إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مواقـف التـحـدي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2017-01-30

إقرأ ايضاً


اعرف ان النيران اشتعلت فوق القمم في مناطق عديدة من لبنان عشية الاول من آذار عام 1962، اي في الفترة العصيبة عندما كانت اجهزة الشعبة الثانية تلاحق القوميين الاجتماعيين، تعتقل الآلاف منهم وتزّج بهم في المعتقلات: المدينة الرياضية، ثكنة الفياضية، ثكنة الامير بشير، وفي اماكن اخرى، في بيروت والمناطق اللبنانية.

كان الرفيق الراحل غانم خنيصر(1) يحدثني كيف كان، ومجموعة من الاشبال يصعدون الى جبل صنين ليشعلوا النيران فوق قممه، بها يقولون لاجهزة القمع وللجميع ان الحزب ما زال حياً رغم كل القهر والتنكيل، وان ارادة القوميين تبقى اقوى من كل شيء ما داموا يسيرون على نهج سعاده، وقدوته.

إلا ان ما يجب ان يُعرف هو كيف راح رفقاؤنا في الشام يقيمون الاحتفالات في الاول من آذار بعد حادث اغتيال العقيد عدنان المالكي، ويشعلون النيران فوق المرتفعات والقمم.

في الصفحتين 138 – 139 من كتابه "محطات قومية" يروي الرفيق جميل مخلوف تحت عنوان "احتفال الاول من آذار بعد حادثة المالكي، التالي:

" أعطي الأمر للرفقاء ان تكون مظاهر الاحتفال تفوق المظاهر التي كانت تقام في السابق وبخاصة من حيث إضرام النيران. أشعل الرفقاء النيران مستعملين إطارات السيارات فشملت جميع الهضاب المحيطة بقرية "بستان الباشا"(2)، حذا حذو "مديرية سعاده" في "بستان الباشا" مديريات "رويسة البساتنة"، "القرداحة"، "متن النواصرة". هذه القرى مطلة على قرية "بستان الباشا" وحذت بقية المديريات في منفذية "جبلة" حذوها.

" كانت تلك النيران تحدياً صريحاً للسلطات، إنها رسالة لتلك السلطات يُفهم منها انها لن تتمكن من النيل من الحزب رغم الإجراءات الشديدة التي اتخذتها ضد أفراده بزّجهم في سجون العاصمة ومنها سجن المزة. كان لا بد للسلطة من أن تتخذ إجراءً شديداً للاقتصاص من أولئك المتمردين عليها وكان لا بد من ان تختار القرية التي كانت تعتبرها السلطة انها تمثل ذلك التمرد وهي قرية "بستان الباشا".

" أرسلت مفرزة كبيرة من الجيش وجمَع افرادها جميع اهالي القرية من رفقاء ومواطنين ومارست عليهم صنوف التعذيب فلم ينجُ منه أحد. وقد مورس التعذيب على أخي الاكبر الرفيق (عزيز مخلوف) وكان من اركان عائلة "آل مخلوف" من حيث تقدمه في السن ومركزه الاجتماعي. التجأتُ مع الرفيق محمود مخلوف الى قرية لأخواله قريبة من قرية "بستان الباشا" تدعى "القبيسة" ومكثنا فيها حتى انتهت المداهمة. نفس الإجراء مورس على رفقاء صافيتا بأن داهمتها قوة من الجيش وكان ذلك رداً على تحدي الرفقاء للسلطات بالاحتفال المميز الذي أقيم بتلك المناسبة العظيمة عيد الاول من آذار" .

هوامش

(1) غانم خنيصر: رفيق مناضل من "ضهور الشوير" تعرّض للاعتقال اكثر من مرة. حكم عليه في 05/10/1968 وخرج مع العفو في 19 شباط 1969. خسرناه باكراً.

(2) بستان الباشا: اصطلح الرفقاء على تسمية البلدة "بستان سعاده". للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info ، كذلك بالنسبة لقرية "رويسة البساتنة".


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024