إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حَديث مع صحيفة << الأيام >>

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1936-05-20

إقرأ ايضاً


س – أستهل مهمتي بسؤالكم عن كيفية شعوركم ساعة دخولكم السجن، وفي المحاكمة وبعد الإفراج عنكم ؟


ج – دخلت السجن شاعراً بأن الحزب السوري القومي يدخل في طور اختبار يبرهن عن حيويته وعن صلاحه لحمل مبادئه إلى قمة الفلاح. دخلت المحكمة وأنا أشعر أن نضالاً عنيفاً بين الحقوق القومية والمصالح السياسية سيحتدم ضمنها، وشعرت بعد خروجي من السجن بأن النهضة السورية الجديدة قد أعطت البرهان القاطع على مؤهلاتها للانتصار.


س – ما رأيكم في المشاكل الاجتماعية والسياسية في سورية الطبيعية على اختلاف مناطقها واختلاف نظامات الحكم فيها، وما صفت الارتباط بين الاثنين، وما الدواء الشافي لمعالجتها؟


ج – الحقيقة أن مشاكل سورية السياسية هي نتيجة طبيعية لحالة انعدام النهضة القومية المعتمدة على نفسها والشاعرة بمصالحها الحقيقية وأغراضها الصحيحة، إنها نتيجة زمن كانت الإرادة السورية فيه متروكة جانباً إذ كانت في حالة كمون، أما نوع المشاكل فليس من الصعب معالجته في نهضة حية كالنهضة التي نقوم بها، لأن في الأمة السورية مكامن خفية لقوات عظيمة جداً هي الآن تخرج من مكامنها على طرق وأساليب تكفل لها تحقيق فاعليتها القوية. إن المشاكل السياسية لسورية الطبيعية قد أصبح حلها بواسطة النهضة السورية التي يقوم بها الحزب السوري القومي مسألة وقت فقط.


أما المشاكل الاجتماعية فاهمها وحدة الحقوق والواجبات وهي مشاكل ننظر إليها بعين التقدير في المبادئ الأساسية الإصلاحية للحزب السوري القومي والعلاقة بين السياسية والاجتماع ضعيفة جداً وإن من الأخطاء الفادحة في جميع الحركات التي جرت في حيلتنا الماضية هي أخطاء إهمال الاجتماع في الأعمال السياسية، أما النهضة السورية القومية الجديدة فتعلن أن السياسة فن غرضه خدمة المجتمع فأساسه دائماً اجتماعي قومي.


س – ما هو نصيب سورية من مشاكل العالم العربي وما هو موقفها العملي من هذه المشاكل؟


ج – إن مشاكل العالم العربي من وجهة النظر المستقلة لا يمكن أخذها مجموعة إلا من نقطة واحدة في مواجهة الأمر الاستعماري الواقع وفي ما سوى هذه النقطة فلكل مجتمع في العالم العربي مشاكله القومية الخاصة التي يعالجها على ما اكتسب من اختبارات خاصة به ضمن حدوده، وسورية تقوم الآن بواسطة الحزب السوري القومي بمعالجة شؤونها ومشاكلها القومية الخاصة، وهي في نفس الوقت تعد نفسها للاشتراك في نقطة المصلحة المشتركة بينها وبين شقيقاتها البلدان العربية، وكلما قويت معنويات الأمة السورية كلما ازداد فعلها في حل مشكلة سياسية أو حربية مشتركة.


س – في الأصوات العامة أصوات تنادي بالعروبة بصورة عملية، فما رأيكم بالقضية العربية. وهل من المستطاع مستقبلاً إنشاء دولة عربية موحدة أو دول عربية متحدة، في الشؤون الكبرى لصد الغارات الأجنبية؟؟


ج – هذا السؤال قد أجبت عليه في الجواب الثالث المتقدم، وبعضه يتناول إمكانية إنشاء دولة عربية أو حلف عربي، أعتقد أن الحلف العربي هو الأمر المعقول والوضع الممكن بحثه عملياً ومسألته هي أيضاً مسألة وقت وظروف منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي وهو في كل حال أمر محبذ.




إثر خروج الزعيم من السجن الأول، سارعت الصحف إلى سؤاله عن رأي الحزب في المشاكل السياسية والاجتماعية في الوطن. والحديث الصحفي أعلاه نشر في جريدة "الأيام" الدمشقية الصادرة في 20 أيار 1936.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024