هذه الكلمة عن انتما"> SSNP.INFO: قائد منظمة الزوبعة الامين مصطفى سليمان النبالي
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قائد منظمة الزوبعة الامين مصطفى سليمان النبالي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2017-06-05

إقرأ ايضاً


اقترن اسم الامين مصطفى سليمان بمنظمة "الزوبعة" التي قادها في حرب 1948، وقاتل على جبهة اللد، الرملة، ومناطق اخرى من فلسطين .

هذه الكلمة عن انتمائه الى الحزب، جزء من الكتاب الذي اصدره عن "دار ومكتبة التراث الادبي" بعنوان "سعاده كما عرفته"، ومن محتوياته:

- البواعث الاولى: " عودة سعاده الى الوطن. اللقاء الاول. حكاية فريق "الزوبعة". تطور علاقتي بسعاده. تعلمت من سعاده. اللقاء الاخير. معارك فلسطين عام 1948.

*

التقيتُ الامين مصطفى مرّتين حينما زار بيروت، واستمعت الى معلوماته المفيدة لتاريخ الحزب، قبل ذلك كنت عرفت ابنته الرفيقة اليسار النبالي، طالبة في الجامعة الاميركية، وتابعتُ التواصل معها بعد ان كانت غادرت الى الولايات المتحدة، وكنت في مسؤولية عميد لشؤون عبر الحدود.

وعرفت ايضاً شقيقه الامين الدكتور محمد المصطفى الذي كان تولى لسنوات مسؤولية مدير مديرية كليفلند وما زلت اذكر اتصاله الهاتفي بي عند بدايات الانتفاضة في فلسطين ليفيدني انه جالس عند الطريق الدائري: اللد ــــ الرملة، وكم اطربني بكلمات التحدي والصمود والانغراس العميق في الارض".

*

عند رحيله كتب الامين غسان الياس (لوس انجلوس)، الكلمة التالية:

" اليوم، تفقد النهضة السوريّة القوميّة اﻻجتماعيّة ركناً من أركانها، حضرة الأمين "محمد مصطفى نبالي"، ابن فلسطين المحتلة.

الحزب والرفقاء والوطن والرسالة والنهضة... كلّها كانت هواجسه اليوميّة... هكذا عاش وهكذا قضى.

وهو الذي حاول جاهداً وبكل ما أوتي به من مهارة طبّية، إحياء رفيقنا "الشهيد سليم أبو المنى" عندما نالته رصاصات الغدر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي... ولمّا لم يفلح بذلك... استشهد الرفيق سليم نسراً محلّقاً... لتبق خسارته غصّة أليمة في قلب اﻻمين محمد... حتى يوم رحيله.

ارتقى الأمين محمد للعلى في رام الله على إثر وعكة صحية... من على تراب وطنه اﻷقدس على قلبه.

العزاء لكلّ من عرفه رفيقاً وأميناً شامخاً، وطبيباً حنوناً وﻻمعاً في كليفلاند، أوهايو.

... ومهما قيل عنه .... يقلّ الوصف بالأمين محمد...!!

سنديانةٌ قوميّةٌ شامخةٌ ... له الرحمة الأبديّة وللوطن البقاء بالعزّ......!!! "

*

ومن الكتاب المذكور اخترنا ما يورده الامين مصطفى سليمان عن انتمائه الى الحزب. نشير ان حضرة الامين كان تولى مسؤولية منفذ عام الطلبة، فناموساً لسعاده:

الانتماء:

" كنتُ اسكن في غرفة خاصة بي في الجناح الشرقي من بناية "فسك" داخل حرم الجامعة الاميركية. ذات يوم، وانا أحضّر قهوتي الحلوة المعهودة على سخان كهربائي، فاجأني شخص ممتلىء الجسم، يفتح الباب وطرح السلام مستأذناً الدخول. رفعت رأسي وقلت: "تفضل، اهلا وسهلا". قال: "شممت رائحة القهوة "بالهيل"، ولم استطع مقاومتها، فأنا اسكن في القاعة المجاورة لغرفتك". قلت له: "على الرحب والسعة يا أخي، تفضّل، القهوة لا يطيب شربها الا بحضور الطيّبين".

