الموقع المذكور اعلاه.

(3) كاتب وشاعر وصحافي. عمل في صحافة الحزب في الوطن ونشط حزبياً، متولياً مسؤوليات في حقلي الاذاعة والثقافة. غادر الى تورنتو وما زال مقيماً فيها.

(4) تمثلت في حينه برئيس الحزب الامين جبران عريجي، نائب الرئيس الامين محمود عبد الخالق، رئيس المكتب السياسي الامين اسعد حردان وبأعضاء من المكتب السياسي.




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024