إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اليهود والجبهة الديمكراتية

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1942-11-16

إقرأ ايضاً


يزداد ظهور المسألة اليهودية في الجبهة الديمكراتية فلا يكاد يمر شهر حتى نسمع بمؤتمرات وحفلات واحتماعات في بريطانية وأميركانية واماكن أخرى تابعة لنفوذ الأمم المتحدة تلقى فيها تصريحات وخطب من رجال مسؤولين وغير مسؤولين لمصلحة المطامع اليهودية في سورية. وفيما يلي ننشر أهم ما ورد من الأخبار في هذا الصدد.



وعد بلفور في أوروغواي


كلمات وزير الخارجية الأوروغوائية في مجتمع اسرائيلي.


في برقية من مونتوابيدو في 1 نوفمبر انه بمناسبة عقد المجمع الأوروغوائي الأول لمنظمة "كيرين كايميت لاسرائيل" جرت اليوم في راديو سيتي حفلة تذكارية لتصريح بلفور حضرت وقائعها شخصيات يهودية ممتازة بينها الكاتب ناثان بسترتزكي والدكنور ولف نغستون ورئيسة المنظمة الصهيونية النسائية في الأرجنتين السيدة برتا غرشونوف والسادة فدروسفر تبرغ وابراهام شوارتز وموسى ارسوغ، وانهحضر أيضاً بدعوة خاصة وزير الخارجية الدكتور اليرتو قواني والقى خطاباً كان من جملة ما صرح به قوله: " ان الشعب اليهودي له ان يتكل، كما كما يتكل كل الذين هم مرهقون وكل المضطهدين والضعفاء، على تعضيد الحكومة الاوروغوائية، حينما وضعت امضائي منذ عشرين عاماً في ذيل الوثيقة التي ايدت تصريح بلفور في سان ريمو وذلك باسم حكومة اوروغواي – معاهدة كمعاهدات كثيرة غيرها ظلت لسؤ الحظ في حكم العدم – قد فعلت ذلك بكامل وجداني واخلاصي لأنني رأيت ان ذلك العمل كان عدالة لا شك فيها، وذلك الامضاء أعود الى وضعه اليوم وأعود الى وضعه غداً ودائماً حينما يلزم الأمر وأنا أقول هذا لأنني أرغب، حينما تنقضي المأساة الحالية التي يتشنج العالم منها ازاء قرصنة بربرية النازية الفاشية وتعود الحرية الى سيادتها في العالم، ان يتحرر الشعب اليهودي ايضاً، واذ ذاك تكون قد أذنت الساعة ليحقق السعب اليهودي المضطهد ظلماً كيانه في أرضه الذاتية المحررة".



ويندل ويلكي ومسألة اليهود


وجاء من نيويورك في 2 نوفمبر الحاضر ان السيد وندل ويلكي بعث برسالة الى الاجتماع الذي عقد في كارنغي هول بمناسبة التذكار السنوي الخامس والعشرين اتصريح بلفور يقول فيها: ان حقكم في وطن قومي قد ارتكز دائما علىحقوق تاريخية وانترنسيونية. وخطة المحق الذي جرى عليها هتلر حولته الى مسألة يحملها الضمير الانساني كما ان أبواب فلسطين يجب ان تفتح ليهود اوروبا الوسطى والشرقية الذين لا مأوى لهم، الذين يحيون بعد هذه الحرب. ومؤدى هذه الهجرة يجب ان يعين طبفاً لحاجات الشعب اليهودي، "ولئن كان لا يمكن التكهن بالتنظيم الحقيقي الذي سيعقب هذه الحرب الا أن قرار وطن قومي لليهود في فلسطين انجازاً لوعد بلفور يجب ان يكون له المجال الجدير به في عالم الغد الجديد".



