إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

القاعدة تقاتل في سوريا .. سرا وعلانية.. وتحالف المقاومة والممانعة قد يصبح بدون حماس

نضال حمد

نسخة للطباعة 2012-02-11

إقرأ ايضاً


وفي أول دليل على مشاركة القاعدة وجماعاتها في معارك سورية أعلنت مواقع إسلامية معروفة بالولاء للقاعدة عن سقوط قتلى من صفوفها في معارك جرت في سورية. فيما أكدت السلطات السورية أن هناك مقاتلون وقتلى من جماعات عربية وإسلامية مرتبطة بالقاعدة سقطوا في حمص والزبداني وإدلب وحلب وحماة وريف دمشق وأن من بين القتلى ليبيين وأردنيين ولبنانيين وكويتيين وإمارتيين وعراقيين. وللعلم فإن تلك المواقع نشرت صورا لهؤلاء القتلى. فيما يخص القتلى الليبيين أكدت ذلك مواقع ليبية في بني غازي.

تسارعت يوم أمس وتيرة نشر أخبار سقوط قتلى للقاعدة وجماعات مرتبطة بها في الوسط الإعلامي على الانترنت وشبكات التواصل. فقد كشف موقعا "شبكة أنصار الشام" و "شبكة المراسلون الإعلامية"، وهما موقعان مرتبطان بأوساط "القاعدة" والحركات السلفية، عن سقوط الأردني " أبو البراء السلطي" في مواجهة مع أجهزة الأمن في منطقة " تل أبيض" التابعة لريف حلب والقريبة من الحدود التركية. وفي خبر آخر ، كشف الموقعان عن سقوط " أبو أسامة المهاجر" و " أبو سارة الإماراتي" من الإمارات العربية بينما كانا يهربان السلاح من داخل العراق في منطقة " البوكمال" في محافظة دير الزور. كما وأشارت هذه المواقع إلى إصابة المدعو " أبو حامد الجبوري" العراقي ، دون تحديد مكان إصابته.

يبدو أن الوضع السوري يسير باتجاه السيناريو العراقي وذلك بفضل دخول القاعدة ومشتقاتها على الخط السوري الساخن جدا. فالعمليات التفجيرية الإرهابية التي شهدتها دمشق مؤخرا واليوم حلب تقدم لنا أدلة إضافية على ان الحركات الإسلامية نقلت معاركها الى الساحة السورية مستغلة حالة الفوضى والمعارك الدائرة بين قوات النظام والقوات المعارضة المدعومة أمريكيا وغربيا وتركيا وخليجيا. يبقى هناك سؤال محير ولكنه ملح وهو : هل هناك تحالف مصالح يجمع الآن في سوريا بين القاعدة والجماعات الإسلامية مع دول الخليج وتركيا وأمريكا ؟.إذا كان الجواب بنعم فمن هو المستفيد الأكبر من ذلك أليس الكيان الصهيوني؟.

تؤكد الأخبار المنشورة تباعا في تلك المواقع رواية النظام السوري الذي ما فتئ يكررها ويتحدث ليل نهار عن وجود جماعات مسلحة تقاتل قواته في كل مناطق القتال بسورية.ولا شك ان مقاتلي القاعدة لهم خبرة طويلة وتجارب في المعارك وحرب العصابات وفي العمليات التفجيرية الانتحارية. في حين أنهم اكتسبوا خبرة جيدة من مشاركتهم بقوة في حرب ليبيا التي ساندها الناتو وأسفرت عن الإطاحة بنظام العقيد القذافي.

التحول في التحالفات بين بعض الجماعات الإسلامية المختلفة مثل الأصوليين والسلفيين والقاعدة وجماعات من الإخوان المسلمين ، مع المعارضين الآخرين ، مثل الجيش الحر وغيرهم من الذين تدربوا واخذوا دعما لوجستيا وإعلاميا وسياسيا من دول إقليمية وعالمية ، مثل قطر والسعودية وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، سيخلق خرائط جديدة للمنطقة وللعالم. لأنه يأتي مدعوما بمواقف سياسية ودبلوماسية واضحة وصريحة في عدائها للنظام السوري. فما قيام تونس وليبيا حيث يحكم تنظيم الإخوان المسلمين بطرد السفيرين السوريين، كذلك سحب سفراء دول مجلس التعاون الخليجي من دمشق، سوى دليل واضح على تشكل حلف جديد بالمنطقة، حلف ترعاه أمريكا وترضى عنه "إسرائيل".

الحصيلة الأولية لتفجيري حلب: 25 قتيلا وأكثر من 175 إصابة.. ووكالة فرانس 24 الإخبارية تقول ان الجيش السوري الحر يعلن مسؤوليته عن تفجيري حلب. فهل الذي فجر الجيش السوري الحر أم جماعات القاعدة؟ أم أن الجيش السوري هو بيد القاعدة؟

إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان هذا الجيش مدعوم ومسنود من بعض الدول العربية والأجنبية فهذا يعني أن الإرهاب يمارس في سورية برعاية هذه الدول وبدعم مباشر منها. وبالذات من تركيا اردوغان التي تحتضن قادة هذا الجيش وعناصره وتوفر لهم المأوى والمعسكرات والتدريب والدعم المادي واللوجستي والسياسي العسكري. وهذا يعني أيضا ان تركيا شريك في إرهاب السوريين. هنا لا بد من التوقف عند شيء هام وهو أن تركيا الغارقة في الأزمة السورية يجب أن تعيد حساباتها بشكل أفضل لان سوريا المدعومة من قبل إيران وروسيا تستطيع أن تخلق قلقا بالغا لتركيا عبر إعادة دعمها وتسليحها لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا منذ سنوات طويلة ضد الأتراك.

