- الإسم الكامل: محمد حسيكي ملاعب
- مكان وتاريخ الولادة: بيصور – قضاء عاليه عام 1904
- مكان وتاريخ الانتساب: بيصور 1937
- تاريخ الاستشهاد: تموز 1949
*
كيفية الاستشهاد
عندما اعلنت الثورة القومية الاجتماعية الاولى اسرع الرفيق محمد ملاعب وبعض رفقائه في بيصور يبيعون كل ما تمكنوا من بيعه من مقتنياتهم واشتروا بعض الاسلحة الحربية(1) وانضموا الى المقاتلين في سرحمول، وكان ان اصيب في زنده الايمن. بطلب من الضابط في الدرك جوزف دحروج حمله الرفيق مصطفى ملاعب الى طريق عرمون، حيث تقف آليات للجيش، فعالجه طبيب (من الجيش) لوقف النزيف ثم نقل الى مركز قيادة الدرك السيار قرب اوتيل ديو، فيما نقل الرفقاء الاخرون المعتقلون الى المحكمة العسكرية فالى سجن الرمل.
من سيار الدرك اخضع الرفيق محمد الى انواع من التعذيب الجسدي الوحشي، فضلاً عن اساليب الضرب والاهانة والتعذيب المألوفة لدى اجهزة القمع، ثم ربط الشهيد ملاعب بحصان وجرّه الضابط عبد المجيد الزين في باحة مبنى الدرك السيار حتى شارف على الموت من شدة الجراح والرضوض التي أصيب بها، فما كان من الرفيق الشهيد محمد ملاعب الا ان رفع رأسه وهوى به بقوة على الارض الصلبة فقضى شهيداً .
***
بمناسبة الثامن من تموز: رسالة من الرفيق سامي ملاعب الى والده الشهيد محمد ملاعب(*)
يدور الزمن، فتتعاقب الاجيال على أمتي، وفي كل جيل كانت تسطر البطولات الرائعة. واتى الاجنبي فاراد ان يقض مضاجع العز فينا، فحمل مديته وجزّأنا كيانات سياسية، وطوائف متنافرة. فانشلّ الفكر السوري فترة من الزمن الى ان جاء جيل سعاده، الجيل الجديد.
وانبثقت النهضة القومية الاجتماعية، فانتمى اليها آلاف الجنود، فعرفوا معنى وجودهم وتعاهدوا على تحقيق امر خطير يساوي هذا الوجود. وكان والدي جندياً من هذه الآلاف.. ودق النفير، فتأهب مع رفاقه لمعركة حاسمة يسحق فيها الباطل، ويقيم الحق على زنود العزة القومية التي تأبى الانصياع لارادات خارجة عن ارادتها.
واستشهد والدي، وسقى دمه ارض بلاده العطشى للدم، وقدّم ازكى الشهادات. كنت صغيرا، فاذا دست على الاشواك التي تعترض طريق القوميين الاجتماعيين، تتخدش رجلي. اما الآن فقد افقت واستيقظ الوعي في نفسي، وتطلعت الى المجهول، فرأيت الارض ظلاماً، ونظرت الى البعيد، الى الشاطىء، فرأيت مشعال النور يضيء الظلمة، ركضت إليه، فما استطعت ادراكه، فخلته بعيداً، لكنني رأيت رفقائي وقد اجتمعوا حولي، وعلموا حيرتي، فدلّوني عليه واذا به في نفسي، وفي نفس كل منهم...
وانت، يا رفيقي الوالد، لم العجلة؟ لم ذهبت الى الاستشهاد وتركتني؟ اتظن انني لا اعشق الموت كما عشقته انت؟ انني لا اجيد القتال؟ اتعتقد.
يا والدي الشهيد، نحن قوم نسير الى القتال بإرادتنا نحن.
انني فخور بك وبرفقائي الذين ذهبت واياهم لتلاقوا مصير الابطال. واليوم ونحن والثامن من تموز على موعد، اقدم اليك شكري على تعبيدك لي طريق الموت في سبيل الحياة.