" بدأنا الحديث بالتعارف. قال مقدماً نفسه، بان اسمه نوري(1) من مدينة حلب، ويعمل مدرسّاً في الكلية الاميريكية، وانه التحق بها في ذلك العام الدراسيّ، ليحصل على البكالوريوس. وقلت بدوري معرّفا عن نفسي بأني فلسطيني من طلبة السنة الثانية، وبأن والدي يريدني ان احصل على شهادة جامعية.

" وحدّثت ضيفي نوري عن الاوضاع في فلسطين، وبأني افضل لو بقيتُ هناك احمل السلاح دفاعا عن الوطن اما الان، وقد اصبحتُ بعيداً، فأني ابحث عن منظمة او حركة انضم إليها يكون لي فيها مكاناً مناسباً لأتدرب على القتال حتى لا يذهب مجهودي عبثاً وزدت على ذلك قائلاً بان البريطانيين لم يسمحوا لنا بالتدرّب على السلاح او حمله، كانوا يعاقبوننا بالموت شنقاً، عند اكتشاف خرطوشة، حتى لو كانت مستهلكة، في حوزة احدنا. ثرنا عليهم وقاتلنا بأيدينا وخناجرنا، وبسلاح هرّبناه من الصحراء الغربية ومن العراق الشام ولبنان، زجّوا بنا في السجون، وعلّقوا

بعضنا على اعواد المشانق، وقتلوا الكثيرين منا بالرصاص، ونسفوا العديد من البيوت، وطردوا الكثيرين من قراهم ومزارعهم، بحجة ابتياع اليهود لها من اصحابها المالكين لها زورا وبهتانا من دون علم اصحابها اذ استولى عليها اثرياء غرباء، لمجرّد تسديد ضريبتها المستحقة عليها للسلطات العثمانية، فسجّلت الارض بأسماء اولئك الغرباء وقاموا بدورهم ببيعها لليهود وها أن البريطانيين الآن، على وشك طرد جمهرة شعبنا من وطنهم، وأنهم الآن يفتعلون الحيل والألاعيب لتنفيذ ما قرروا فعله قبل ان يدخلوا فلسطين، في اعقاب الحرب العالمية الاولى.

" هوّن عليك قال الاستاذ نوري باسماً، أظنّك، ان كنتَ جادا فيما تسعى إليه فقد وجدت ضالتك.

" فاجأني قوله، فهدأت نفسي قليلاً، وأصغيت إليه وهو يتابع حديثه قال: "في المساء، سأذهب في زيارة خاصة بعد تناولنا طعام العشاء، علّك ان رافقتني في زيارتي، ستجد فيها ما تسعى إليه"

" رافقتُ الاستاذ نوري في الموعد المحدّد، الى بيت في الجوار. طرق الباب، ففتحه شابٌ حسن الهندام، وبادرنا برفع يده الى الاعلى قائلاً: "تحيا سوريا" حضرة الرفيق نوري، وردّ عليه نوري بالتحية نفسها، ثم دخلنا البيت بهدوء، فإذ بنا نُفاجأ بوجود مجموعات من الشباب في القاعة، يتحلّقون حول أناس يصغون إليهم، وهم يشرحون لهم عن قطع من الاسلحة الخفيفة، كانت في ايديهم. نظرتُ الى الاستاذ نوري، فابتسم وقد لاحظ الدهشة تلوح في وجهي وقال: عفواً، هؤلاء بعض رفقائنا، يتلّقون تدريباً اوّلياً على بعض الاسلحة الخفيفة التي تراها في ايدي المدرّبين. ثم قادني نحو شاب آخر، بادره بالتحية نفسها وقدّمني إليه قائلاً: "حضرة المنفذ، هذا هو صديقي، طالبٌ جامعيٌ فلسطينيٌّ من طلبة السنة الثانية، يرغب في التعرّف الى حركتنا، فأرجو ان تتحدث إليه وتجيب على ما لديه من اسئلة".

