ننشرها كما وردت عبر التواصل الاجتماعي، حيث لا نملك معلومات عن الرفيق المذكور ولا عن الحادثة.
نضع هذه النبذة بتصرف منفذية البقاع الشمالي وتحديداً رفقائنا في النبي عثمان، آملين ان تصلنا المعلومات الموثقة لننشرها .
ل. ن.
*
هو بطل قومي اجتماعي من بلدة "النبي عثمان" التي تمثل قلعة نضالية وعقائدية للحزب القومي ونبعاً للأبطال والشهداء.
كان توفيق عنصرا في قوى الأمن الداخلي وشارك مع رفقائه في الانقلاب الذي قام به الحزب في اليوم الأخير من عام 1961 ومطلع العام 1962، لكن الانقلاب فشل وجرى اعتقاله واعتقال الألوف من القوميين واصدقائهم حيث سيطر ارهاب المكتب الثاني على لبنان لبضع سنوات.
لقد تعرض السجناء لاصناف عجيبة من التعذيب وتمت تصفية جسدية لعدد منهم كما اصيب كثيرون بعاهات دائمة في أجسامهم.
كانت أعمال الجلد بالسياط وجبة يومية مفروضة عليهم من دون مبرر حتى بعد انتهاء التحقيق، وكان بطل الجلادين ورمز التعذيب الوحشي عسكري في الجيش يدعى "ابو احمد العازوري".
ذات يوم قال توفيق لرفقائه. (هلأ بتشوفوا شو رح اعمل بأبو احمد).
حان وقت التعذيب فنادوا على توفيق، فنهض ودخل إلى غرفة "المسلخ" وبسرعة فائقة وجه لكمة قوية إلى أبو أحمد فرماه أرضا واوسعه ضربا لكن الجلاد نادى على عناصره فجاء أربعة جنود تعاونوا على توفيق فكسروه وتعمد ابو احمد أن يكسر له يده اليمنى، ثم انهم حملوه وهو مضرج بدمه ليأخدوه إلى مستوصف السجن.
توفيق وهو بهذه الحالة نظر إلى العازوري الجلاد وقال له: "موتك على ايدي يا عازوري، بدي اطلع من الحبس وبوعدك إني رح اقبض روحك ثمن أعمالك فينا"، ووضع توفيق يده اليسرى على شاربيه.
ربما لم يصدق احد من الذين كانوا في تلك الساعة يسمعون هذا الوعد بأنه سينفذ. ولكن دارت الأيام وأنهى توفيق سنوات سجنه وخرج مع عدد من رفاقه فراحوا يبحثون عن الجلاد الذي عذبهم وتمكنوا من أن يرصدوا حركته واماكن تواجده.
كانت لتوفيق عائلة مؤلفة من زوجته وطفلين كبرا قليلا في غيابه فقام بترتيب أمورهم ثم غادر القرية وقال بأنه نازل إلى بيروت ليدبر شغل وأنه سيطول غيابه. لقد ذهب لتنفيذ وعده للعازوري.
تقول الرواية إنه تابعه إلى أن وجده في منطقة قريبة من المتحف في بيروت ولكن كانت معه طفلة فامتنع توفيق عن التنفيذ خشية أن يؤذيها، وبعد يومين عاد ووجده لوحده فاتجه اليه وقابله وجها لوجه وليس غدرا من الخلف. قال له: "انا توفيق العاشق يا عازوري" وبسرعة فائقة اطلق عليه النار فأرداه وغادر المكان واختفى.
لا يعرف الناس في قريته كيف خرج من البلاد ولا أين اتجه ولكن الشائع في الرواية الشعبية أنه غادر لبنان وذهب إلى نيوزيلندا ولكن لا يوجد أي أثر له هناك والراجح هو أن يكون قد عاش في إحدى جزر المحيط الجنوبي الصغيرة.
بحلول العام 2022 يكون توفيق قد بلغ التسعين من العمر، فهو من مواليد 1932 وأغلب الظن أنه قد غادر هذه الحياة وأن جسده يستريح في إحدى الجزر قرب جبال الجليد في القطب الجنوبي من الكرة الأرضية، لكن ذكراه وبطولته وشجاعته قد فرضت حقيقتها على هذا الوجود وأنه يبقى حيا في بلاده وتاريخ حزبه.
|