عرفت عائلة صعب الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ ثلاثينات القرن الماضي، وقد برز منها أمناء ورفقاء كان لهم شأنهم في النضال القومي الاجتماعي نذكر منهم على سبيل المثال معروف صعب، فؤاد صعب، نجيب طعان صعب، شهاب صعب، مفيدة صعب، والشاعرين رضا وسعيد صعب. الرفيق سعيد صعب الذي كان رحل جسدياً منذ سنوات، كان له حضوره يوم السبت 5 كانون أول في بلدة الشويفات حيث التقى رفقاؤه وعارفوه واهله في حفل اصداره ديوان "آلام الغربة" الذي عملت رفيقة حياته، الرفيقة مهى على جمع قصائده والاهتمام بطبعه. الحفل الذي دعا اليه "أصدقاء ورفقاء الشاعر الرفيق سعيد طعان صعب" بالاشتراك مع "دار فكر للابحاث والنشر" تكلم فيه كل من الامينين الجزيلي الاحترام فرحان حيدر وغالب نور الدين، وكانت قراءات من شعر الرفيق سعيد، للرفيق علاء صعب، أما كلمة العائلة فألقتها عقيلته الفاضلة الرفيقة مهى صعب التي زودتنا بالنبذة التالية عنه. ولد الرفيق سعيد طعان صعب في بيت قومي اجتماعي في 13 آذار العام 1913. والداه: طعان قاسم صعب ولطفة صعب، شقيقاه الأمين نجيب طعان صعب والرفيق الشاعر رضا صعب، وشقيقتاه دعد ونبيهة. كان يقيم في منزل والده الذي كان ملجأ للرفقاء في الايام التي كان العمل الحزبي سرياً ولما صار الحزب مطارداً من قبل الدولة، لم يكن الرفيق سعيد قد التحق في صفوف الحزب بعد، فكان يقوم بمهام صلة الوصل بين القوميين وعائلاتهم. كان يعمل في مطبعة لصف الأحرف للجرائد في بيروت وسافر الى فنزويلا عام 1950 عندما سنحت له الفرصة تحت وطأة ظروف حياتية قاسية. وصل الرفيق سعيد الى بلدة كابيماس في ولاية سوليا التي تبعد ساعة عن مراكيبو عاصمة الولاية حيث كان ينتقل عن طريق البحر في ما يعرف بـ أل "Ferry". كتب الشعر وهو في السادسة عشرة من عمره. أول قصيدة له حملت عنوان "هكذا اعبد ربي" عاد الى الوطن عام 1959 وتزوج من الرفيقة مهى فؤاد صعب في شهر تشرين الثاني ورزقا بخمسة أولاد هم: سمر ويسرى ووليد وفيصل وعمر الذي توفي وهو في الخامسة والعشرين من عمره. مركزه النهائي مع عائلته كان في بتشاكيرو حيث استقر فيها إلى آخر يوم من حياته. أقسم اليمين في فنزويلا ومارس نشاطاته الحزبية دون كلل ودون تردد من العام 1959 حتى يوم مماته. أعتقد أنه حمل مسؤولية مدير، لم يُضع هو أو شقيقه الرفيق رضا صعب أي مناسبة من المناسبات الحزبية إلا وساهما فيها عبر قصائدهما. كان يلقب بشاعر النهضة في فنزويلا. تميز بذاكرة قوية حيث لم يحتج مرة للاستعانة بورقة أثناء إلقاء قصائده، وكان لحضوره اثره الفعال في تلبية المواطنين للمناسبات الحزبية. توفي وهو في الواحدة والتسعين من عمره. * "آلام الغربة"، 226 صفحة من الحجم الوسط صادر عن دار فكر للابحاث والنشر، قدم له الأمين الجزيل الاحترام جبران عريجي. من قصائد الديوان: حـلـمٌ يـراودنـي بـأن بـلادنـا سـتـعـود لـلـخـيـرات لـلأنـعـام ويـعـود أهـلي لـلصـفاء وللـبقا ويـعـود حـلـو الـعـيـش لـلأيـتـام * الـى ســعـاده
قـلـبي يحـدّثـني بـأن زعـيـمنـا بـاقٍ بـرغـم الـمـوت والإعــدام يـهـدي يـعـلم كل من طلب الهـدى ويـقـول لـلـحـكـام يـا ظـلامي أنـا رغـم حـكـمكم أعيش وها أنـا فـي كـل فـجـرٍ مـشـرقٍ بـسّـام أول آذار 1988 *** إلـى الــشـهـداء إلى وجـدي الصـايـغ
خُـذْ مـن عـيوني ومن قلـبي ومن كبدي شـعراً يُـجـسـدُ إيـمـاني ومـعـتـقدي والشـعر إن لم تـكـن لـلـعـز وقـفته مـن عالم الشـعر يا وجـدي نفـضت يــدي يـا "صـائـغـاً" حـوّل الايمان (قـنبلةً) وفـجّـر المـوت فـي مـن فـجـروا بـلدي أعـطـيـت أمـتـك العـظمى وديـعتها أعـطـيـت أمّـك فـخـر الأم بــالـولـد ألـبسـت غـابـة "شـارون" قـلادتـها وغـابــة الأُسْـدِ تـبـقـى غـابـة الأسـد * روحـي تـرفّ عـلـى شـارون تحسدُها مـا أشـرف الجسـد المحـمـود "يـا جسـدي" كـم كـنـت أوثـرُ لـو أني قضيت غداً عـن كـل مـلـتـزمٍ بـالحـزب مـعـتـقد روحـي تـحـاول أن تـوفي بمـا وعدت لـكـنـما الـعـجز "يـاحزباه" في جـسـدي يا صـانع المجـد والأمـجـاد شـيمتـنا لك الـتـحيات مـن روحـي ومـن كـبـدي ذكـراك تـبـقى لـنـحيـيها ممارسـة وأنـت بـاقٍ بـرغـم الـمـوت لــلأبــدِ 18/04/1985 إلى ابتســام حـرب
بــلاد لا تُــذلُ ولا تــضـام لهـا فـي عـيـن خـالـقـها مـقامُ لهـا الـنصر الأكـيد وقد تسـامت الـى الـعـلـيـا وعـززها الحسـامُ إذا ابتسـمت لهـا الدنـيا ابتسـمنا فـإن الـعـز نـصـرٌ وإبـتـسـامُ بـلادي فـي ربـاهـا وفـي علاها ضـيـاءً لا يـغـيـب ولا يضـاهى تـعمـلقت الجـبـال إلـى الأعالي ورفـرف فـوق قـمتـها لـواهـا وقـالـت للسـمـاء وبـاعـتزاز وأسـمـعت الـنجوم ومـن وراهـا لـكـم فـي أفـق جنـتكم ضياءٌ ونهـضـتنا ضـيا الـدنـيا سـنـاها 12/07/1986 *** إلى الشـهيد ميشـال الـديـك
يـا أمـتـي صوت إيماني يـناديـكِ أيـن المـحـبةُ تبـنيـك وتُعلـيك أيـن الكرامات حد السـيف يحـفظها لا تطـلب الـعـزّ من قـوم صعاليك الـعـزّ أنشـودة الأبـطـال لـحَّـنهـا صـوت الـشـهيد عـلى قيـثارة الديك جنـاح بيـروت مـا أسـمو جنـاحـي ارتـقوا وابنـوا عـلى الفـرقد جناحي رد الـديـك لـعـيـونـك جـنـاحـي جـنـاح الـنـسـر يـسـطي عالغراب 1952 جناح بيروت: مكان إعدام الزعيم. الديك: الشهيد ميشال الديك.
|