" لم اكن أدرِ ما تعني كلمة منفذ، ولكنّ ذلك الشاب لم يلبث ان ازال دهشتي. قال معرّفاً بنفسه، انا اسمي فوزي(2)... وأما كلمة منفذّ التي سمعت الرفيق يخاطبني بها، فهي مُسمّى مسؤوليتي الإدارية في حركتنا، اذ لنا تقسيمات إدارية ستعرفها بعد ان تقتنع بعقيدتنا وتنضّم الى صفوفنا. ثم قادني الى زاوية هادئة من البيت، وقبل ان يبدأ حديثه وجهّت إليه سؤالاً عن فلسطين، ومدى اهتمامهم بها اذ لم يكن في ذلك الوقت اي امر آخر يهمني. أجابني السيد فوزي بعفوية قائلاً: "إن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الوطن السوري، لا تقلُّ أهميته عن اي جزء آخر، وإن أي عضو، في الحركة السورية القومية الاجتماعية، صادق الانتماء، لا بدّ ان يكون مستعداً لفدائها بروحه. ثم اخذ السيد فوزي يحدّثني عن الحركة، وعن مؤسسها وكيف نشأت، وعن اهدافها وفلسفتها ونظامها. أغرقني محدّثي في بحر من الافكار الجديدة الممتعة.

" بعد قليل عاد مرافقي الاستاذ نوري وبيدّه كرّاس، ناولني إياه قائلاً، إليك كتيّب مبادىء حركتنا، إقرأه بعناية، وبعد ذلك سنُجيبك عن اسئلتك، ثم استأذن من محدثي السيد فوزي، وتبادلا التحية الحزبية إياها وانا بين مصدّق ومكذّب لما رأيته، ثم خرجنا من البيت كما دخلنا وانطلقنا عائدين الى الجامعة.

" تلك الليلة لم يغمض لي جفن قبل الانتهاء من قراءة كتيّب المبادىء، وتدوين ملاحظاتي حول ما قرأت. وفي الصباح التقيتُ الاستاذ نوري في "الكفتيريا" على طعام الافطار، وأخبرته بأن لديّ اسئلة مهمة. واتفقنا على موعد نلتقي فيه بعد ساعات الدوام.

" في الموعد، قادني الاستاذ نوري الى عميد الاذاعة الذي كان يعمل مدرّسا في الجامعة، وعرّفني به قائلاً: "هذا هو الاستاذ فايز(3) وهو اكثر اعضاء حركتنا مقدرة على الاجابة عن اسئلتك، ثم تركني معه ومضى في سبيله.

" وجهتُ للاستاذ فايز وابلاً من الاسئلة، كان أولّها عن فلسطين، وموقف الحركة منها. وأجابني على الفور بأنه فلسطينيّ وان محبته لبلاده، قادته الى الانتماء لهذه الحركة، فإذا كان دافعي هو محبتي لبلادي فلسطين، فلقد وجدت المكان المناسب للعمل لها. ثم أجاب عن اسئلتي الاخرى بصراحة واسهاب. وعلى الرغم من نشأتي على محبة سوريا، وما حفّظني إياه استاذي الشيخ عبدالله في مدرسة قريتنا الابتدائية، من الاناشيد الوطنية الحماسية عنها، التي كانت لا تزال تعمر نفسي مثل:

أنت سوريا بلادي أنت عنوان الفخامة

كلّ من يأتيك يوماً طامعاً يلقى حِمامَه(4)

وايضاً

سوريا يا ذات المجدِ والعزّة في ماضي العهد

وغيرُ ذلك من الاناشيد الكثيرة، الا ان موضوع المسألة القومية ظل مستعصياً علي فهمه وتقبلّه لان مقولات:

العُربُ اشرفُ أمّةٍ مَن شكّ في قولي كَـفَـر

وكذلك:

ويوم كنّـا نجرّ الخزّ أرديةً كان الفرنجُ الى الغابات آوينا.

" وغير ذلك من هذه المقولات العديدة التي كانت تملأ نُـفوسنا بالعزّ والفخار، من حيث ندري او لا ندري، كانت تقفُ عقبةً في سبيل تقبّل أية نظرية جديدة مهما كانت سويّة، وعلى قسط كبير من الحقيقة والصواب.