التدخل التركي المباشر في الشأن السوري يأتي كمقدمة لقيام قوات عسكرية تركية وعربية قد تكون من قطر والمغرب وتونس وليبيا والسعودية ودول الخليج العربي بالتقدم نحو الأراضي السورية انطلاقا من تركيا لإعلان مناطق محررة وعازلة يتم تسليمها للجيش السوري الحر ومجلس غليون. وبحسب بعض الأنباء التي نشرت مؤخرا فإن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان يحاول بلورتها بعد أن أعلن عنها مؤخرا أمام البرلمان التركي.

في نفس السياق نشر أمس موقع قناة المنار اللبنانية خبرا منقولا عن موقع "ديبكا" الصهيوني كشف فيه ان قواتاً قطرية وبريطانية توجه العمليات العسكرية في حمص، وتقاتل إلى جانب المجموعات المسلحة المنتشرة في المدينة. وأضاف الموقع المقرب من دوائر الاستخبارات "الإسرائيلية" أن القوات الغربية والعربية تتواجد في أربعة أحياء داخل محافظة حمص هي الخالدية وبابا عمرو وباب دريب والرستن. وأضاف أن القوات المتواجدة في هذه المناطق تُقدم خبرتها التكتيكية للمسلحين والمساعدة اللوجستية، وتقيم معها قنوات اتصال استخباراتية وتزودهم بالأسلحة. وهذا يدل على صحة الأنباء التي تسربت بعد زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف وبرفقته مسئول المخابرات الروسية عن أن هذه النقطة أثيرت مع الجانب السوري أثناء المحادثات.

ومن المفارقات الجديدة أيضا في الموضوع السوري هو خروج معظم قيادات حركة حماس من الأراضي السورية وإرسال إشارات كثيرة تظهر حسمها موقفها المعارض للنظام السوري والمؤيد للمعارضة السورية. كانت بدايتها مع قيام رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بزيارة الأردن بمعية ولي عهد قطر. ثم توقيعه اتفاق المصالحة مع عباس وقبوله به رئيسا للوزراء الفلسطيني برعاية أمير قطر في الدوحة. ثم التصريح الأخطر والأهم الذي أدلى به رجل حماس المعروف جيدا في أوروبا والغرب، احمد يوسف لصحيفة افتن بوسطن النرويجية الواسعة الانتشار يوم الخميس الموافق 9-2-2012 . فبحسب موقع الصفصاف الإخباري العربي النرويجي، الذي ترجم ونشر الخبر قال يوسف : " بشار الأسد سوف يسقط قريبا مثلما سقط من قبله حكام تونس ومصر وليبيا... إن حركة حماس تدعم الشعب السوري ضد النظام الذي يقوم بخرق حقوق الإنسان...إن الرئيس بشار الأسد مذنب وان الجرائم التي يقوم بها اليوم من نوع الجرائم التي قام بها والده سنة 1982 عندما قتل ما يصل الى 40 ألف شخص خلال الانتفاضة في مدينة حماة السورية.".

هذا التصريح ليوسف يعتبر إعلان طلاق بين حماس والنظام السوري وقد يقطع آخر خيط مازال قائما بين الطرفين. فإذا لم تقم حماس بنفيه فهذا يعني أنها تتبناه. وبهذا تضع حماس نهاية لتحالف طويل ظل قائما بين الطرفين منذ سنة 1999 حين استضافت دمشق قادة حماس الذين ابعدوا من الأردن. ووفرت لهم كافة أشكال الدعم. ورفضت كافة الضغوطات التي مورست عليها من اجل التخلي عن حماس وقادتها وعن المقاومة.

تأتي تصريحات القائد الحمساوي مترافقة مع تصريحات مغايرة تماما أطلقها زعيم حزب الله والمقاومة في لبنان السيد حسن نصرالله أعلن فيها بوضوح وقوفه الى جانب النظام السوري وأعتبر الذي يجري في سوريا مؤامرة على حلف المقاومة والممانعة. هذا التناقض بين موقفي حماس وحزب الله لا بد سيؤثر سلبا على التحالف بين الطرفين. ولا بد ان محور أو حلف المقاومة والممانعة الذي تحدث عنه نصرالله سيشهد تغييرات جذرية أهمها احتمال خروج حماس من هذا الحلف، هذا في حال اقتنعنا أنها مازالت فعلا ضمن هذا الحلف. فتصريحات أحمد يوسف تؤكد أن هذا الحلف لم يعد حلف حماس. هذا ما أخذنا بعني الاعتبار أن سورية بنظام رئيسها بشار الأسد هي احد أهم الأعمدة التي يقوم عليها حلف المقاومة والممانعة ، الذي يضم هؤلاء جميعها بالإضافة لإيران والفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق.

في الختام يجوز السؤال :هل سنشهد ولادة حلف جديد يتكون من السلفيين والإخوان برعاية أمريكية خليجية؟...

أم سوف نشهد بروز حلف آخر تكون فيه للجماعات المرتبطة والقريبة من القاعدة كلمة ومكانة؟.

على هذين السؤالين سوف تجيبنا الأيام القريبة القادمة


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024