نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
خرافة الهولوكوست
خلفيات تصريحات نتن ياهوحول "المسؤولية الفلسطينية إزاء الهولوكوست"
أثارت تصريحات رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتن ياهو حول "مسؤولية" مفتي القدس خلال الحرب العالمية الثانية سماحة الحاج أمين الحسيني، رحمه الله، في التسبب بالـ"محرقة" أو الهولوكوست المزعوم عاصفة من الجدال والنقاش لم تهدأ حتى الآن ومن دون الدخول في هذا الجدال، (مع العلم أنه سبق لنا في هذا التقرير أن توقعنا أن يعمد اليهود إلى التركيز على علاقة الحاج أمين الحسيني مع الدولة الألمانية لإلصاق مسؤولية "الهولوكوست" المزعوم على الفلسطينيين...) لا بد من التذكير بالوقائع التاريخية التالية:
- حين إلتقى سماحة مفتي القدس الحاج أمين الحسيني بالزعيم الألماني أدولف هتلر سنة 1941، كانت فلسطين تخضع للإحتلال البريطاني وكانت في حالة حرب مع ألمانيا، وبالتالي لم يكن بإمكان تهجير يهود اوروبا إلى فلسطين، وفق النية النازية بالأساس، حسب ما يوحي إليه نتن ياهو...
- صحيح أن النازيين كانوا في المراحل المبكرة من حكمهم يفكرون في تبني الطرح الصهيوني وتهجير اليهود إلى فلسطين المحتلة، لكنهم كانوا قد تخلوا عن هذا الطرح لصالح السعي لإقامة تحالف مع الجهات العربية والفلسطينية ضد اليهودية العالمية – أقله بالنسبة إلى الخط السياسي للحكومة الألمانية النازيةـ وذلك إعتباراً من النصف الثاني من ثلاثينات القرن العشرين تقريباً. ولم يكن قد حصل إتصال مباشر بين سماحة الحاج أمين الحسيني والزعيم النازي أدولف هتلر حينها.
- أخيراً وليس آخراً، وبالعودة إلى الهولوكوست المزعوم نفسه، فليس ثمة أي دليل مادي أو خطي يؤكد وجود خطة ألمانية لإبادة اليهود في "أفران الغاز" على النحو الذي تسرده الرواية اليهودية الرسمية بهذا الصدد، (مع الإشارة هنا إلى أن تقارير صادرة عن منظمة الصليب الأحمر الدولي تؤكد عدم وجود عمليات إبادة بحق اليهود في معسكرات الإعتقال الألمانية، علماً أن هذه المنظمة – الحيادية تماماً – كانت تتفقد تلك المعسكرات طيلة الحرب)، فضلاً عن أن المعطيات الإحصائية الصادرة عن اليهود أنفسهم تؤكد بأن عديد اليهود قد زاد أو بقي ثابتاً غداة الحرب العالمية الثانية بالمقارنة مع ما كان عليه قبل نشوبها في البلدان التي كانت تحت حكم ألمانيا النازية... هذا فضلاً عن شهادات صادرة عن يهود كانوا معتقلين في المعسكرات والذين نفوا علمهم بأية عملية "إبادة" في أفران وفق ما تدعيه الرواية اليهودية الرسمية...
من هنا يتبين أن غاية نتن ياهو من التركيز على "المسؤولية الفلسطينية للهلوكوست" المزعوم تستهدف أولاً وآخيراً التخفيف من المسؤولية اليهودية بالنسبة إلى المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في الماضي وفي يومنا الحاضر بالذات مع نشوب "إنتفاضة السكاكين"، علما أن جميع الدلائل موجودة ولا جدال بصحتها في ما يتعلق بطبيعة ممارسات الكيان اليهودي "إسرائيل"، عكس خرافة "المحرقة" المزعومة...
تبقى ملاحظة أخيرة، وهي أن عدداً كبيراً من اليهود قد "تجندوا" لرفض وشجب تصريحات نتن ياهو على أساس أنها غير صحيحة من الناحية التاريخية، وأنها "تخفف من مسؤولية هنلر والألمان بالنسبة إلى الـ‘هولوكوست‘" المزعوم: الصحيح هنا أن تصريحات نتن ياهو خاطئة تماماً من الناحية التاريخية، كما مرّ بيانه أعلاه، على أن السبب الحقيقي الذي حمل هؤلاء اليهود على التنديد بتصريحات نتن ياهو تلك ليس الحرص على إحترام الحقيقة التاريخية، وإنما الخشية من أن يؤدي "التخفيف عن مسؤولية الألمان إزاء الهولوكوست" المزعوم إلى التخفيف من الأعباء المالية الضخمة الملقاة على عاتق الألمان من جرّاء تلك المسؤولية الوهمية، وذلك على إعتبار أن ألمانيا بلاد غنية تستطيع أن تدفع، على عكس الفلسطينيين – في حال إعتبروا مذنبين بحق اليهود بسبب المواقف المزعومة لسماحة الحاج أمين الحسيني رحمه الله، - ذلك أن أولئك الفلسطينيين يعيشون في أوضاع مادية متردية إجمالاً بسبب الإحتلال اليهودي لأرضهم، وبالتالي فإنهم غير قادرين على دفع اية "تعويضات" لليهود...
