إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فوضى مديرية تكمان الأولى جزء 4

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1947-01-20

إقرأ ايضاً


أرسل الزعيم ملاحظات عديدة على سياسة "سورية الجديدة" غير المنطبقة على سياسة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولكنها جميعها أهملت بتاتاً ولما رأى الزعيم أن لا صلاح للجريدة في وضعها ذاك وأن وراء الستار غايات وسياسات أخرى أرسل كتاباً إلى الرفيق جورج بندقي يكلفه تبليغ إبنيْ عمه العضوين فؤاد وتوفيق بندقي لأن الزعيم لا يقبل ولا بوجه أن تحمل الحركة السورية القومية الاجتماعية تبعة السياسة الشخصية التي يسيران بها "سورية الجديدة" بما لهما من سيطرة مادية ولعدم وجود مدير سياسي للجريدة من مفكري الحزب الراسخين في العقيدة والنظام وانه بحسب الاتفاقية الأساسية بينه وبينهما ملغاة وأن الجريدة وسياستها تصبح على مسؤوليتهما الشخصية الخصوصية.

قـَبـِل السيدان فؤاد وتوفيق بندقي ذلك والظاهر أنهما عدّا هذه النتيجة إنتصاراً لنظريتهما وسياستهما. فقد قامت فروع الحزب في المهاجر بدعاوة واسعة للجريدة وتعين في هذه الفروع مراسلون ومحصلو اشتراكات وتطوعت أقلام عدد من أدباء الحزب ومفكريه المغتربين لتدبيج مقالات كثيرة وأصبحت الجريدة تتمتع بمركز ممتاز في جميع المجاميع السورية عبر الحدود. فإذا أمكنهما الاحتفاظ بهذه النتائج المعنوية والمادية وبهذا الانتشار الواسع بالمشوقات الشخصية فيكونان قد ملكا قوة معنوية كبيرة ذات تأثير في جميع النزالات السورية في الأميركتين وأفريقية.

هل كان يجب أن ينتهي أمر "سورية الجديدة" عند هذا الحد؟

يمكن كثيرين من البسطاء أن يقتنعوا بوجوب ذلك. ولكن المسألة كانت تقتضي عدم انهاء المسألة عند ذاك الحد. فإن مصلحة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي هي مصلحة الأمة السورية كانت تقتضي بعدم تسخير المنظمة السورية القومية الاجتماعية لمصلحة أفراد وكان هنالك اتفاق منقوض وكانت واردات الجريدة تأتي من اجتهادات القوميين الاجتماعيين الذين خدموا الجريدة ظناً منهم أنها جريدة لحزبهم ومن الذين كلفوا تكليفاً رسمياً من قبل الزعيم بنشر الجريدة وقبض اشتراكاتها وكان الزعيم نفسه وعدد من المفكرين والأدباء السوريين القوميين الاجتماعيين يذيبون أدمغتهم مجاناً لتغذية الجريدة بالمبادئ والمقالات التي اكسبت الجريدة منزلتها. ولما كان السيدان الشريكان الماليان في الجريدة قد خرجا على الإتفاق الأساسي وخطة الجريدة وتوجيهات الزعيم صار يجب أن يتحملا وحدهما تبعة ذلك وتبعة الأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بالحركة السورية القومية الاجتماعية في الوطن وعبر الحدود من جراء شذوذ الجريدة الأخرق على الخطط السياسية السورية القومية وسيرها في تيار الدعاوة المحورية أو الألمانية خلافاً لتوجيهات الزعيم.

لم يكن الزعيم ليترك هذه المسألة الخطيرة عند ذاك الحد. فعزم على إيقاف المد المالي عن "سورية الجديدة" ومنع التعاون الأدبي معها. فأصدر مرسوماً بمصادرة أموال الإشتراكات المجبية للجريدة في جميع فروع الحزب عبر الحدود وبمنع تعاون المنشئين السوريين القوميين الاجتماعيين مع الجريدة وبلّغ مرسوم الزعيم إلى جميع المنفذيات العامة والمديريات المستقلة ومن جملة هذه المديريات مديرية تكمان.

نفذ قرار منع التعاون الأدبي تنفيذاً عاماً، فانقطع جميع الأدباء السوريين القوميين الاجتماعيين عن إرسال مقالات وأخبار إلى "سورية الجديدة" وفي المنفذيات العامة والمديريات المستقلة التي رسخ فيها النظام وتمكنت منها العقيدة كان تنفيذ وقف المدد المالي ومصادرة الجباية للجريدة بدقة. أما في المديريات الضعيفة النظام والمعنويات فقد ظهر فيها تردد وميل إلى عدم تنفيذ مرسوم الزعيم. والحمدلله أن هذه المديريات الضعيفة العقيدة والنظام كانت قليلة فلم يحل ترددها دون حصول النتيجة التي أراد الزعيم بلوغها.

بين المديريات القليلة التي أظهرت عدم نظاميتها بل في مقدمة هذه المديريات عبر الحدود كانت مديرية تكمان. وقد ترأس المعارضة فيها العضو المعيّن مديراً كامل عواد والعضو المعيّن في وظيفة إدارية ثنوية في هيئة المديرية نجيب ندره.

.... للبحث صلة،

"الزوبعة" – العدد 88- 20 1 1947.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024