" وبعد مناقشات عديدة مع الاستاذ نوري من جهة، ثم مع الاستاذ فايز عميد الاذاعة، وبعد ان قرأت كتاب "نشوء الامم" الذي ألفه مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو في سجن الرمل في بيروت في العام 1936 في عهد الفرنسيين، هذا الكتاب الذي ما زال رائداً لا غنى عنه لكل من اراد دراسة المسألة القومية والتمكّن من فهم جوهرها. بعد كل هذا، وعندما شعرت بأني أصبحت متمكنّاً الى حد ما من فهم مبادىء الحزب، أعلمت الاستاذ نوري برغبتي في الانتماء إليه، وكان لي ذلك. وما زلت مؤمناً بأنه الطريق الوحيد المؤدي الى فلاح أمتنا، وفوزها بما تصبو إليه من عزّ وازدهار، وكما قال مؤسسه سعاده "إنه طريق طويل وشاق لا يصمد عليه غير الأحياء وطالبي الحياة، وإنه لا بديل عنه للامة إذا ما أصرّت على التقدم والفلاح". وإذا كنت قد وصلت الى أرذل العمر وكلّت عزيمتي عن متابعة الصراع، فأن اجيالاً من شباب أمتنا سيواصلون المسيرة حتى إحراز النصر لهذه الامة المجيدة.

*

كان الحزب نعى الامين مصطفى سليمان النبالي بتاريخ 09/12/2014 وقد صدر عن الدائرة الاعلامية البيان التالي:

رئيس الحزب الامين اسعد حردان ينعى الأمين مصطفى سليمان النبالي (مؤسس فرقة الزوبعة في فلسطين):

مناضل من الأوائل وقامة كبيرة ومثال في التضحية والعطاء

نعى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى الأمة وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، الأمين المناضل مصطفى سليمان النبالي، الذي توفي في الأردن عن عمر ناهز التسعين عاماً.

والأمين الراحل من الرعيل الأول وقد عُرف بمناقبيته القومية وإقدامه وتنفيذه المهام الموكلة اليه بكلّ تفان وإخلاص. وهو من القوميين المضحين الذين برّوا بالقسم وكرّسوا حياتهم في خدمة القضية القومية.

كان مثالاً للقومي المضحي والمعطاء، وإلى جانب تكليفه بمهمة مرافقة الزعيم لعدة سنوات، لعب دوراً مهماً وبارزاً في الدفاع عن الحزب والأمة، مجسداً مبادئ الحزب، نضالاً وبطولة مؤيدة بصحة العقيدة، وسيرته الحزبية حافلة بوقفات العز والاباء القومي، لا سيما خلال قيادته فرقة الزوبعة التي قاتلت العصابات اليهودية في فلسطين المحتلة.

وبرحيل الأمين النبالي يفقد الحزب السوري القومي الاجتماعي قامة من قاماته الكبيرة، ومناضلاً نذر نفسه للحزب والقضية...

نبذة

والأمين الراحل من مواليد بلدة بيت نبالا في فلسطين المحتلة عام 1923، تلقى قسماً من تعليمه في مدرسة برمانا ـ لبنان وتخرّج منها عام 1945، وتخرّج من الجامعة الاميركية في بيروت عام 1949 .

تزوّج الأمين الراحل من الفاضلة نعمة عبد الحميد دسوم، وله خمسة أبناء هم: اليسار، جهاد، حيفا، جمانة وماهر .

انتمى الأمين الراحل إلى الحزب في أوائل أربعينيات القرن الماضي، وتحمّل عدة مسؤوليات حزبية، أبرزها مسؤولية ناموس حضرة الزعيم انطون سعاده. كما عيّن منفذاً عاماً لمنفذية حمص، إلى جانب مسؤوليته منفذاً عاماً لمنفذية الضفة الغربية.

مُنح رتبة الأمانة عام 1953 .

أسّس "فرقة الزوبعة" في فلسطين التي خاضت معارك ضدّ العدو اليهودي عام 1948 .

هذا ويُشيّع الراحل في مأتم يُقام له في العاصمة الأردنية عمّان عند الساعة الثانية من بعد ظهر الأربعاء 10/12/2014.

هوامش:

(1) هو الدكتور نوري الخالدي: الامين، منفذ عام حلب. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) هو فوزي المعلوف: المنفذ، الامين، رئيس "جمعية خريجي الجامعة الاميركية" لسنوات عديدة. للاطلاع على النبذة المعممة عنه مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(3) هو الدكتور فايز الصايغ: الذي كان له شأنه في الحزب. تعرّض لقرار الطرد بعد عودة سعاده من اغترابه القسري.

(4) حِمامه: حتفه، موته.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024