إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

موناليزا عبده والتطوع في جيش الاحتلال الصهيوني

نضال حمد

نسخة للطباعة 2012-01-06

إقرأ ايضاً


ماذا يمكن ان نقول عن شابة من مدينة أحبها الله والأنبياء والرحالة والأدباء والكتاب والشعراء وكل فلسطيني يحلم بالعودة الى حيفا المدينة والميناء. أنقول أن موناليزا قصتنا اليوم ، والتي لا تشبه موناليزا زوجة التاجر الفلورنسي التي رسمها ليوناردو دا فنشي ما بين سنة 1503 الى سنة 1507 ... هذه الفتاة الحيفاوية ، التي جلبت العار لنفسها ، والتي تفتخر بأنها تطوعت للخدمة في الجيش الصهيوني عن طيب خاطر وبقناعة لمحاربة أبناء وبنات شعبها وجلدتها. وللوقوف مع محتلي ارض وطنها ومشتتي ومهجري شعبها في كل أصقاع العالم.

ماذا نقول عن هذه الفتاة المسخ ؟ .. الفتاة التي لم تعرف فلسطين بتاريخها الممتد حتى جدنا الأول كنعان واحدة برخصها و خيانتها.

ترى هل تعرف موناليزا أصل اسمها ؟

لها نورد حكاية الاسم لأن بطلته كانت شريفة و حافظت على العهد وواظبت على الانتماء للروح القدس ، قدس قلبها وحبها ووطنها. موناليزا ديفنشي لها حكاية فيها وفاء الموناليزا لمن أحبت قبل ان تتزوج بعد وفاة الحبيب.

بعد أن تزوجت السيدة ليزا من التاجر الفلورنسي فرنسيسكو جيوكوندو صديق الرسام دافنشي، الذي كان يتزوج من اثنتين قبلها ، بقيت على حبها القديم ، ولم تعمل بالحكمة الإثيوبية القائلة : وطن المرأة زوجها. بل ظلت تعتقد أن وطن المرأة حبها. وحبها لا يمكن ان يكون حبا حقيقا إلا إذا كان مرتبطاً بحب أمتها ووطنها وقضيتها وكرامتها. أما الطليان فلحبهم لوطنهم يطلقون على اللوحة اسم آخر غير الموناليزا وهو الجيوكاندا نسبة للتاجر الفلورنسي.

والآن نعود لموناليزا حيفا الفلسطينية المحتلة والتي فاجأت العالم يوم خرجت على شاشة التلفزيون لتعلن للعالم اجمع أنها تطوعت في صفوف قوات المشاة بالجيش الصهيوني ، المسئول عن قتل وتشريد واحتلال وطن الشعب الفلسطيني.

موناليزا عبده شابة تعود أصولها لعائلة مسيحية فلسطينية من حيفا من فلسطين المحتلة سنة 1948 ، وإذا دققنا في الاسم فقد يتشابه مع اسم عائلة عبده الفلسطينية المسيحية التي فيها كثير من المناضلين والمناضلات ضد الاحتلال الصهيوني. وهذا لا يعني أن موناليزا من نفس العائلة ولا يعني أيضا أنها ليست من نفس العائلة. طبعا وهذا لا يعيب العائلة بأي شيء لأن الخيانة لا دين لها ولا لون ولا جنس.

موناليزا أثارت غضب واستنكار ملايين العرب والفلسطينيين الذين شاهدوها تتحدث وتقول بكل جرأة ووقاحة عبر الكاميرا. انها تطوعت بنفسها الى الجيش الصهيوني و"ناضلت" من اجل الالتحاق بسلاح المشاة والانضمام لوحده مقاتلة. ومعروف أن مثل هذه الوحدات المقاتلة تمارس الإجرام والإرهاب بحق الفلسطينيين والعرب ، والتاريخ شهد مئات المجازر التي ارتكبها جيش الصهاينة وعصاباته المسلحة في فلسطين ولبنان ومصر والأردن وسوريا.

بالرغم من أن القانون الصهيوني يعفي الفلسطينيين من الخدمة في صفوف الجيش إلا أن الشابة موناليزا تطوعت بنفسها وقالت :" أنا أعيش هنا الا يفترض ان أشارك .. الدولة تساعدنا وأنا (إسرائيلية) فى كل شيء".. وأضافت الشابة موناليزا التي على ما يبدو تمت تربيتها تربية صهيونية حيث يبدو أن دماغها مغسولة تماما، وانها لا تشعر بأي انتماء للعروبة وللشرق ، بل للصهيونية التي بدورها تعامل العرب وحتى اليهود المشرقيين كدرجة ثالثة ورابعة في المجتمع الصهيوني. :" أمي تقول للناس إننا ينبغي الا نكتفي بالأخذ بل يجب ان نعطي وهى تتجاهل من يصفونا بالخيانة وهى فخورة بي ". يتضح من هذا التعليق لوالدتها ان الأم كانت تمارس الخيانة قبل البنت وأن الأم هي التي غرست الانتماء للكيان الصهيوني في عقل وفكر الفتاة موناليزا.

سوف تخدم موناليزا فى صفوف كتيبة كاركال فى الجيش الصهيوني . وتتمركز كتيبة كاركال بالجيش في جنوب فلسطين المحتلة ، وتنتشر بالقرب من الحدود المصرية والأردنية ، فيما مهمتها الرئيسة هي مكافحة تهريب المخدرات ومحاولات التسلل إلى داخل الكيان الصهيوني .

ومعروف أن هناك فلسطينيون من الدروز والمسيحيين وبدو مسلمون يخدمون في صفوف الجيش الصهيوني منذ احتلال فلسطين سنة 1948 . تقديرات وسائل الإعلام تشير إلى أن خمسه وعشرة في المائة من البدو الذكور في الكيان الصهيوني يتطوعون في الجيش لكن عدد المسحيين من فلسطين 48 في الخدمة العسكرية لا يزيد عن مائة فرد فقط . فيما هناك أعدادا اكبر من الدروز الذين تفرض عليهم الخدمة الإجبارية في الجيش الصهيوني. هذا وتشهد الصفوف الدرزية حركة منظمة ضد الخدمة في الجيش الصهيوني . لكن من المهم أن تعمم هذه الحركة لتشهد فلسطين التاريخية الطبيعية المحتلة حراكا أكبر واقوي وأمتن للتخلص من أمثال موناليزا ، فهذه الفتاة الضالة عاهة على المجتمع الفلسطيني، ووصمة عار ستقبح وجه التاريخ المشرف لشعبنا في فلسطين المحتلة سنة 1948 . مطلوب من القيادات الروحية والسياسية والحركة الثقافية ووسائل الإعلام والمدارس والعائلة أن يمارسوا أدوارهم بشكل أفضل لوقف هذا الداء المسمى موناليزا ولكي لا يتحول بالتدريج الى عدوى تجتاح فلسطينيي ال1948 .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024