إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بولتون يلاقي نتنياهو: لإسقاط النظام الإيراني قبل عام 2019؟

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2018-06-15

إقرأ ايضاً


ألقى الصقر الجمهوري جون بولتون خطاباً في باريس في تموز عام 2017، بحضور حشد غفير من الإيرانيين المعارضين للنظام الحالي في إيران على ما بدا تجمّعاً سنوياً يواظب بولتون على عدم التغيّب عنه منذ «أكثر من 10 سنوات»، باعتباره الحدث الأهم القادر على إرسال رسائل مباشرة لهؤلاء المعارضين بأن إمكانية العودة إلى بلادهم من بوابة أخرى غير الجمهورية الإسلامية الحالية ممكنٌ، وأن لا يفقدوا الأمل بالحليف الأميركي طالما أن فيه مَن يتمسّك بخيارهم. وعلى هذا الأساس كان له كلام مباشر يعود اليوم الى الواجهة نظراً لتقاطعه مع كلام إسرائيلي ملحوظ ومتقدّم تجاه إيران ومخاطبة الشعب الإيراني، إضافة الى الضغط غير المسبوق على طهران، وآخرها بالاستناد الى تصريح لأحد المسؤولين الإيرانيين. وهي عناصر تفصل لاحقاً، لكن الأهم ما جاء في كلمة بولتون في ذلك الخطاب الشهير والذي نشرته «منظمة جهاديي خلق» على وسائلها الإعلامية.

الأهم من ذلك الاشارة الى ان بولتون يشغل اليوم مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنه لم يكن كذلك لحظة خطابه الشهير وكأن هذا الخطاب هو لسان حال الإدارة الأميركية الحالية. وعلى أساسه يتم اختيار كبار موظفيها المروّجين لما تعتبره انسجاماً مع مشاريع تضمن أمنها الحيوي وأمن حليفتها «إسرائيل».

بعد التصفيق الحار الذي أفرده الحضور الإيراني المعارض ببولتون، أسهب الأخير في قاعة الاحتفال بالشرح عن ضرورة إسقاط النظام الإيراني الذي أسماه نظام «الملالي» ليكشف للحاضرين أن بإمكانه أن يجزم هذه المرة الأولى منذ ثماني سنوات يكون هناك رئيس للولايات المتحدة الأميركية معارض بالكامل لوجود النظام الإيراني، وهو الرئيس دونالد ترامب. وقال «إن سياسات وتصرفات النظام الإيراني لن تتغير، لهذا فإن الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو «تغيير هذا النظام. ولهذا السبب وقبل عام 2019 سنحتفل جميعاً في طهران». فعلا صوت التصفيق في القاعة.

عيّن بولتون بعد هذا الخطاب مستشاراً للأمن القومي الأميركي وبدأت مفاعيل القلق تتدحرج شرق أوسطياً لتترجَم ضغوطاً كبيرة على إيران. أولها «الانسحاب الأميركي من اتفاقية الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي». وثانيهاً رفع منسوب العقوبات على إيران وحليفها حزب الله إلى أعلى المستويات. وثالثها الترتيب مع حلفاء واشنطن في المنطقة كالرياض وتل أبيب سبل الضغط بالملف السوري، فصار اللعب على وتر تبديل الأولويات في سورية من إسقاط نظامها إلى طرد الإيرانيين منها أعلى الأولويات ورابعها تشويه سمعتها دولياً والاستناد إلى ما قالته وسائل إعلام سعودية إنه اعتراف إيراني بالتورط بعمليات 11 أيلول ليحضر قرار «جستا» الأميركي الذي وقع عليه الرئيس باراك أوباما، وأعلن نية بلاده محاسبة المتورطين وبينهم عشرات السعوديين.

وفي تفاصيل هذا الاتهام، كما أتى عبر الصحافة السعودية التالي «اعترفت إيران، على لسان محمد جواد لاريجاني رئيس لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية، بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر 2001، التي استهدفت مبنيي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وقال لاريجاني – في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي – إن بلاده سهّلت مرور عناصر القاعدة الذين نفّذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك لتثير تصريحاته اتهامًا جديدًا ضد إيران من الخارجية الأميركية التي أكدت أن تصريحات لاريجاني تمثل اعترافاً إيرانيّاً بالذنب في تسهيل الهجمات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك». وقال مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية لصحيفة «فري بيكن» إن تصريحات لاريجاني «تمثل اعترافًا لما أكدته الحكومات الأميركية المعاقبة حول مساعدة إيران لمهاجمي القاعدة من أجل مرورهم عبر الشرق الأوسط».

تضغط الرياض باتجاه المزيد من تطويق إيران إعلامياً وسياسياً وتحثّ الادارة الأميركية على ما يبدو على تجميع كل ما من شأنه تأليب الرأي العام الدولي عليها لدورها الكبير في تقدّم الحوثيين في اليمن والضغط على المصالح السعودية هناك، لكن هذا لا يبدو أنه يقتصر على الرأي العام الدولي، بل تعداه إلى ما بدا تأليباً للرأي العام الإيراني. ولا تبدو الرياض وحيدة في هذا فقد أثار تصريح نتنياهو منذ أيام هذا الملف بقوة، بعدما حاول التوجه المباشر الى الشعب الإيراني ومخاطبته حول أزمة المياه عبر شريط دعائي مسجّل على موقع يوتيوب توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بصورة شخصية إلى الشعب الإيراني، معلناً تدشين موقع إلكتروني باللغة الفارسية لمواجهة ما سمّاه «النقص الشديد في المياه الذي يهدّد حياة الملايين».

وقال «أنا مستعدّ، لأن آخذ على عاتقي مسؤولية شخصية لتسويق مبادرة إسرائيلية جديدة تحت عنوان «الحياة للشعب الإيراني» تهدف إلى مساعدة الإيرانيين في مجال المياه!

حاول نتنياهو شخصنة هذا الحديث الذي صوّره في مكتبه بالقدس الغربية لهذا. والذي بدأه وهو يسكب كوب الماء لنفسه من وعاء زجاجي، قال إنه من إنتاج مصانع تحلية مياه البحر.. حسب وصف الصحافة الدولية له ثم راح يتحدّث عن الأزمة الشديدة التي يواجهها الإيرانيون من جراء النقص بالمياه.

صار واضحاً أن التوجه الأميركي الإسرائيلي السعودي اللاحق هو تأليب الشعب الإيراني على نظامه لإسقاطه، لأنه لا يبدو حتى اللحظة أن إمكانية اللجوء الى هذا عبر حرب عسكرية قد نجحت. وقد ترجم ذلك الحذر العدوان الثلاثي على سورية الذي كان سريعاً جداً لدرجة الحرص على عدم استهداف أهداف قد تأخذ إلى اشتعال حرب إقليمية كبرى قد تتأثر فيها «إسرائيل»..

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024