 عرفته جيداً في ستينات القرن الماضي، كما عرفت عقيلته وفاء غسان جديد، في وقت عرفت فيه الأحباء الرفقاء فداء جديد في الجامعة الأميركية، رجاء وغيث في المرحلة الثانوية.
كنت أتوجه الى البناية اللافتة(1) للرفيق الشاعر إيليا أبو شديد(2) في منطقة الجديدة، حيث كان الرفيق ميشال اختار شقة صغيرة الى جانب شقة اصغر للرفيق الفنان، والشاعر والاديب والمذيع والمتدفق شفافية وصدقاً وفنوناً متعددة، الصديق الراحل هنيبعل عطية.
اذ اني رغبت الى الرفيق ميشال ان يغطي حلقات إذاعية للرفقاء والمواطنين الطلبة في موضوع فلسطين والخطر الصهيوني فقد كان ملماً جدا بالموضوعين / الواحد، كان بارعاً، ومثابراً على تغطية الحلقات في تلك الأيام الصعبة في ستينات القرن الماضي.
وتابعت الرفيق ميشال عندما انتقل للعمل في القسم الاقتصادي في جريدة النهار برئاسة الرفيق رؤوف أبو زكي(3) الذي تولى الصفحات الاقتصادية بعد رحيل الرفيق أنطون غريب(4).
منذ سنوات التقيت الرفيق ميشال، فكان العناق والاسئلة ومراجعة الماضي الحلو، والاستعداد للقاءات أخرى. لم تحصل مع الأسف لظروف كل منا رغم الكثير من المشاعر الواحدة ومن مودة مستمرة.
كان الرفيق ميشال يتمتع بالصدق وبالكثير من مناقب النهضة. اذكره اليوم بحزن شديد واعيده الى ذاكرتي بكل ما كان يتمتع به من مزايا.
آمل ان يكتب عنه الرفيق الدكتور فداء جديد او أي صحافي عرفه في جريدة النهار فأنشر ذلك.
*
نعي نقابة محرري الصحافة
أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية البيان الآتي:
" غيّب الموت الصحافي والباحث الاقتصادي – الاجتماعي الزميل ميشال نعمان مرقص عن عمر ناهز الثلاثة وثمانين عاما. والراحل الحائز على إجازة في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية، وشهادة الجدارة في علم الاجتماع الاقتصادي والتنمية المدنية والريفية والديموغرافيا والسياسة وفي علم الاحصاء، انتسب إلى نقابة محرري الصحافة اللبنانية في العام 1964، ولم يلبث أن أنتقل إلى جدول نقابة الصحافة بعد تملكه لمطبوعة في العام 1973.
عمل مرقص، محررا للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في جريدة النهار البيروتية من العام 1973الى العام 1999، ومستشاراً لوزير الصناعة من العام 1999 الى العام 2002. كذلك عمل مسؤولا عن القسم الاقتصادي في الطبعة الدولية لـ"جريدة الحياة"، فالصفحة الاقتصادية لجريدة "الحوار". وكتب في العديد من المجلات والفصليات والدوريات المتخصصة في شؤون الاقتصاد، والصناعة والزراعة. له عشرات الكتب والدراسات والأبحاث التي تدل إلى عمق ثقافته الاقتصادية، والمامه بالقطاعات الانتاجية، واحاطته الواسعة بمشكلاتها وتحدياتها.
كان وفياً لقناعاته التي لا يخشى الجهر بها مهما كانت الكلفة، ولا تغيب عن سلوكه الحماسة وهي المولود الشرعي للاخلاص الذي اتسمت به علاقاته مع الذين صادقهم وزاملهم.
برحيله يبكي عارفوه من الزميلات والزملاء خلا وفيا، كان نسمة خير، ونفحة ود. وابكيه انا رفيقا وصديقا ربطت بيننا علائق مودة واحترام، ظلت قائمة على الرغم من ابتعاده عن أجواء المهنة في السنوات الاخيرة التي سبقت غيابه.
لكن ميشال مرقص يبقى مثال البنفسجة الحيية التي تحمل عطرها نسائم الصباح والمساء الينا، فنتذكره ونذكره، ونستمطر على روحه غيث المراحم، مرددين أن امثاله يبقى ذكرهم مخلدا".
هوامش:
(1) البناية: ما زلت اذكر شكل البناية لتميّزها بشكل شعار سيارات المرسيدس
(2) إيليا أبو شديد: للطلاع مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(3) رؤوف أبو زكي: عرفته جيدا في ستينات القرن الماضي. مارس الصحافة ثم انتقل الى القسم الاقتصادي في النهار بعد ان كان فارق الحياة الصحافي الاقتصادي المعروف أنطون غريب الذي اشتهر في الستينات معلقاً اقتصاديا يتابعه قراء النهار بشغف كبير كما يتابعون المقال السياسي للراحل الكبير ميشال أبو جودة.
(4) أنطون غريب: مراجعة ما كنت نشرت عنه على الموقع آنفاُ وهو غير الأمين أنطوان غريب الذي تولى مسؤوليات مركزية عديدة.
ملاحظة: وردني من الرفيق الصديق فايز كرم وهو كان على علاقة مميزة بكل من الرفيق الشهيد هنيبعل
عطية والرفيق الراحل ميشال مرقص ان الرفيق هنيبعل وقف اشبيناً للرفيق ميشال في عرسه. وهو
كان يزورهما باستمرار في بناية الشاعر إيليا أبو شديد.
| 
نسخة للطباعة