رغم انّ حكومة «حي على العمل» لم تعمل، ورغم انّ الموازنة لم تنجز بعد، رغم ما يبذله رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان من جهود ومتابعة، ورغم انّ قطع الحساب ضلّ طريقه الى مجلس النواب للحصول على موافقته قبل عرض الموازنة، بمنطق القانون، ورغم أنّ الخلاف على «منجم الذهب» في وزارة الاتصالات والصلاحيات الضائعة حول صرف المال، بين الوزير والشركات المُشغلة للخليوي، وشركات أخرى، وسط تسريبات حول ما يدفعه المواطن خارج لبنان ست دولارات شهرياً، بينما يسدّد المواطن اللبناني 30 دولاراً شهرياً، ولا ندري كيف جرى حساب ذلك؟ ومن سرّبه؟ وصلاحية أوجيرو في صرفها للأموال، ووفق أيّ آلية، ورغم أنّ العهد أهدر ثلاثة أعوام من عمره ولم تنطلق حكومته الأولى!؟ لم نفقد الأمل من إمكانية انبعاث طائر الفينيق من الرماد، وهو ما بشّر به الرئيس نبيه بري من انّ «الشغل ماشي»، ولما سُئل من بعض النواب في لقاء الأربعاء النيابي «فينا نتطمن يا دولة الرئيس» قال «لا تقول فول حتى يصير بالمكيول»، وهو قول يردّده الرئيس بري كلما كان «ينام» على خبر سعيد، وخاصة بعد سلسلة اتصالاته «الموفقة» مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورؤساء الكتل والأحزاب، والداخل والخارج وتبقى خشيته قائمة بحكم خبرته حتى يتحقق المطلوب ويستقرّ الفول داخل المكيول ودولته معه حق.
ولم نشأ أن نضيف الى آلام البلد المزيد بعد حادثة قبر شمون ومراميها الخبيثة والتي عطلت وتعطل الحكومة والبلد والقضاء، لإيماننا بقدرة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء و»حركة وبركة» مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي بات في نظر اللبنانيين صمام أمان وفال خير، ورجال مخلصون ليس بالضرورة أن يعرفهم الجميع، على لملمة الخوازيق وتعطيلها وخاصة العقوبات الأميركية على نواب في المجلس النيابي، وما تضمره هذه العقوبات من خبث قد يستهدف استقرار البلد واقتصاده وأمنه، وهو ما يُحتم تضافر الجميع لنزع فتائل مشاكلنا الداخلية والإقليمية، وإعادة تنظيم عمل المؤسسات واستعادة ثقتنا بأنفسنا قبل ان يثق بنا الغير ونحسّن سلوكنا في فترة الاحتواء الحالية ونرجو ان تستمرّ…
|