إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رحيل الرفيق المرّبي حسن ابرهيم عبد الرحيم

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2017-04-13

إقرأ ايضاً


- تحيا سورية رفيق حسن

نظر إليّ، ممدداً فوق سريره، تمتم ووجهه يطفح بالبُـشـر والفرح، تحيا سورية.

انحنيت مقبلاً جبينه مردداً مرة ثانية التحية الحزبية، وانسحبت .

تلك كانت كلماته الاخيرة عندما زرته في بيته في منطقة الجعيتاوي.

جاء ذلك بناء لاتصال هاتفي وردني من رفيق عرفته في الستينات مقيماً في جديدة المتن، بطرس شمعون(1) اوضح لي ان الرفيق حسن بات في المرحلة الاخيرة من حياته. لا يزوره احد ولا يتفقده رفقاؤه(2).

بعد اتصالي بالمنزل، توجهت الى منطقة الجعيتاوي. ثم اتصلت بالمنزل اكثر من مرة، الى ان بلغني خبر وفاته.

*

كنتُ سمعت عن الرفيق حسن عبد الرحيم، واذكر اني التقيت به في حفل تقديم وسام الثبات للرفيق يعقوب عكر(3) في قاعة الشهيد خالد علوان (البريستول) وبديهي اني سمعت اكثر عن كل من والده الرفيق الشيخ ابراهيم عبد الرحيم، شقيقه الرفيق الشهيد يونس عبد الرحيم، وعرفت جيداً (وتعاونا حزبياً في سبعينات القرن الماضي)، شقيقه الامين ياسين(4).

عن الرفيق حسن عبد الرحيم هذه المعلومات التي قدمها لنا الرفيق وليد يعقوب عكر:

• درس الرفيق حسن في منتصف الاربعينات في مدرسة الياس ملحم (من كفرحزير ــــ الكورة) وكانت قائمة في طرابلس، ساحة الكيال.

• باشر بتدريس مواد التاريخ وعلم الاجتماع واللغة العربية .

• سعى والد الرفيق حسن، الشيخ ابراهيم عبد الرحيم، الى جلب المدرسة الاميركية الى القرية، وشكل دخوله الحزب خرقاً للتقاليد وثورةً بحد ذاتها كونه كان شيخاً دينياً.

• عندما وصل الزعيم الى بيروت 2 آذار 1947 تمّت المناداة على الشيخ ابراهيم عبد الرحيم في منزل نعمة ثابت بناءً على طلب الزعيم الذي اراد رؤيته والسلام عليه.

• كان الرفيق حسن قد نزل الى بيروت لملاقاة الزعيم يوم العودة مع مجموعة من الطلاب في مدرسة "ملحم" في طرابلس.

• عام 1954 ترشح الرفيق حسن للانتخابات النيابية في منطقة صافيتا وذلك مع المرشح الثاني الرفيق صادق طيّار. كان الرفيق حسن طالب حقوق في دمشق.

• عام 1948 القى الرفيق حسن كلمة بوجود الزعيم خلال احتفال في بلدة دده ـــــ الكورة وذلك في منزل نبيه وفايز الزاخم وكان حاضراً منفذ عام طرابلس آنذاك انيس فاخوري.

• درّس الرفيق حسن عبد الرحيم اللغة العربية ومادة التاريخ حتى صف البريفيه في مدرسة "النظام الجديد" في بلدة "السودا". كان الرفيق فيليب حموي مسؤولاً عن القسم الداخلي وعن تأمين الطعام اضافة الى كونه المالك الرسمي للمدرسة، لكن الملكية الحقيقية والقرارات الاساسية كانت للحزب القومي، وكانت مدرسة النظام الجديد مدرسة مختلطة وقد ادارها فترة الرفيق سهيل الياس وهو محامٍ من بانياس.

• كما درّس في قرية "الرقمة" وهي مدرسة حكومية في "مصياف" وذلك لسنة واحدة.

• درّس ايضاً في مدرسة "حزور" في مشتى الحلو 1954 ــــ 1955 وكان مديرها رفيق قومي من آل شريح، (هو الرفيق فهمي شريح)

• كان من المفترض ان يتقدم الرفيق حسن الى الامتحانات النهائية في ايار 1955 لنيل شهادة الحقوق في دمشق، لكن حادثة اغتيال عدنان المالكي في 22 نيسان 1955 اطاحت بحلمه.

• كان شقيق حسن، يونس عبد الرحيم شرطياً وكانت هناك علاقة وطيدة بين حسن وشقيقه يونس، وكان الاثنان يلتقيان بشكل متواصل.

