إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رئيف سماحة

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-09-20

إقرأ ايضاً


من بين الرفقاء القلّة الذين يعرفهم معظم القوميين الاجتماعيين الذين خضعوا لدورات تدريب في المخيمات، او شاركوا فيها، مسؤولين ومدربين وطهاة، رفيق لا يمكن ان انساه، ومثلي، كما أرجّح، باقي الرفقاء ـــــ هو الرفيق رئيف سماحة.

لم يكن يملك موهبة الخطابة، او الكتابة، او التعاطي السياسي، ولم يُعرف عنه انه تولى مسؤوليات في هيئة المديرية.

انما كان "بسيطاً" اذا ما قورن بالشطار، وتميّز بالطيبة والنقاء والصدق والتفاني في وقت غابت هذه المثل او كادت.

فلم يكن يعرف الدهاء، ولا يسعى وراء غنيمة، او يجهد كي يصل الى مسؤولية، او الى منصب، او يعتبر النشاط الحزبي ممراً يوصله الى منافع ومكاسب.

كان عملاقاً بجسده، ويملك قوة حتى اذا أمسك بشجرة، اقتلعها وسار بها الى اي مكان يحدده له الآمر.

يحترم مسؤوليه ورفقاءه، ويطيع حضرة الآمر، وينفذ.

والى هذا كانت ذاكرته مذهلة. لا ينسى اياً من الرفقاء والاشبال. فان رأى واحداً منهم هرع باشّاً إليه، وان استمع الى صوت احدهم، التفت إليه وقد عرفه.

كنت أسأل عنه كلما ترددت الى اي من مخيمات الحزب في المتن الشمالي. او شاركتُ بحضور احدى دورات التخرج، اتحدث إليه بحب، وارتاح الى ما في أعماقه من تجسيد لقيم هي زوّادة كل عمل نهضوي.

هذا الرفيق الرائع بما تميّز به من صفات الطيبة، والمروءة والتفاني، رحل منذ زمن دون أن اعرف او أطلع على نعيه، او خبرٍ عنه في "البناء".

لم أقرأ ان حشداً سار وراء نعشه، او ان كلمات ألقيت، ولم اعرف برحيله الا بعد سؤال رفقاء على معرفة به.

أكتب هذه الكلمة، وفاءً لمن تفانى ولم يعرف سوى الحزب حياة له .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024