نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في بريطانيا
التداعيات اليهودية لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي "البريكسيت"
أتت نتيجة الإستفتاء الشعبي الذي إختار فيه الناخبون البريطانيون إنسحاب بلادهم من الإتحاد الأوروبي بأغلبية واضحة قاربت الـ52% لتشكل الحدث الرئيسي دون منازع في الأسبوع المنصرم. وما من شاك أن هذا التطور سوف يترك آثاره العميقة على المسار السياسي، وذلك ليس في بريطانيا وحدها، وإنما على الصعيد الأوروبي والعالمي أيضاً.
بالنسبة إلى اللوبي اليهودي، فإن غالبية أركان اللوبي اليهودي العالمي من جورج سوروس George Soros إلى جاكوب روتشيلد Jacob Rothschild وحتى إلى رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرونDavid Cameron (كاميرون ليس يهودياً من الناحية المبدئية، لكنه يتحدر من عائلة أثرياء يهود تظاهروا بإعتناق المسيحية...) عارضوا بشدة إنسحاب المملكة البريطانية من الإتحاد الأوروبي، وقد تنبأ كل من سوروس وروتشيلد بنبرة التحذير –حتى لا نقول بنبرة التهديد – بأن هذا الأمر لا بد وأن يؤدي إلى مشاكل مالية خطيرة لبريطانيا – مع العلم بأن سوروس إياه كان قد حقق أرباح فاقت الـ1,5 بليون جنيه إسترليني في 1992 حين قام بالمضاربة ضد العملة البريطانية، ويؤكد العديد من الخبراء بأن مضاربة سوروس تمت حينها بالتنسيق مع الهيئات المالية في الإتحاد الأوروبي...
كذلك، فإن غالبية الإعلام اليهودي في بريطانيا والعالم كانت معارضة للـ"بريكسيت" Brexit) ، العبارة المعتمدة لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي). بالمقابل، فإن عدداً ضئيلاً من يهود بريطانيا أعرب عن تأييده، أو بالأحرى عن عدم معارضته، لإنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وقد يعود هذا الأمر إلى أن رئيس حزب الإستقلال البريطاني نايغل فاراج Nigel Farage الداعي الأول للإنسحاب البريطاني يتخذ مواقف تنمّ عن معارضته للـ"عداء للسامية" وللـ"نازية"...
بالمقابل، فإن الرأي العام البريطاني لم ينسَ مضارية سوروس سنة 1992، وكانت الكراهية ضد القطاع المصرفي من العوامل الرئيسية التي رجحت كفة رافضي الإتحاد الأوروبي في الإستفتاء.
على صعيد الإنعاكاسات المستقبلية لنتيجة الإستفتاء، فما زال من المبكر فيه توقع ما سيحصل في الأشهر القليلة القادمة، على أن مشاكل داخلية قد تأتي لتهدد وحدة المملكة المتحدة على إعتبار أن المقاطعات غير الإنكليزية – إسكوتلندا بصورة خاصة – ضمن هذه المملكة كانت تفضل البقاء في الإتحاد الأوروبي، وقد تتجدد الدعوة بقوة لتستقل... كما يحتمل أن يتعرض الإقتصاد البريطاني إلى موجة من خروج الرساميل وتقلص الإستثمارات الأجنبية في المملكة، بما قد يأتي ويجسد حقيقة التحذيرات اليهودية من "مغبة الخروج من الإتحاد الأوروبي"، وفي هذه الحالة ليس من المستبعد أن تنشب موجة من العداء لليهود في بريطانيا، على غرار ما حصل – وما زال يحصل- في الولايات المتحدة نتيجة لأزمة 2008 التي تسببت بها المضاربات والإحتلاسات اليهودية...