• يذكر الرفيق حسن انه، قبل اغتيال المالكي، كان هناك اجتماع للبعثين في مقهى في دمشق وقد رأى الرفيق حسن، وكان يمر صدفة بالمكان شقيقه الرفيق يونس مع الرفيقين بديع مخلوف وعبد المنعم دبوسي يراقبون المكان والمجتمعين فيه.

• ارتبك الرفيق يونس عندما شاهد شقيقه حسن، وعلى غير عادة. وعلم الرفيق حسن ان الثلاثة كانوا يراقبون اكرم حوراني.

• كان الرفيق حسن يلتقي شقيقه الرفيق يونس في منزل شقيقتهما في دمشق، ولدى اغتيال المالكي تم اعتقال الرفيق حسن مع شقيقتيه جميلة والمانيا وقد اخذت الشرطة الرفيق حسن لمشاهدة جثة يونس مضرجة بالدماء وذلك للمزيد من التأثير النفسي عليه.

• سيق الرفيق حسن الى السجن وهناك اجبروه على الوقوف في الحمام لفترات طويلة في سجن "المزة" ثم اخذوه الى القاووش حيث كان نزار محايري (الامين لاحقاً) وأمين في الحزب من الجنوب السوري (فلسطين).

*

من الفاضلة ابنته السيدة سنا اسكندر هذه الاضاءة المفيدة:

حسن عبدالرحيم أو الأستاذ، هذا اللقب الذي رافقه طوال حياته. كلهم عرفوه بالاستاذ، حتى بات اللقب هو الإسم. خرّج آلاف التلاميذ، منهم من صار من أهم شخصيات لبنان وسوريا والعالم العربي. وزراء ونواب ومناضلين من كافة الاتجاهات، وأدباء وفنانين... كلهم أحبوا الأستاذ لأنه ترك دائما في قلوبهم نسمة حب وفرح، كمشة كبرياء وتصميم ومبادئ والتزام وصدق. كان عنيدا بمحبة، ثائرا على التقاليد بمحبة، مجددا باللغة العربية، وفيا للمبادئ. حياته لم تكن سهلة لكنه كان منسجما مع نفسه، يأبى أن يخون أفكاره أو أن يساوم عليها.

كل من تعرّف إليه قال عنه أنه إنسان مرهف، مرجع في اللغة العربية، واسع الثقافة والمعرفة. يتقبل بإيجابية الرأي الآخر ويحترم الآخر من دون أفكار مسبقة.

ربطته بالكتاب علاقة متينة إلى حدّ الهوس، علاقة جعلته يملك أوسع مكتبة غطت مساحة بيته كله، من غرف النوم إلى المدخل والبلكون. تراوحت كتبه بين التاريخ والأدب والفلسفة والدين وأصول اللغة ...

وتضيف السيدة سنا المعلومات التالية عن والدها الرفيق حسن:

 اضافة الى دراسته الحقوق على مدى 3 سنوات ومن دون الحصول على الشهادة تخرّج عام 1964 بإجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية - كلية الآداب

 درّس مادة اللغة العربية في مدرسة High School في برمانا حيث أقام في بداية حياته الزوجية.

 انتقل مع عائلته إلى بيروت حيث أمضى عمره، ودرّس، حتى سن التقاعد، في كل من مدرسة الفرير الجميزة، والفرير ـــــ مون لاسال.

 ألّف كتبا مدرسية في أصول اللغة وقواعدها، من الصفوف الابتدائية وحتى صف "البريفيه".

 كان هدفه من هذه الكتب أن يقرّب التلاميذ من مادة اللغة العربية. وذلك بتبسيط القواعد وتبويبها وفقا لكل عمر ولكل صفّ. من خلال كتبه هذه تمكن من جعل اللغة العربية مادة سهلة ومحببة لدى التلميذ.

 هدفه من التدريس لم يكن يوما هدفا ماديا بحتا. على العكس اشتهر باندفاعه لكل تلميذ مقصّر أو عاجز فيدعوهم إلى بيته ويقدم لهم دروسا خاصة من دون مقابل مادي. وكم من المرات كان يذهب إلى بيوتهم في حال عجزوا عن القدوم إلى بيته.