(تُراجع بالنسبة إلى مسألة "الهولوكوست" دراستنا "حقيقة محرقة اليهود").
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
هل يحلّ "المجلس ‘الإسرائيلي‘ الأميركي" مكان "إيباك" كمنظمة رئيسية في اللوبي اليهودي الأميركي؟
من الأمور التي أثارت إنتباه مراقبي نشاطات اللوبي اليهودي الأميركي في المدة الأخيرة مشاركة الثري اليهودي المشهور شيلدون أديلسون Sheldon Adelson وزوجته مريم Miriam Adelson في المؤتمر السنوي الثاني للـ"مجلس ‘الإسرائيلي‘ الأميركي" Israeli American Council (IAC) ، حيث كانا نجما المؤتمر دون منازع لهما، مع إشادة جميع المحاضرين بفضل شيلدون أديلسون على "إسرائيل" واليهود بصورة عامة... (للتذكير، فإن شيلدون أديلسون من كبار الأثرياء اليهود بالولايات المتحدة، وهو يملك مجموعة من الكازينوهات في الولايات المتحدة بمدينة لاس فيغاس وفي الصين بمدينة ماكاو، ويُعتبر من كبار ممولي التيار اليميني المحافظ في الحزب الجمهوري الأميركي، مع تهافت غالبية مرشحي هذا الحزب للرئاسة لنيل دعمه لهم، كما سبق وأن أفدنا حوله عدة مرات ضمن هذا التقرير...).
والمجلس المذكور جمعية أُنشئت قبل نحو ثماني سنوات لتمثيل "الإسرائيليين" اليهود المقيمين بالولايات المتحدة، ولم يكن مصنف من بين كبريات الجمعيات اليهودية الأميركية حتى الأمس القريب. على أن المؤتمر الذي عقد مؤخراً شهد حضور أكثر من 1300 مندوب، أي ضعفي عدد من خضر المؤتمر السابق، مع تطلع المنظمين لأن يتضاعف العدد من جديد في مؤتمر السنة القادمة.
ويعزو بعض المراقبين اليهود هذا التعزز في أهمية المجلس إلى أن أديلسون ليس راضياً عن أداء جمعية "إيباك" Aipac في المرحلة الأخيرة، وبصورة خاصة لجهة فشلها – اي فشل إيباك- في حمل مجلس الشيوخ الأميركي على تعطيل إقرار الإتفاق النووي المعقود مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى الإختلاف في بعض المواقف السياسية، وقد يكون أديلسون بصدد التفكير في جعل الـ"مجلس ‘الإسرائيلي‘ الأميركي" يحل مكان الإيباك كممثل للجناح اليميني المحافظ ضمن اللوبي اليهودي الأميركي...
اللوبي اليهودي في بريطانيا
إتهام جديد للعائلة المالكة البريطانية بتأييد ألمانيا النازية
يبدو أن أوساط اللوبي اليهودي مصرة على تشديد الضغوط على العائلة المالكة البريطانية، وذلك بعد أن برز هذا الإتجاه قبل بضعة أشهر مع نشر صورة الملكة أيليزابيت الثانية تؤدي التحية النازية، وهي طفلة في نحو السابعة من العمر...
والجديد بهذا الصدد نشر تقرير يفيد بأن ملك إنكلترا السابق إدوارد الثامن – الذي كان قد إعتزل العرش في 1936 بعد إن إفتعلت الحكومة البريطانية فضيحة له بسبب نيته الإقتران من السيدة واليس سيمبسون Wallis Simpson– قد زار السفارة الألمانية في هولندا بداية الحرب العالمية الثانية، ما كان يُعتبر فعل خيانة بالنظر إلى حالة الحرب القائمة حينها بين بريطانيا وألمانيا. لا بد هنا من الإشارة إلى أن ملك بريطانيا السابق كان يشغل مراكز رسمية في الدولة البريطانية، ويُرجح أنه كان يخضع لمراقبة شديدة من قبل الأوساط الرسمية بالنظر إلى أنه لم يكن على إنسجام مع السياسيين البريطانيين، وبالتالي فإن الأوساط الحكومية البريطانية كانت على علم مرجح بأمر زيارته لهولندا، وما كانت لتتردد بتوجيه تهمة الخيانة له لو توافرت لديها دلائل على ذلك، من هنا فإن الأرجح تاريخياً أن "دوق ونيدسور" (لقب إدوارد الثامن بعد إعتزاله العرش) كان يقوم بمهمة تفاوضية سرية في هولندا بعلم وبتوجيه من الحكومة البريطانية حينها، وبالتالي فإن زيارته للسفارة الألمانية لا تدخل ضمن فئة حالات الخيانة العظمى...
