نستضيء بمئة واثنتين من شموعك في غرة آذار، يا فتى الربيع الأغر. نعلو بك عن الطقوس ونستلهم من العيد مضمونه العميق ومعانيه الفاعلة. نتبصر بندائك القومي الهادر منذ 1932 عن العدوين الفاتكين: العدو الداخلي المتمثل بالأمراض الاجتماعية الخبيثة عنواناً ومضامين: الطائفية والعشائرية والاقطاع والنزعة الفردية والاغتراب عن الحقيقة القومية، والتصهين الداخلي، هذه الجاهليات التي تتيح لعدو الخارج اختراقات أكبر وأخطر. والعدو الخارجي مَن الأدرى به الا الذين تفولذوا في ساحة الصراع التي مهدت لها مساحة الوعي وآفاق الاستشراف.
العدو ومن العدو؟ من يحدده هوية وواقعاً ومصيرا؟
«اسرائيل» ومن هي؟ انها ليست عدواً لدى بعض «الشُباطيين» الدخيلين على آذار الحقيقي. لقد شطح بهؤلاء الغي والضلال حتى فقدوا الاتصال بالبوصلة وتعاموا عن مركزية المنارة وتنبيهاتها المتكررة. وبلغ الاسفاف ببعضهم الآخر مبلغ الاستخفاف بمدارك الناس فجاءت طروحاتهم تنضح بما في دخائلهم من الاحقاد والشتائم والصغائر.
«اسرائيل» وصانعوها ورعاتها هم الارهابيون والاستبداديون، الظالمون. وهي ليست مقتصرة على بضعة ملايين من اليهود المحتلين الجاثمين على صدر فلسطين فقط، بل هي في واقع الأمر مجموع الامكانات الهائلة للحركة الصهيونية في شتى أصقاع العالم ومجموع خبراتها الاستراتيجية مالاً وسياسة وثقافة وإعلاما وعلما وجاسوسية وعسكرا وصناعة ومخابرات.
هذا اذا غضضنا النظر عن التكنولوجيا الاكثر تطوراً الموضوعة في خدمة المشروع الصهيوني الذي في اولوياته قطع الطريق على إرهاصات التنمية والنهوض والتقدم في بلادنا المأزومة عضويا من داخلها، والمهددة ـ استراتيجيا ـ من خارجها.
فباسم آذار الأصيل، عودوا الى رشدكم السياسي
باسم آذار ضعوا اليد على الجرح الحقيقي
باسم آذار تهيأوا لمواجهة العدو الحقيقي ـ عدو ماضيكم وحاضركم والمستقبل.
باسم آذار لا تضحّوا برمز جلل ولا تغتالوه مرتين.
|