إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

واشنطن رفضت اعتبار لبنان وحزب الله جهة واحدة ودرع الشمال ضرب لـ«اللوجستيات»

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2018-12-13

إقرأ ايضاً


يبدو أن أزمة الأنفاق التي فتحتها «إسرائيل» ليست أزمة عابرة أو واقعة ضمن فكرة وقوع نتنياهو تحت مخاطر وضغوط سياسية محلية واتهامات بالفساد وحسب، بل إن توقيت إطلاقها جاء مدروساً ومصحوباً بدعم أميركي كبير بدا وكأنه واقع ضمن مخطط مباشر يوضع لمواجهة العالم بحزب الله كمنظمة تزعزع استقرار «إسرائيل». وهذا من شأنه التأثير المزدوج في أي مفاوضات مقبلة خصوصاً في سورية وما يتعلق بالجنوب السوري وتواجد قوات لحزب الله على الحدود او حتى داخل سورية. الأمر الذي سيضع هذه الورقة على طاولة البحث.

ورقة حزب الله هي معرض أخذ وردّ بين الإسرائيليين والروس خلال السنتين الماضيتين، حيث طلب من الرئيس السوري التخلي عن حلفائه ومن روسيا أيضاً التي صرح وزير خارجيتها يوماً سيرغي لافروف بما يتعلق بطبيعة رؤية بلاده لحزب الله، فقال «إننا نعتبر أن حزب الله هو شريكنا في الحرب على الإرهاب». وهذا وحده اساس لرفع ورقة صعبة أمام تل ابيب صار لزاماً عليها أولاً كسر الصورة التي أحاطت بالحزب كمقاتل ضد الإرهاب، وثانياً حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي للحفاظ على صورة «إسرائيل» الواقعة تحت خطر وتهديد هذا الحزب الدائم.

أنفاق حزب الله التي تبحث عنها «إسرائيل» هي الطرح الثاني الذي سبقه قبل سنوات استهداف الحافلات والمخازن التي تحوي صواريخ من لبنان الى سورية. وهذه الحملة التي أخذت حيزاً أساسياً في القصف الذي شنته «إسرائيل» في غير مرة على الاراضي السورية استكمل كنوع من بث الإشاعات بوجود صواريخ في محيط مطار بيروت وما قدّمه نتنياهو من خرائط امام الامم المتحدة بغية هذا الحشد.

يكشف مرجع أمني كبير لـ «البناء» ان الأنفاق التي تبحث «إسرائيل» عنها موجودة. وهي ليست من محض خيالها، لكنها تدرك صعوبة هذه الطريق. فهي وعرة بكل تأكيد، خصوصاً أن كل المفاجآت مطروحة أمامها على الطاولة أثناء القيام بهذه المهمة ومن بينها انزلاق الأمور نحو معركة مع حزب الله الذي يلتزم الصمت ويؤكد المرجع الأمني أن هذه الأنفاق تم استخدامها في حرب 2006 وهي جزء لا يتجزأ من ضرورات الحرب وفيها ما يشبه العيادات الخاصة التي يحتاجها حزب الله في القتال وفيها ما يتعلق بالإمداد أثناء العمليات و«إسرائيل» تعرف أنها غير قادرة على شن حرب اليوم، لكنها تستبق في إجراءاتها الدفاعية عكس ما تبدو الصورة لأنها للمرة الاولى تستشعر خطراً عليها ضبطه من كل النواحي. وهذه العملية كانت قد بدأت في غزة ومسألة الأنفاق ليست جديدة في العقل الإسرائيلي، لكنه اليوم يشدد على ضرورة التخلص منها تحسباً لأي حرب مقبلة. هذا بغض النظر عما يحضره حزب الله من مفاجآت وعما اذا كانت هذه الأنفاق قد استعيض عنها بتدابير أخرى. ويختم المصدر «لا يجب الاستخفاف بهذا الملف المطروح وعلى الدولة اللبنانية الترقب الدائم».

«إسرائيل» التي تعمل لحشد مواقف دولية تؤيدها في ما تقوم به من إجراءات استحوذت على مواقف أساسية وفقدت أخرى ومن الدول الداعمة بشكل كبير لما تقوم به بدون شك الولايات المتحدة التي أضيفت إليها بريطانيا بلسان مندوبتها في الامم المتحدة التي قالت إن هناك «خشية من دور إيران السلبي في المنطقة وهو ما اضطر «إسرائيل» للبدء بحملة ضد من أسمتهم « ناشطي» «حزب الله» الذين يقومون بحفر نفق على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وهذا برهان على النشاط الإيراني الذي يزعزع الإستقرار»، مشيرة إلى أن «الأنفاق تهدّد أمن «إسرائيل» ولبنان وانتهاك السيادة الإسرائيلية يقلقنا جداً وهذا يأخذ بأنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار إلى مستوى آخر».

بريطانيا التي ربطت عمل حزب الله الحدودي بإيران كشفت عن تأييد واسع لتل أبيب، لكن هذا التأييد وقبله الأميركي لا يبدو انه كافٍ او مطمئن لـ«إسرائيل» التي لا ترغب بخوض المعركة ضد حزب الله. فهناك منطق داخل تل ابيب يؤكد امام نتنياهو على فكرة اساسية للمواجهة بأن الضغط على الدولة اللبنانية وحده قادر على تطويق حزب الله محلياً، لهذا يجب توجيه إنذار للحكومة اللبنانية التي تدعم الحزب بشكل او بآخر، فكيف بالحال وإن نتائج الانتخابات الجديدة أكدت تقدّم حزب الله وحلفائه ما يعني طغيان هذا الموقف على هوية الحكومة المنتظرة؟

الرد الأميركي أتى سريعاً جداً وشكل إرباكاً لدى المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية فقد كشفت صحيفة هارتس أن واشنطن رفضت اعتبار حزب الله ولبنان «جهة واحدة» وكشفت واشنطن أن العلاقة مع لبنان جيدة ولا تريد أن تفسدها والعلاقة مع الجيش اللبناني أيضاً».

الموقف الأميركي يكشف عنوة تباين بالنظرة مع «إسرائيل» حيال لبنان دولة وحكومة وحيال موقعه ودوره في المنطقة، لكنه يكشف ايضاً عن وجود مصلحة أميركية مباشرة مع لبنان ومع المؤسسة العسكرية تحديداً وأي فتح لمعركة من هذا النوع مع الدولة اللبنانية سيأخذها حتماً الى الاصطفاف ضمن أطر وقوى ستعرّض نفسها للدخول على خط الأزمة وقد فرضت حضورها في المنطقة مثل روسيا، الأمر الذي لا تريده واشنطن بكل تأكيد لا بل تخشاه، فلا داعي بالنسبة إليها لتقديم هدايا مجانية لموسكو فيرتمي لبنان وجيشه في أحضانها إذا تعرّض أمنه للخطر.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024