من العائلات التي عرفت سعادة جيداً في فترة إقامته في رأس بيروت، قبل، وبعد تأسيس حزبه السوري القومي الإجتماعي، نذكر بوفاء عائلات حداد، خولي ومعلوف بحيث يصح الكتابة عن كل منها، حضوراً في الحزب، وعلاقة سعادة بها.
ولعل عائلة بطرس معلوف هي الأكثر حضوراً في حياة سعادة منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي، الى حين سفره عام 1938 الى المهاجر، ثم بعد عودته عام 1947، حيث كان اليافع فوزي معلوف، وكان يتوجه الى سعادة: "عمو أنطون"، قد بات شاباً، ناشطاً حزبياً، فيقربه سعادة منه ويوليه المسؤوليات الحزبية، كما فعل مع عدد من الرفقاء الطلبة أمثال هشام شرابي، فؤاد نجار، يوسف سلامة، جورج بشور، حسني حداد وغيرهم.
وان لم ينتم بطرس معلوف الى الحزب، إنما كان وامرأته، يتعاطيان مع سعادة كابن سادس لهما، ويواكبان انتماء أبنائهما بفرح، وقد انتموا جميعهم، وسطّر بعضهم في تاريخ الحزب صفحات ما زالت محفورة:
فخري، رشدي(1)، حلمي، فائزة أنتيبا(2) التي تولت مسؤولية أول منفذة عامة لمنفذية السيدات، والأمين فوزي الذي بقي حتى آخر زفرة من حياته مؤمناً بالعقيدة القومية الإجتماعية ومتحدثاً بالكثير عن سعادة وراوياً محطات نضالية عديدة أثناء توليه للمسؤوليات في مكتب عبر الحدود، منفذية الطلبة، وفي مفوضية لبنان التي تولت إدارة الحزب في الكيان اللبناني بعد إستشهاد سعادة.
أحد "العمالقة" الذين انتموا الى الحزب في أواسط الثلاثينات من القرن الماضي إنما انصرف بعد ذلك الى الصحافة والأدب، الصحافي المعروف رشدي معلوف، الذي يورد عنه الأمين جبران جريج في الصفحة 351 من مجلده "من الجعبة – الجزء الثاني" في مقدمة نشر قصيدته، التالي:
" وبمناسبة الإفراج عن سعادة "الأسر الأول" انشر القصيدة التي ألقاها الرفيق رشدي معلوف عند خروج الزعيم من السجن وكان قد عاد النشاط إليه:
" خلديها، يا اساطير السجون! بسمة الأمة في اليوم الحزين
خلديها والمنى ساجدة حوله تتلو أناشيد الظنون
وعلى أعطافها آلهة تتلهى بمناغاة السنين
والسماوات اعدت غارها ورمت غصناً على كل جبين
***
خلديها، ربما كانت لنا البسمة الأولى على ثغر حزين
يا أساطير! أراها أملاً أيقظ النبضة في القلب الدفين
يا أساطير! أراها قبساً صادقاً بشّر بالشط الأمين
عصفة في روحه فجّرها خالق الشاطىء، ربان السفين
لفّت البحر على زوبعة غرة الأجواء، حمراء اليمين
وسرت تحمل للعصر فتى كوّن الآمال لما قال " كوني".
***
هبت الأمة من مضجعها ومشت نحوك سمحاء العيون
ها كها تبسم، سلها ما بها أي فتح؟ أي وحي؟ أي دين؟
لا. فلا هذا ولا ذا. انها غبطة الأم أحست، بالجنين
***
يا أساطير! أمناها يداً حركتنا بعد آزال سكون
انها الإيمان روّاه الهدى من معين النور، من أصفى معين
نحن أقسمنا على طاعتها وعرفنا شرفا معنى اليمين
لا نبالي بسم الدهر لنا أو أبى، فالحق حق كل حين.
***
يا أساطير! لنا إيماننا بالتعلات المنيعات الحصون
انها خالدة ما عبثت ربة النور باشباح القرون
فالليالي لم تعد جبارة تطرح الشك وتهفو لليقين
***
يا أساطير! اطلي من غد علمي الشامت أمجاد السجون
رب تاج عز فيه ملك قدسوه تحت أقدم سجين".
***
هوامش:
(1) والد عضو الأكاديمية الفرنسية أمين معلوف.
(2) فائزة انتيبا: للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية
الاجتماعية ssnp.info
|