في مطلق الأحوال، فإن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي قد يجعلها تعود إلى التركيز على "ما وراء البحار" في السنوات القليلة القادمة، وبصورة خاصة على منطقة الشرق الأوسط، حيث أن الحكام البريطانيون الجدد قد يتطلعون إلى إعادة تركيز وتعزيز النفوذ البريطاني في هذه المنطقة. والمعروف أنه كانت لبريطانيا صلة مباشرة مع اليهود – ومع "إسرائيل" تحديداً – في الشرق الأوسط منذ الإعلان عن وعد بلفور المشؤوم في 1917 وحتى يومنا الحاضر - ، على أن الكثير من البريطانيين يشعرون بأن اليهود قد "غدروا" بهم، وأنهم تخلوا عن الإنحياز إلى جانب بريطانيا ليلحقوا مصالحهم الخاصة، مع السوفيات حيناً في أواخر أربعينات القرن العشرين، ومع الولايات المتحدة غالباً، إعتباراً من منتصف خمسينات القرن العشرين، وحتى مع الصين في السنوات الأخيرة... ومن الأمور التي تعزز هذا الإعتقاد عند البريطانيين المضاربات التي تعرضت لها العملة البريطانية بسبب سوروس مع تهديد غالبية الأثرياء اليهود بريطانيا من مغبة "البريكسيت"– راجع ما ذكرناه أعلاه –,,, مع التذكير بأن مؤيدي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ركزوا كثيراً على الآثار المؤذية التي خلفتها المضاربات المصرفية على الإقتصاد البريطاني.,
بالمختصر، فإن لعبة شديدة التعقيد قد بدأت من جراء خروج بريطانيا المرتقب من الإتحاد الأوروبي، وسيكون الشرق الأوسط من الساحات الرئيسية التي تدور فيها التطورات الناجمة عن الأوضاع المستجدة في الأشهر والسنوات القليلة القادمة. وقد يمكن الإستفادة من بعض هذه المستجدات من أجل توجيه ضربات حاسمة إلى اللوبي اليهودي في العالم، وبالتالي إلى الكيان اليهودي "إسرائيل"، على أنه لا بد من التصرف بحكمة ومراقبة الأوضاع وتحليلها بعناية فائقة...
الكيان اليهودي "إسرائيل"
"إسرائيل" تركز جهودها في محاربة حملة مقاطعتها
يركز الكيان اليهودي جهوده في المرحلة الراهنة على تقويض حملة المقاطعة ضده المعروفة بحملة "المقاطعة، وسحب الإستثمار وفرض العقوبات بي دي أس" BDS, وقد تمثلت هذه الحملة من جانب اليهود على فرض سن تشريعات لمنع حملات المفاطعة في بلدان أوروبية وفي ولايات أميركية، أو في إتجاه إتخاذ سلطات محلية تدابير تنفيذية ضد المقاطعة، على غرار وضع حاكم ولاية نيويورك الأميركية مؤخراً "لائحة سوداء" بأنصار حملات مقاطعة "إسرائيل" في ولايته، أو إتخاذ بعض الجامعات الأميركية إجراءات ضد المقاطعة.
هذه المساعي اليهودية لا تقتصر على القطاع العام، بل تشمل الشركات الخاصة أيضاً، وفي هذا السياق تم تعيين مستشارة سابقة لرئيس الحكومة "الإسرائيلية" نتن ياهو مسؤولة لدى موقع فايسبوك Facebook اليهودي الإجتماعي الشهير من أجل التصدي تحديداً لحملات الـ"بي دي أس"...
لقد حققت حملات الـ"بي دي أس" مكاسب مهمة في السنوات الأخيرة ولا شك، لكن يجب عدم الإستهتار أبداً بالحملة اليهودية المضادة الجارية حالياً، حيث أن لليهود خبرتهم الواسعة في تنظيم الحملات...والتأثير على الرأي العام وعلى الأوساط النافذة في العالم بأسره.
من هنا لا بد من التصدي للحملة اليهودية، والتصدي الأكثر جدوى في هذا المجال لن يكون بالإكتفاء بالتنديد بخرق "إسرائيل" لحقوق الإنسان كما يحصل حالياً، وإنما بالتركيز على الناحية الإقتصادية مع فضح الطابع المافياوي والإحتكاري للممارسات اليهودية في العالم، ومدى الأذى الذي تلحقه تلك الممارسات على البشرية بأجمعها، وليس على الفلسطينيين وحدهم...
ثقافة وإعلام
كاتبة يهودية تقر بأن "إسرائيل" تمارس نظام التمييز العنصري "أبارتهايد"
أقرت الكاتبة اليهودية "الإسرائيلية" رونيت ماتالون Ronit Matalon في مقابلة صحافية أجرتها معها صحيفة "لو موند" Le Monde الفرنسية بأن الكيان اليهودي "إسرائيل" هو نطام يمارس سياسة التمييز العنصري الصارم على شاكلة الـ"أبارتهايد" Apartheid الذي كان سائداً في السابق بجنوبي أفريقيا, وقد أعربت هذه اليهودية عن مخاوفها الكبيرة إزاء مستقبل "إسرائيل"، وقالت أن الحوادث التي تحصل بفلسطين المحتلة هي نتيجة طبيعية للممارسات اليهودية، مع توقع حصول المزيد منها.
