 لم أكن أعرفه فقد كنا في تنظيمين حزبيين مختلفين(1) الا اننا عندما التقينا وجدت فيه مثال القومي الاجتماعي بإيمانه وصدقه وجرأته وثباته على القسم،
غريب كيف اننا نجلد بعضنا لبعض حتى اذا التقينا وجدنا كم نحن مخطئون في تناول الرفقاء وقد عرفنا جيداً كم هم متألقين في ايمانهم وتجسيدهم لمعاني النهضة.
الرفيق الحبيب زاكي عبيد هو من بين هؤلاء مهما كتبتُ لا أفيه حقه وقد كان مجلياً في حياته الحزبية لذلك انقل خبر تشييعه عن صفحة مديرية كفرحزير، وكلمة المطران.... فهم عبّروا عما في نفسي تجاه الأمين زاكي عبيد.
*
شيّع السوريون القوميون الاجتماعيون وأهالي بلدة كفرحزير ومنطقة الكورة الامين زاكي سمعان عبيد، حيث أقيم له مأتم شعبي حاشد، حضره حشد من الأمناء والرفقاء من قضاء الكورة والاقضية المجاورة الى جانب مشاركة النائب السابق الامين سليم سعاده. وقد لفّ الجثمان بعلم الزوبعة، ورفع على أكف ثلة من القوميين تتقدمهم الأعلام الحزبية والأكاليل.
جثمان الأمين زاكي عبيد ملفوفاً بعلم الزوبعة يحيط به الى جانب عائلته الأمناء والرفقاء يتقددمهم الأمين سليم سعادة
وأبّن سيادة المطران يوسف سويف الراحل عبيد بكلمة عدّد فيها مآثره وتحدث عن أخلاقه وسيرته الاجتماعية وأمانته على المبادئ والقيم التي آمن بها.
ثم ألقى الأمين جورج ضاهر كلمة رفقاء الفقيد وقال فيها:
"الاباء الاجلاء - رفقائي - أيها المشيّعون الأكارم ...
نلتقي اليوم لنودع رفيقاً وأميناً ترك بصمة عميقة محفورة في وجدان كل قومي اجتماعي في كورتنا الخضراء، وعلى مساحة الحزب الواحد الموحد في الوطن وعبر الحدود.
نلتقي لنودع الرفيق والامين زاكي عبيد، القومي، المناضل، الصلب، الوفي، الشجاع، المقدام، المعطاء، الشهم، النبيل، المقاوم، الجزيل الاحترام.
سيرتك ايها الامين الحبيب، لا تختصر بكلمة، وعطاؤك وتضحياتك لا تختصرها الحروف، ففي كل موقع، ومتراس وجبهة كانت لك صولات وجولات ووقفات عز استمرت تنبض فيك في كل لحظات حياتك، أعطيت دون منة، أقسمت ووفيت، فكان وفاؤك صافياً نقياً يعرفه كل قومي اجتماعي وكل مواطن.
لا نجتمع حولك الان لنبكيك حزناً والماً، بل لنزفك الى السماء فرحين بما انجزت، وبقيم نضالك، وعظيم شأنك، وعلو خصالك، وصدق شهامتك.
عشقنا فيك وفي روحك هذا الكم الكبير من التواصل والبناء، فكنت تتقدم كل الصفوف لتؤدي رسالتك القومية الاجتماعية، لا تميز بين قومي وآخر، او بين مواطن واخر، كنت تقدم على كل المهمات دون طلب أو أمر، وكانت شخصيتك المحببة والقريبة من الجميع بوصلة قومية اجتماعية بامتياز.
واجهت قدرك بصبر وإباء وشموخ، حتى كنت وبالدليل القاطع رجل العطاء والوفاء، مزايا زينت جمال وجهك وسمو روحك، وتبصر عقلك، وتاريخك الناصع كثلج صنين.
عشت الحياة كلها بارادة صلبة، ما عرفت يوماً الخنوع والاستسلام، أو الانكسار والمذلة، شموخك أرسى فينا قناعة، ان امثالك ايها الامين العملاق لا يموتون بل يبقون منارة، تضيء الارض والسماء.
لا ادري ايها الامين الغالي كيف استطعت ان توزع محبتك على هذا الكم الهائل من البشر وكيف عشت حياتك بصبر وتعب وكد، فكنت قدوة ومدرسة في الاخلاق.
جثمان الأمين زاكي محمولا على أكف رفقائه
أمض بسلام ايها الامين المكافح، ولترقد روحك الذكية يا أمين زاكي بجوار الامناء والرفقاء، والقادة الذين سبقوك، وستبقى كما هم باقون أحياء في ذاكرتنا.
امثالك يا أمين زاكي لا يموتون، بل يرحلون ويسكنون حدقات العيون الى الابد.
نودعك بالتحية الاحب الى قلبك تحيا سورية .... والبقاء للأمة
يذكر أنّ الراحل من مواليد 2/3/1936، انتمى إلى الحزب سنة 1957 وتحمّل مسؤوليات عدة وشارك في معارك الدفاع عن الحزب والأمة في أكثر من مكان.
*
هوامش:
(1) نظطر مع الأسف للاشارة الى حالة الانقسام الحزبي التي عصفت بالحزب اكثر من مرة.
بصوت عالٍ: لعن الله كل الانقسامات التي أدت الى تباعد الرفقاء، وندعو الى رفع الصوت عالياً: لا يمكن للحزب ان ينهض ويحقق المستقبل الموعود للنهضة القومية الاجتماعية، اذا لم يكن واحدا موحدا.
| 
نسخة للطباعة