*

وفاته

وافت المنية الرفيق حسن عبد الرحيم يوم الاحد الواقع فيه 26 شباط 2017 وقد وردت المعلومات ادناه في النعي الصادر عن عائلته:

• زوجته: ايلين البيطار

• ابنتاه: سنا، عقيلة امجد اسكندر وعائلتها

رنا، عقيلة برنارد رنو وعائلتها

اشقاؤه: علم الدين وعائلته

عائلة المرحوم محمد

عائلة المرحوم محمود

عائلة المرحوم (الشهيد) يونس

عائلة المرحوم (الامين) ياسين

شقيقاته: عائلة المرحومة جميلة

عائلة المرحومة خديجة

عائلة المرحومة المانيا

وعموم عائلات عبد الرحيم، البيطار، اسكندر، رنو، حسن وكل من ينتسب إليهم في الوطن والمهجر ينعون

الاستاذ حسن ابراهيم عبد الرحيم

المنتقل الى رحمته نهار الاحد الواقع فيه 26 شباط 2017

تبيّن من النعي الصادر ان الرفيق حسن اعتنق الديانة المسيحية، بدليل ان المراسيم جرت في كنيسة سيدة الملائكة، بدارو. وتقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة ايام الاحد، الاثنين والثلثاء.

*

الرفيق ابراهيم عبد الرحيم: من الاوائل في منطقة صافيتا

يورد الامين جبران جريج في الصفحتين 71 و 372 من الجزء الاول من سلسلة "من الجعبة" المقطع التالي:

" جئت صدفة الى عيادة منفذ عام طرابلس الرفيق الدكتور سميح علم الدين لأجده منشغلاً مع شخصين. احدهما مطربش والآخر معمم. تعارفنا. المطربش طبيب اسنان من صافيتا، صادق الطيار، والمعمم شيخ دين علوي: ابراهيم عبد الرحيم من "بعمرة" المجاورة لصافيتا.

" حمل هذا التعارف مفاجأة سارة لي ولهما كما عبرا عنها في حديثهما اذ انهما تعرفا علي انا، الشخص الذي اوصل الدعوة السورية القومية الاجتماعية الى صافيتا وادخل من ادخلهما، اي الرفيق اديب الطيار.

" كان الرفيق اديب الطيار صاحب همة ونشاط. لم يتقاعس ولم يستكن، فمنذ ان انتمى الى الحزب بدأ ينشر التعاليم السورية القومية الاجتماعية، وان دون تكليف او تفويض، فضمّ الى الحزب، دون مراجعة اي مسؤول حزبي، ان محلياً او مركزياً، حوالي اربعين شاباً من شباب صافيتا وجوارها وابقى هذا الامر مكتوماً حتى هذا الحين الذي قرر فيه هذان الاثنان القيام بهذا الاتصال مع المراجع المسؤولة وفك هذا الطوق عن الشباب الاربعين.

تفاهمنا على كيفية الاتصال ورفعنا الخبر السار الى الزعيم وبدأ التفاعل يأخذ مجراه مع هذا الفرع الجديد اسوة بفرع طرطوس الجديد ".

*

عن الرفيق الشيخ ابراهيم عبد الرحيم، يحكى الكثير. سنعمل على جمع ما يتوفر في ادبيات الحزب آملين من الرفقاء في منطقة صافيتا، او خارجها، ان يزوّدوا اللجنة بمعلوماتهم عنه مع صور مناسبة، كذلك بالنسبة لكل من الرفيق الراحل حسن، اغناء لهذه النبذة، والامين ياسين عبد الرحيم وكان تبوأ مسؤوليات محلية ومركزية، منها عمدة الداخلية، وانتخب عضواً في المجلس الاعلى.

هوامش :

(1) بطرس شمعون: من بلدة "كفرحورة" (بلدة الرفيق الشهيد ساسين الديك). نشط في منفذية الضاحية الشرقية. غادر الى الولايات المتحدة، مقيماً فيها.

(2) توضح الفاضلة عقيلته، السيدة ايلين: صحيح ان قلّة من رفقائه زاروه، انما كان محاطاً بالاحبّة من أهل واصدقاء وجيران وابناء الحي واساتذة زملاء له وتلاميذ. فهم كانوا يزورونه ويطمئنون على صحته، هو الذي كان دائماً يسأل عنهم في الحزن وفي الفرح.

(3) يعقوب عكر: من كفرحزير، وكان زميلاً للرفيق حسن في مدرسة النظام الجديد في بلدة السودا (طرطوس) وبقي على تواصل مستمر معه.

(4) الامين ياسين عبد الرحيم: تولى في الحزب مسؤولية عميد الداخلية وكان عضواً في المجلس الاعلى. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info






 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024