اقدم لك انطلاقي الذي علمتني اياه المدرسة القومية الاجتماعية. اقدم لامتي الدماء التي تجري في عروقي!
تحيتي اليك والى زعيمي ورفقائي الشهداء! والى اللقاء في الثامن من تموز.
(*) نشرت في جريدة الزوابع، تموز 1956.
*
الى زعيمي: في ذكرى استشهاده
وفي العدد 222 من جريدة الزوابع، تاريخ 8 تموز 1957 نشر الرفيق سامي ملاعب الكلمة التالية موجهة الى والده الرفيق الشهيد محمد.
دم فوار غزير غزارة الحياة فينا يثيره تموزنا فتنبري السواعد المفتولة والعقول المبدعة والقلوب الطيبة والنفوس المؤمنة الصراعية الواعية تعمل بوحي تموز البطولة، تموز الصراع، المحتدم بين قوى الحق والخير والجمال وبين قوى الشر الهزيلة الكسيحة الحقيرة.
تموز هو حكاية الصراع المتنامي لارتقاء المجتمع وانتصاره بالقيم التي جسدها سعادة والشهداء قدوة وتعليماً.
لقد خجل الرصاص من الايدي الغادرة الاثيمة التي اطلقته. لانه شريف يأبى ان يخترق الصدور التي وسعت آمال الامة وآلامها.. خجل الحديد من تمزيق الاجساد التي كانت الحصن المنيع للامة السورية هذه التي ما عرفت بعد في تاريخها الطويل اصلب من تلك الاجساد واقوى من تلك النفوس. وانفلت الدم من محبسه يروي الارض الخيرة المعطاء- ارضنا المفتخرة بتموز الى الابد.
تموز سحق الجبن وقطع الطريق على التفكير الرجعي الفردي الاناني المستبد.
تموز هتك حجب الضباب المخيمة على العقول والنفوس التائهة فكان الشهداء ينتجون في موتهم كما انتجوا واعطوا في حياتهم.
نحن لا نشهر سلاحاً في وجه مواطنينا بل نعطيهم اعظم سلاح ليسيروا معنا في الصف الرائع التنظيم. انه المحبة انه كل عقيدتنا القومية الاجتماعية التي اطلقها سعاده وعياً وهدياً ننتصر بها على المفاسد المتفشية في شعبنا.
بهذا السلاح يستطيع كل مواطن ان يتمرد على الجبن والتخاذل، على الخوف والتردد، على كل ما يعرقل نمو المجتمع وسيره التصاعدي نحو القمم التي رسمها المعلم الفادي.
يا زعيمي،
لك مني تحية قومية اجتماعية اجدد بها نشاطي لانطلق بفعالية اكثر شمولاً الى العمل البناء. ليس استشهادك مجرد ذكرى تمر علينا في تموز كل عام. بل هو في كل دقيقة من صراعنا نفير داو وجاذب يشدنا الى فوق عبر الذرى، نحسه في اعماقنا يجلجل كصوت الحق الذي فينا هادراً ثائراً.
يا زعيمي،
نحن على ما رسمت وعلمت ماضون ولما اردت لامتك من العز محققون. صفوف بديعة النظام. وفي قلبها ونفسها وعقلها ارادة الحياة الجديدة تتوثب، لتنطلق بالحافز الروحي المتين الذي شد الصفوف بالايمان الحي لتلاقي اعظم انتصار لاعظم صبر في التاريخ.
***
(1) اورد الرفيق مصطفى ملاعب، وكان شارك في معركة سرحمول ان الرفقاء في بيصور الذين اشتروا السلاح هم: الشهيد محمد ملاعب، مصطفى ملاعب، فايز ملحم ملاعب، امين سعيد نصار ملاعب، فريد حسين ملاعب، توفيق سليمان الحلبي، نجيب سعيد العريضي (صادرة مديرية بيصور رقم 1/06/71 تاريخ 08/06/2002).
|