من العائلات القومية الإجتماعية التي نفخر بها، وما أكثرها، نذكر باعتزاز عائلة حماد من "طبريا"، التي منها الرفيق الشهيد سعيد (الثورة القومية الإجتماعية)(1) الرفيق الشهيد عباس (الثورة الإنقلابية)(2)، والرفيق "الشهيد – الحي" عبد الهادي الذي شارك في الثورة القومية الإجتماعي وأسر(3) .
ما أورده الأمين سليم سعدو سالم في مؤلفه "حان الوقت" يصح أن يعمم، كجزء من مآثر حزبنا، وكنا بتاريخ 25/11/2016، نشرنا كلمة بعنوان "ام عباس" الواردة في كتاب الرفيق إياد موصلي "أنطون سعاده ماذا فعلت؟"
فإلى العائلة القومية الإجتماعية المناضلة، نرفع التحية إعتزازاً وفخراً، وفرحاً بما تمكن حزبنا من تسطيره على مدى تاريخه الطويل ، وفوق كل أرضنا السورية :
ل. ن.
*
" بعد أيام قليلة اتصل بي بشير موصلي (الأمين) وقال ما معناه أن الزعيم قرر الثورة وأنه يتوجب أن أكون أمام مقهى "المولوية" في الساعة كذا مساءً. وصلت سيارة باص ولا أعرف كيف تقاطر قوميون من كل صوب نحوها وفي دقائق قليلة تحركت السيارة بنا وعرفت أن سيارة أخرى مليئة بالقوميين قد لحقت بها. كان إلى جانبي عبد الهادي حماد ورأيت في السيارة أخاه سعيد حماد وهو حزبي ملتزم، لكن المفاجأة أن شاهدت أخاه الثالث – عباس – وهو أكبرهم، وأعرف أنه ليس عضواً في الحزب، فسألته ما الذي جاء بعباس، فردّ يقول: أن عباس لما علم بالإستعداد لإنطلاق الثورة القومية أصرّ على المشاركة وأنه يؤمن بتلك المبادئ السامية التي جمعت كل أولئك الناس على إختلاف مشاربهم ومذاهبهم وبيئاتهم الإجتماعية... وعباس، لمن لا يعرف، مقاتل شارك في العديد من المعارك في فلسطين ضد اليهود وضد الجيش البريطاني المحتل.
*
لا يمكنني أن أنسى منظر الرفيق عباس يمارس الرياضة أو يتمشى في باحة ثكنة الحلو، مرتدياً قميصه القطني، الرمادي اللون، فيلفتني بقامته الفارعة ومنكبيه العريضين، وبهاء طلته. مضت فترة، ثم غاب الرفيق عباس عن ناظري، كلما سرت في طريق مار الياس، ماراً أمام بوابة الثكنة المطلة على الباحة الداخلية .
كانت "أم عباس" تزور ولديها سعيد وعبد الهادي، واياد موصللي. ثلاثتنا معاً عندما كنا في "سجن الرمل"، وتزورني لوحدي عندما نُقل سعيد وعبد الهادي الى "سجن القلعة". كنت بالنسبة لها بمثابة ابن. هي امرأة قوية صلبة. في اول زيارة لها بعد استشهاد ابنها البكر عباس وما ان رآها عبد الهادي حتى انهمرت دموعه باكياً مشفقاً على شيخوختها وتعثر حياتها، أولادها الثلاثة ذهبوا بعيداً عنها. واحد قُتل ببطء لمدى الحياة، والآخر سجين لسبع سنوات وهل يبقى في عمرها أمل لتغمرهم وتضمهم على صدرها ثانية؟ او هل تحلم بأن يرشّوا جثمانها بالورود؟... هذه المرأة صرخت غاضبة بعدما رأت ابنها عبد الهادي بعد استشهاد شقيقه عباس يجهش بالبكاء: ويحك يا عبد! ماذا تفعل؟ أتبكي؟ ليتني لم ارك بل تصوّرتك كما كان يجب ان تكون، أتبكي وقد كان أخاك بطلاً، أتبكي، لا رأتك عيناي، أنا لا أريد اولاداً جبناء، وادارت ظهرها تريد الذهاب. هنا صرخ عبد الهادي، أمّاه لا تذهبي، لم أبكِ جبناً ولا خوفاً من اجلك... أنا مرتاح الآن استمدُ قوتي من صبرك ومن شجاعتك. عادت الأم باسمة وقالت لابنها: لا تخف عليّ يا عبد، فأنا ارفع رأسي بأولادي..."
هوامش
(1) الرفيق سعيد: كان من بين 6 رفقاء سقطوا شهداء في 16/07/1949.
(2) الرفيق عباس: تمّ اغتياله اثر الثورة الانقلابية التي لم يكن مشاركاً فيها، بل كان معتقلاً من قبل السلطات اللبنانية، فتم اقتياده الى صحراء الشويفات فاغتياله "بتهمة محاولة الهرب"!!؟؟
(3) عبد الهادي حماد للإطلاع على ما نشرنا عنه غداة وفاته، الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info .
*
الى روحك يا "أم الابطال" نرفع التحية
وفي قلوبنا مشاعر عارمة من الفخر والاعتزاز.
|