مع التذكير بأن النظام السابق الحاكم لجنوبي أفريقيا قد تعرض للمقاطعة الدولية بسبب ممارسته تلك السياسة، ما أدى إلى إنهياره في نهاية المطاف...
فطير صهيون
اليهود يتهمون الرئيس محمود عباس بالـ"عداء للسامية" لإفادته عن دعوة الحاخامين لتعطيش الشعب الفلسطيني
يركز اليهود في المرحلة الراهنة على إتهام رئيس السلطة الفلسطينية المحدودة محمود عباس بالـ"عداء للسامية"، وذلك لأنه أفاد عن دعوة الحاخامين اليهود إلى تسميم آبار المياه في الضفة الغربية، وبالتالي دعوة الحاخامين إلى قتل الشعب الفلسطيني عطشاً...
والرد المناسب على الحملة اليهودية يكون بتقديم الدلائل العديدة على حقيقة قيام اليهود بمثل هذا النوع من الممارسات، وذلك ليس بفلسطين المحتلة في أيامنا الراهنة فقط، وإنما أيضاً عن طريق التذكير بالسوابق اليهودية العديدة في هذا المجال – تسميم المياه والأغذية وما شابهها - على مر التاريخ وفي غالبية المناطق التي تواجد فيها يهود... ومن دون العودة إلى ممارسات اليهود هؤلاء في القرون الوسطى، أو حتى في القرن التاسع عشر بروسيا، يكفي التذكير بأن يهود الإتحاد السوفياتي الذين كانوا يديرون جهاز المخابرات الـ"تشيكا" أواخر عشرينات وأوائل ثلاثينات القرن العشرين (50 إلى 80% من كادرات التشيكا كانوا يهوداً حينها وفق المصادر الموثوقة,,,) نظموا حملة لتجويع الشعب الأوكراني أدت إلى وفاة 2,5 إلى 7,5 مليون مواطناً أوكرانياً بين 1932 و1933، ومن ثم فإن اليهود قاموا بتسميم الخبز في عدد من الأفران الألمانية غداة الحرب العالمية الثانية، وهذه أيضاً واقعة ثابتة وموثقة...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
ترامب يستعين بأثرياء يهود لتعويم مالية حملته...
أفادت الأنباء الواردة من الولايات المتحدة بأن عدداً من كبار الأثرياء اليهود في مدينة نيويورك ساهموا في حفلة مخصصة لجمع التبرعات لصالح حملة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب Donald Trump ، وذلك في ظل توارد تقارير تفيد بأن حملة هذا الأخير بدأت تعاني من مشاكل في التمويل، الأمر الذي أدى إلى حصول تبديلات في الجهاز الإداري للحملة، بما في ذلك عزل مديرها...
والمعروف أن ترامب كان قد صرح في الأصل أنه بصدد تمويل حملته من أمواله الخاصة، الأمر الذي كان قد أثار إنزعاجاً بالغاً في الأوساط اليهودية الأميركية، على أساس أن ترامب بعث بذلك برسالة مفادها أنه لا يحتاج إلى الدعم المالي اليهودي، على أن هذا الأمر بالذات كان من العوامل الرئيسية التي زادت وعززت شعبيته إلى الحد الذي جعلته يتفوق على جميع منافسيه في الحزب الجمهوري...
تورط رجال أعمال يهود بفضيحة رشوة شرطة مدينة نيويورك
أفادت الأنباء الواردة من نيويورك أنه تم توجيه الإتهام إلى عدد من كبار رجال الأعمال اليهود برشوة مسؤولي الشرطة في مدينة نيويورك مقابل الحصول على حماية خاصة من قبل الشرطة النيويوركية تلك، بالإضافة إلى إخفاء عدد من المخالفات المالية... ولم يتم الكشف عن جميع أسماء المتورطين من يهود راشين وعناصر شرطة مرتشين، لكن علم بأن أحد أبرز اليهود المتورطين هو رجل الأعمال جيريمي رايتشبيرغ Jeremy Reichberg الذي خرج من المعتقل بعد تسديد كفالة بقيمة 500000 دولار.
إعداد: نديم عبده.
|