إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيان

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1947-11-02

إقرأ ايضاً


أيها القوميون الاحتماعيون!

كنت قد قررت أن أكشف في هذا اليوم عن قوة حزبكم العظيمة وأن أظهر للعالم مبلغ استعداد هذه الحركة القومية الاجتماعية العظيمة لحمل مسؤولية قيادة الأمة السورية كلها نحو الانقاذ من الفوضى الداخلية ومن الارادات والمطامع الخارجية فتأهبتم للقدوم بجموعكم إلى بيروت لتثبتوا للملأ عزيمتكم وايمانكم وقوتكم الموحدة ولتعلنوا انكم يد واحدة في سبيل تحقيق أهداف حركتم الجبارة. ولكن الحكومة اللبنانية قررت، وبلغتنا في آخر ساعة قرارها بطريقة شفوية، الحؤول دون ظهور قوتكم وموقفكم الفاصل في مسألة جنوب سورية، متحملة، من أجل ذلك ومن أجل ذلك فقط، مسؤولية انعاش المطامع اليهودية باظهار شلل الشعب في لبنان وبشل الحركة السورية القومية الاجتماعية، التي تمثل القوة المعنوية السياسية الفاصلة في مصير الأمة السورية ومصير وطنها.

لم نكن في حرب معلنة مع الحكومة اللبنانية ولم نكن نقصد غير التعبير عن ارادة الأمة السورية كلها في مصير ارضها الجنوبية، فلسطين، فجاءنا تبليغ الحكومة مفاجئاً. ويجب أن نعترف بأننا لم نكن نتوقع مثل هذه المفاجأة المنكرة لأنه لم يخطر في بالنا أن الأمر يبلغ بخصوصيات الحكم هذا الحد البعيد – حد تأدية هذه الخدمة الجلى لليهود ومطامعهم، من الاحتفاظ بسياسة الخصوصيات.

تجاه هذه الحالة ولكي لا يؤخذ القوميون الاجتماعيون على حين غرة ويتعرضوا لما لم يتحسبوا له، قررت الغاء التظاهرة الكبرى في بيروت في سبيل فلسطين. ومع ان الساعة كانت متأخرة ليل السبت في 1 نوفمبر فقد استطاع نظام المواصلات الحزبي إبلاغ معظم الجهات قرار الالغاء. إلا ان قوات بعض الأماكن البعيدة كحلب ودمشق وحمص وسواها، كانت قد تحركت فبعضها بلغ بيروت عند الفجر وبعضها أوقف في بعض المدن المتوسطة من قبل المسؤولين القوميين الاجتماعيين وبلغ الالغاء.وهكذا تمكنا من الحيلولة دون وقوع حوادث دامية كان الأرجح أن تحصل لو لم يقرر الحزب ايقاف تنفيذ الحشد القومي الاجتماعي في بيروت.

ان الحكومة اللبنانية تتحمل وحدها، أمام التاريخ، مسؤولية هذا التخاذل القومي تجاه نشاط اليهود في الجنوب.

ادعى ممثلو الحكومة، في المخابرات التي جرت في آخر ساعة بين ممثلي الحزب القومي الاجتماعي وبينهم، وأعلنت بعض الصحف اللبنانية، ان الحكومة اتخذت موقفها هذا مراعاة لرغبة "اللجنة العربية العليا" في فلسطين في الاقتصار على التبرعات للمتطوعين لقتال اليهود في صفوفها وترك التظاهرات الشعبية.

ان هذه الحجة باطلة ولا تصح مستنداً. "فاللجنة العربية العليا" ليست سوى فئة واحدة من الفئات السورية العاملة كلها على دفع الخطر اليهودي عن فلسطين وليست مرجعاً للهيئات والدول السورية. وكل قرار أو رغبة من قراراتها ورغباتها يجب أن يكون بعد التشاور مع الهيئات الأخرى وأخذ موافقتها ليصبح صفة التعبير عن المجهود العام في سورية الطبيعية كلها. وبعض الهيئات والمنظمات الأخرى، كالحزب القومي الاجتماعي، لها رأي وموقف مستقل في كيفية معالجة المسألة الفلسطينيةويجب أن لا تحرم من حق فعل ما في مقدورها للاحتفاظ بسوريّة فلسطين والدفاع عن حقوقنا القومية فيها.

وان الموقف الذي وقفته الحكومة اللبنانية من قضية هي أهم قضايا سورة ونهضتها لا يورث غير زيادة الاحقاد في الشعب التي تعرقل وحدته ونهضته في أشد الحاجة الى الوحدة والنهضة القوميتين الاجتماعيتين.

2 نوفمبر 1947


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024