إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

شق الطريق لتحيا سورية جزء 5

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1937-07-12

إقرأ ايضاً


النهضة القومية وصعوبات الحال الراهنة

إن صعوبات الحال الراهنة هي الحصن الذي تتركز فيه النهضة القومية، لأن تقدمها يعني القضاء على الرجعية العاملة على استثمار الأمة وتركها في تفسخها.

توجه النهضة الرجعية إلى النهضة القومية أسئلة تعجز هي لعقمها عن إيجاد جواب إيجابي لها، ظانة أن العقم وفقد الإيمان القومي صفتان ملازمتان لكل نهضة وأن كانت صحيحة. ومن هذه الأسئلة النموذج الآتي:

هل تقدر سورية على صغرها وقلة عدد سكانها وفقرها، أن تستقل وتؤمن استقلالها وتحمي حدودها؟

وبديهي أن لا تتمكن الرجعية من إيجاد الحل الإيجابي لهذه المسألة لأن الرجعة جاهلة موارد الأمة السورية وقوتها المخزونة وجاهلة مبادئ القوة السياسية والنظام السياسي الاقتصادي العام في العالم.

أما النهضة القومية فقد وجدت الحل الايجابي لهذا السؤال وغيره. فإن في سورية موارد للثروة عظيمة جداً كالبحر الميت، الذي يقدر بملايين ضخمة العدد.

وإذا علمنا أن ثروة سورية الزراعية وحدها يمكن أن تتضاعف ثلاث وأربع مرات مضاعفة إدراكنا أن سورية ليست باقية في فقرها إلا بسبب الشعوذة الوطنية التي قامت بها الحركة الرجعية فصرفت حيوية الأمة في غير مصلحتها. وأما من حيث عدد السكان فسورية الجغرافية تسع لا أقل من إثني عشر مليوناً يمكن بلوغها في نحو عقدين أو ثلاثة عقود من إدارة سورية قومية، أضف إلى ذلك ما يمكن النهضة السورية القومية أن تكسبه من القوة السياسية باشتراكها في النظام السياسي – الاقتصادي العام.

ولا تكتفي النهضة القومية بهذه الممكنات العملية، فإن القوة النفسية التي أطلقتها في الأمة السورية قد رفعتها من درجة الانهماك في الحاجات الاقتصادية الأولية وإدراك أولي للحاجة الاقتصادية إلى مرتبة فهم الحاجة السياسية وإدراك القوة السياسية التي ستمكنها من بلوغ السيادة وتأسيس الدولة الاجتماعية.

إن الحزب السوري القومي قد رفع الأمة السورية من حال مجتمع يشعر بالضيق الاقتصادي والفقر والنكبات إلى حال مجتمع يتمكن من تعيين مصالحه بالنسبة إلى المصالح الأجنبية ويأخذ الأهبة للثبات في مجال تنازع الحياة والتفوق. وإن الطريق، التي شقتها النهضة القومية لإبلاغ سورية القوة السياسية والاقتصادية، ستصير مركز سورية الجغرافي، الذي كان فيما مضى سبباً في ضعفها وفقدان سيادتها، سبباً في قوة سورية السياسية، إن لمركز سورية الجغرافي أهمية انترنسيونية ستصيره موضع قوة لنهضة سورية القومية.

إن الطريق قد شقت والأمة تسير نحو مثالها الأعلى وإنها لبالغته.

تمت

نشر هذا المقال في مجلة "الجمهور" تاريخ 12 تموز 1937.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024