كلام البرت توماس


وعن نيويورك بالتاريخ السابق ان السيد البرت توماس العضو في مجلس الشيوخ الاميركاني تكل أثناء الحفلة التي جرت في كارنغي هل لمناسبة اكتمال العام الخامس والعشرين على تصريح بلفور فقال: "نريد اقرار ان المتحد العبراني هو هدف من أهدافنا في السلم والحرب"؟


حرص الخطيب المذكور على الاعتراف بفلسطين كعضو من الأمم المتحدة وعلى اقرار وطن لليهود في فلسطين. وقال ان النازيين يحاولون ان يستأصلوا شأفة اليهود منذ سنة 1933 وانه للمرة الأولى يصبح الاستئصال الجسدي للشعب سياسة تجاهر بها بها وتعلنها أمة.


وجاء أيضاً أن وزير خارجية اسبانيا سابقاً الدكتور خوليو الفرس دل واليو الذي كان حاضراً الاجتماع تكلم فيه فقال: "ان النضال من أجل تنشئة فلسطين كزطن لليهود هو جزء من المعركة ضد المحور".


ليس لهذه التصريحات جواب غير جواب الزعيم على تصريحات المارشال سمطس، رئيس وزارة أفريقية الجنوبي المنشور بالاسبانية في عدد الزوبعة الصادر في 15 نوفمبر السنة الماضية، وخلاصة جواب الزعيم انه لا يوجد حقوق تاريخية ولا غيرها لليهود في سورية وان وعد بلفور هو وعد سياسي ليست له صفة حقوقية، كما سبق للزعيم أن أعلن في بلاغه الأزرق سنة 1936.


ان أغرب تصريح بين التصريحات الجديدة المثبتة آنفاً هو تصريح رئيس الحزب الأميركاني الجمهوري السيد وندل ويلكي، الذي لم يمض على زيارته سورية وقتكاف ليجعله ينسى ما شاهد هناك من نقمة الشعب على هضم حقوقه واغفال قضيته القومية. وقد أشار ويلكي الى خطورة الحالة في تقريره الذي أذاعه بالراديو ولخصناه في العدد الماضي.


أشار ويلكي الى عدم الرضى عن سياسة بريطانية واميركانية في سورية والشرق والى الانتقاد الصائب على "دستور الأطلس" الذي يحرم شعوباً كثيرة، بينها الشعب السوري، من حقوقها في الحرية والسيادة والتقدم. فهل ينسى السيد ويلكي هذه الدروس بهذه السرعة ويؤيد مطالب جماعة في أرض لا حق لها فيها غير ما تدعيه من وعد الله لها. وهو ادعاء باطل ومنقوص بأن الله قد أعطى تلك الأرض لشعب أقام فيها ومكنه الله منها ولم يمكن الله اليهود من أرض سورية بل بقيت في حوزة شعبها اذ قد كان باطلاً ما لاحظه ودرسه السيد ويلكي في سياحته الطويلة.


ان مطاليب اليهود وادعاءاتهم في ارض سورية قائمة على مبدأ السلب والنهب والظلم. وقد تمكن اليهود من خداع سياسيين كثيرين "بعدالة" مطاليبهم وقد آن ان تنكشف هذه اللعبة اليهودية ويفهم العالم ان سورية امة تاريخية قائمة منذ الأزمنة وان سورية وطن واحد وان كل اجحاف بحقوق الأمة السورية لا يسبب غير مشاكل مؤلمة ومتاعب لا يمكن ان تضعف ايمان السورية بانتصار حقوقها في الأخير.


كنا نود ان لا يغفل سياسيو الحلفاء، هذه المرة أيضاً، حقوق سورية وامكانياتها العظيمة التي هي في مصلحة التمدن. ان سورية لم تكن سبباً في اثارة هذه الحرب او الحرب السابقة. والنهضة السورية القومية الاجتماعية تبغي، من الوجهة الانترنسيونية، غير تأمين وحدة سورية وسيادتها والتفاهم مع جميع الدول التي لا تضمر لسورية العداء او الاعتداء كما صرح بذلك مراراً زعيمها. اما منع الاضطهاد في أوروبة عن اليهود فقضية مستقلة بذاتها ولا دخل لسورية بها ولا دخل لها في سورية.



جزء من مقال نشر في "الزوبعة" العدد 56 في 16 نوفمبر 1942


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2025