ويُعتقد بأن الغاية اليهودية من التركيز على العلاقة الماضية بين العائلة المالكة البريطانية وألمانيا النازية ليست البحث في الأمور التاريخية بقدر ما تستهدف إستصدار موقف واضح من هذه العائلة المالكة البريطانية يدين العقيدة النازية وجميع "أشكال العداء للسامية"، مع التذكير بأن يهود بريطانيا يأخذون على شقيق الولي الثاني للعهد الأمير هاري تنكره بالزي النازي في حفلة تنكرية سنة 2005، ورفضه التقدم شخصياً بفعل الندامة والإعتذار...
الكيان اليهودي "إسرائيل"
عميد في الجيش "الإسرائيلي" مستشاراً لدى "داعش"؟
أفادت أخبار واردة من العراق ونقلتها عدة مواقع، بما فيها مواقع أميركية، بأن فرقة مسلحة عراقية قد أسرت العميد في الجيش "الإسرائيلي" يوسي إيلون شاحاك Israeli Brigadier Yussi Elon Shahak أثناء العمليات الحربية، وأنه لدى التحقيق معه أكد هذا الأخير بأن هناك تعاون قوي بين جهاز المخابرات "الإسرائيلية" الموساد وجماعة داعش، وأن زعيم الجماعة "أبو بكر البغدادي" قتل في تبادل لإطلاق النار.
لا نستطيع تأكيد أو تكذيب هذه المعلومات والأخبار، على أن مصادرها هي مصادر جدية وموثوقة إجمالاً...
مع التذكير بما تردده أوساط أميركية من أن "داعش" هي بالأساس منبثقة عن المخابرات اليهودية، علماً بأن تسميتها المختصرة باللغة الإنكليزية مماثلة للتسمية المختصرة لأحد الأجهزة المخابراتية "الإسرائيلية" على هذا النحو:
ISIS= Islamic State of Iraq and Syria
ISIS= Israeli Secret Intelligence Service
اللوبي اليهودي في فرنسا
اليهودي ألان مينك يقترح تمويل الدولة الفرنسية للمساجد الإسلاميةد
في سياق سعي بعض اليهود للتقرب من الأوساط الإسلامية بهدف "تحييدها" في القضية الفلسطينية، أوصى الخبير الإقتصادي الفرنسي اليهودي من أصل بولندي ألان مينك Alain Minc في كتاب صدر له مؤخراً بأن تحيد الدولة الفرنسية عن إتباع سياستها القاضية بـ"فصل الدين عن الدولة" مدة خمس سنوات، وذلك لكي يتسنى لها - أي للحكومة الفرنسية - تمويل بناء مساجد على الأراضي الفرنسية, كما أوصى مينك بأن تهتم الدولة الفرنسية بمسألة "توجيه" المشايخ من أجل الحؤول دون أن يعتمدوا "النظريات المتطرفة",
ومن الواضح أن هذا الإقتراح من اليهودي مينك يستهدف جعل رجال الدين المسلمين بفرنسا – وفي أوروبا بصورة عامة- مرتهنين للدولة – مع التذكير بالنفوذ المافياوي الإحتكاري اليهودي الكبير على الدولة الفرنسية، وعلى غالبية الدول الأوروبية – ويخضعون بالتالي لتوجيهاتها، وبصورة عامة لجهة التوقف عن معاداة الكيان اليهودي "إسرائيل"...
نذكر أن ألان مينك مقرب حالياً من الرئيس الفرنسي نصف اليهودي السابق نيكولا ساركوزي Nicolas Sarkozy ، وأنه تورط في السابق بعدة قضايا حول إنتهاك حقوق الملكية الأدبية، أو في التوصية ببعض الخطوات المالية والإقتصادية المشبوهة (تُراجع بهذا الصدد النبذة حوله التي في موسوعة ويكيبيديا Wikipedia على الإنترنت باللغة الفرنسية).
|