اتفاقية سايكس بيكو في 17 ايار عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة/انكلترا/بريطانيا العظمى بمصادقة من الإمبراطورية الروسية/روسيا القيصرية(سابقاً قبل أن تصبح الإتحاد السوفياتي الشيوعي بعدها وتسميتها بالوقت الحالي روسيا) على اقتسام منطقة الهلال الخصيب(الشام/سوريا مع الجولان تحت السيطرة الصهيونية بالوقت الحالي مع كيليكيا ومع الإسكندرون تحت السيطرة التركية بالوقت الحالي ،لبنان مع قسم من الجنوب اللبناني تحت السيطرة الصهيونية بالوقت الحالي ،فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة مع الضفة الغربية ومع قطاع غزة ،العراق مع الأهواز تحت السيطرة الإيرانية بالوقت الحالي ،الأردن مع صحراء النقب،الكويت، صحراء سيناء- جزيرة قبرص المقسمة بين اليونان وتركيا بالوقت الحالي) بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية/تركيا حالياً، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى 1914-1918.
وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية-الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين ماك ماهون.
ولقد تم تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا. كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها.
لاحقاً، وتخفيفاً للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجدداً في مؤتمر سان ريمو عام 1920. بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران 1922. لإرضاء أتاتورك واستكمالاً لمخطط تقسيم وإضعاف سوريا، وعقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان لتعديل الحدود التي أقرت في معاهدة سيفر. وتم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في المعاهدة السابقة.
وقسمت هذه الاتفاقية وما تبعها سوريا الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة بموجب هذه الاتفاقية والاتفاقيات الناجمة عنها:
*العراق، الذي أستقل عام 1932.
* منطقة الانتداب الفرنسي على سوريا:
- الشام/سوريا، استقلت فعلياً عام 1946
- لبنان، استقل ككيان مستقل عام 1943.
- الأقاليم السورية الشمالية أي كيليكيا والإسكندرون، ضمت لدولة تركيا
*منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين:
- الأردن، استقل ككيان مستقل عام 1946 (كانت منطقة حكم ذاتي منذ 1922)
- فلسطين، انتهى مفعول صك انتداب عصبة الأمم على فلسطين يوم 14 أيار 1948 وجلى البريطانيون عنها. لكن في اليوم التالي أعلن قيام إسرائيل فوق أجزاء كبيرة من حدود الانتداب البريطاني على فلسطين وبدأ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث في 1949 (إثر حرب 1948 وبعد إلغاء الانتداب البريطاني) قسمت فلسطين إلى ثلاث وحدات سياسية: "إسرائيل" والضفة الغربية وقطاع غزة. في عام 1994، قامت السلطة الوطنية الفلسطينية كسلطة شبه مستقلة تأسست وورثت أجزاء ضيقة من حدود الانتداب البريطاني السابق على الضفة الغربية لنهر الأردن ومنطقة غزة التي كانت تتبع مصر إدارياً.
|