 دائماً كانت منطقة المصيطبة تشهد حضوراً قومياً اجتماعياً لافتاً. في العام 1934 انتمى الرفيق جميل بتلوني. في العام التالي انتمى شقيقه الرفيق سليم، وتباعاً راح رفقاء من مختلف العائلات ينتمون، اذكر من بينهم: إبراهيم صندقلي، محمود الخالدي، رفيق نقولا حبيب، سمير سليم الريس، عصام بارودي، بعد ذلك في خمسينات القرن الماضي انتمى فوج جديد من بين ابرزهم الأمين لبيب ناصيف ورفقاء عديدون من بينهم رامز سري الدين، رفيق أبو عجرم، سامي وغابي برباري، إسكندر جنحو، سليمان سلامة، فريد قومي، حسين وحسن الزين، جورج ديراني، الياس عوض، محمود شبارو، إميل أبو رزق، وتباعاً أيضا انتمى الأمين عبد المسيح طرزي ومعه عدد لافت من الرفقاء معظمهم من الطائفة السريانية من بينهم: بنيامين جورج، مالك مالك، جوزف الجزراوي (مدرب لعبة الكاراتيه في الجيش اللبناني)، غابي غبريال (الذي تولى مسؤولية مدير مديرية المصيطبة)، ثم تباعا تولى الأمين بيار معلوف مسؤولية مدير مديرية المصيطبة ومعه عدد جيد من الرفقاء، ثم الرفيق أنطون قرة بت الذي بدوره نشط جيداً وفي كلا المرحلتين (الأمين بيار معلوف، والرفيق أنطون قرة بت) شهدت مديرية المصيطبة انتماء العديد من الرفقاء، والرفيقات اللواتي تولين المسؤوليات اذكر من ابرزهن الرفيقات سلوى فرح، اخلاص حردان، امال طرزي، وغيرهن... وصولا الى المرحلة التي تولى فيها الأمين عبود آسيو والرفيق الياس الراعي، ورفقاء آخرون مسؤولية العمل الحزبي مستفيدين من المكتب الذي انتقلت إليه المديرية في كورنيش المزرعة حيث كان له حضوره الناشط في ميادين عديدة متنوعة اجتماعية وثقافية وتربوية وعسكرية، بحيث فرضت المديرية حضوراً متقدماً في المنطقة كان يحسب لها الف حساب.
في بدء تلك السنوات كان منزِلا الأمين عبد المسيح طرزي والرفيق رامز سري الدين مكانين للاجتماعات الحزبية واللقاءات الاذاعية. نضيف الى ذلك ما اوجده الأمين عبد المسيح طرزي من حضور متقدم على صعيد مدرسة مار ساوريوس للسريان الأرثوذكس وفي الطائفة السريانية عموماً رغم خسارته لابنه الشاب ولزوجته. كما في مسؤولياته الحزبية، وكان ابرزها عضوا في هيئة منح رتبة الأمانة.
برحيل الأمين عبد المسيح طرزي، تخسر منطقة المصيطبة ركناً بارزاً من أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي والذي سيبقى ذكره خالداً بخلود الحزب.
*
النعي الحزبي
ينعي الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى الأمة السورية وعموم السوريين القوميين الإجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، الأمين المناضل عبد المسيح سليم طرزي، الذي توفي في بيروت الإثنين الواقع فيه 2023/4/10، عن 84 عاماً.
الأمين الراحل من مواليد 1/1/1939، انتمى إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي في العام 1957، لينخرط في العمل الحزبي، فكان مثالاً في الإلتزام والمناقبية.
تولى العديد من المسؤوليات الحزبية ومنح رتبة الأمانة، وانتخب غير مرة من قبل المجلس القومي عضواً في هيئة منح رتبة الأمانة.
منحه رئيس الحزب وسام الثبات، وهو الوسام الذي يمنح للرفيق الذي مضى على انتمائه للحزب 50 عاماً وظل متمسكاً بإيمانه وانتمائه.
حفلت حياة الأمين الراحل بالعطاء لا سيما على المستوى التربوي والتعليمي من خلال توليه إدارة ثانوية مار سويريوس – المصيطبة، وعلى المستوى النقابي من خلال عضويته في المجلس التنفيذي لنقابة أصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة في لبنان. كما كان للأمين طرزي حضوره الإجتماعي عبر توليه رئاسة جمعية مار بطرس وبولس.
برحيل الأمين المناضل عبد المسيح طرزي يفقد الحزب السوري القومي الإجتماعي ركناً من أركانه في عاصمة المقاومة بيروت، لا سيما في متحد المصيطبة، وهو أمين مؤتمن تميّز بصلابته ورسوخ إيمانه الذي لا يتزحزح وكانت له بصمته في حركة الصراع دفاعاً عن أمته ووطنه.
لروحه السلام والبقاء للأمة.
| 
نسخة للطباعة