إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إلى غسّان تويني رسالة 10 ج2

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1946-11-01

إقرأ ايضاً


رسالتك الشخصية: يسرني كثيراً ان تكون مدركاً الوجهة الروحية من بحثي معك وموافقتك على تأجيل الاستمرار في التمازج الفكري واستكمال التأسيس الفكري والنفسي عموماً في العقيدة القومية الاجتماعية ومواضيعها.

ليس في شيء من حرصي على نقل وجهة نظري وتوجيهاتي الفكرية اليك شخصياُ، ما يمكن ان يكون له اي مساس "بكبريائك الفكرية". واني من جهة اخرى، لشديد الحرص على كرامة المعاونين وجميع الرفقاء وعلى كرامة فيمة الفكر والشخصية الانسانية في كل انسان. مع ذلك وبما أنك اخترت التحدث عن "كبريائك الفكرية" فاني كنت أفضل ان تستبدل بخا خصائص "شخصيتك" وان لا تقودك كبرياؤك المذكورة الى "التعلق بآرائك تعلقاً شديداً" يدفعك الى "الدفاع عنها بحماس"، كما ظهر لي في عرض مراسلاتنا في موضوع بعض وجهات نظر عميد الثقافة والفنون الجميلة. والذي رأيته في رسالتك الأخيرة أنك مع كل ايضاحاتي السابقة ومع تحديدي وحصري للموضوع، الذي انتقل من البحث الأول في سبب "التحفظات في القومية" الى البخث في خروج عمد الثقافة والفنون الجميلة في بيانه الأساسي على وحدة الادارة الحزبية ووحدة مسؤوليتها وانفراده بتحمل المسؤوليات المطلقة تجاه القيم العليا، الذي هو بحث دستوري، حقوقي، قانوني، اداري وليس بحثاً ثقافياً فكرياً، فأنا لا أبحث في آراء العميد ووجهات نظره في الثقافة، بل أبخث مسؤولياته من حيث هو عميد، التي شاء، في بيانه، اعطاءها صفة مطلقة غير مرتبطة بوحدة المسؤولية في وحدة الادارة الحزبية. فإذا راجعت رسائلي إليك وجدت أن البحث انحصر في هذه النقطة بغد ملاحظاتي الأولى على "التحفظات" أقول ذلك لا لأعود الى هذا الموضوع الآن، بل من أجل جلاء نقطة ضرورية لحصول التفاهم بتحديد الموضوع وتفاصيله.

عودة الزعيم: قد تم بيعي المحل التجاري، الذي استدرجني إليه المدعو جبران مسوح لغايات أثيمة في نفسه، في الخامس عشر من اكتوبر الماضي وأصبحت حراً من المسؤوليات التجارية المستمرة. ولكن بقيت علاقات محدودة كان يجب تصفيتها، أهمها أن الشاري لم يشأ حمل الديون التي لي على تجار فكان يجب علي قبض هذه الديون او ما أنكن منها. واني ساع بجد لاتمام هذا العمل ولا بد من التعرض لخسارة بعض هذه الديون فلا بأس. ثم هنالك أمور أخرى كبيع أثاث البيت وغير ذلك واني أقدر انتقالي نهائياً الى بوانس ايرس نحو أواخر هذا الشهر. وأعتقد ان معاملات التأشير على جواز السفر لا تطول. وبما أنه لم تبق لي علاقة ومسؤوليات تربطني من الوجهة المادية فإن سفري يمكن أن يحدث في أول فرصة. فإذا لم أجد مكاناً في باخرة كان لا بد من السقر بالطيارة، على الرغم من التوصيات بترك التعرض لاخطار الطيران، لأنه إذا كان وجودي في الوطن ضرورياً قبل المعركة الانتخابية المقبلة فيجب أن يكون ذلك قبلها بمدة كافية للاطلاع على الحالة الداخلية الحزبية والوطنية كما هي ولاتخاذ التدابير الضرورية واللازمة للحركة والمعركة.

بناء عليه أعتقد ان سفري يمكن أن يكون نحو أواخر ديسمبر او في شهر يناير القادم فانتظر، حال اكتمال جمع التبرعات ارسال المبلغ بالبريد الجوي مع اعلام المصرف المحول المال بواسطته ان يرسل العلم الى بوانس ايرس بالبريد الجوي أيضاً.

اني أشعر بفرح كبير لنفكاك أسري من التجارة ومن أوحال المجموعة السورية في هذا البلد ولقرب اتجاهي مسافراً الى الوطن – الى الأعوان وجميع الرفقاء، الى اكمال العمل في سبيل وحدة الأمة ونهضتها وترقية حياتها.

دروسك وعودتك: أهنئك بالنتائج الدراسية التي تستحقها مواهبك ومع اني أتمنى ان لا تطول مدة غيابك في أميركانية فـأوصيك بعدم استنزاف قواك طلباً للسرعة، وبعدم الالتجاء الى المخدرات كالكافيين وفيره في حالات اعتيادية وشديدة الصعوبة وأرجو أن يكون نجاحك النهائي كاملاً.

نشرت بعض الصحف خبراً غير مثبت أن والدك عين سفيراً للبنان في الأرجنتين فإذا صح ذلك وكان قدومه سريعاً فقد أجتمع به قبل السفر إذا كان وصوله قبل ذلك ولي به معرفة سابقة وقد يكون اتمام معاملات أوراقي على يده وأفضل أن يكون ذلك.

واقبل سلامي القومي

تمت

صدر عن مكتب الزعيم، في 1 نوفمبر 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024