إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

صبرا وشاتيلا 26 سنة بعد المجزرة

نضال حمد

نسخة للطباعة 2008-09-19

إقرأ ايضاً


لازال الوفاء لذكرى صبرا و شاتيلا وشهداء المجزرة من الضحايا الأبرياء موجوداً لدى مجموعة من الأصدقاء الدوليين، وفي المقدمة منهم الأصدقاء الايطاليين، هؤلاء الذين حرصوا دوماً على المشاركة في مكان حدوث الجريمة الرهيبة للتذكير بالضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، وبأهالي المفقودين من ابناء المخيمين الذين مازالوا ينتظرون ويريدون معرفة مصير ابناءهم المفقودين منذ المجزرة. كذلك للتذكير بالمجرمين الذين قادوا عمليات القتل الجماعي في المخيمين. خاصة أن هناك الكثيرين منهم مازالوا طلقاء وأحراراً . ومنهم أيضاً من يتمتع بوضع حزبي وبرلماني وسياسي. هؤلاء نراهم في الفضائيات يلقون المواعظ والدروس على الشعب اللبناني والأمة العربية، ولا يخفون عداءهم للفلسطينيين ووجودهم في بلاد الأرز. كما أنهم بمناسبة وكذلك بدون مناسبة يتحدثون محرضين على الوجود الفلسطيني في لبنان، وعلى سلاح الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية. وكأن معركة بيروت الأخيرة بين اللبنانيين أنفسهم لم تظهر أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي كانت ومازالت مخزنة في بيوت اللبنانيين. يريدون نزع السلاح ويرفضون بالمقابل مجرد التفكير بفتح ملف المذبحة.أو اعطاء ضمانات لأمن وحياة سكان المخيمات.أهل المخيمات الفلسطينية في لبنان لا يريدون أن يلدغوا من نفس الجحر مرة عاشرة... ويكررون دائماً ومنذ وصلوا الى لبنان سنة 1948 جراء نكبتهم، وتشريدهم من فلسطين: لماذا ترفض الدولة ومعها البرلمان اللبناني الذي من المفترض أنه يمثل الشعب اللبناني الشقيق اعطاءهم ابسط الحقوق الانسانية، المدنية والقانونية؟ فأوضاعهم في لبنان مأساوية بعلم الدولة وبسبب سياساتها التي لا يوجد مثلها في العالم الحديث.

في لبنان يفعلون ذلك بالرغم من عدم وجود رغبة عند الفلسطينيين للتوطين أو البقاء في لبنان. فحجم الاذلال والاجرام بحقهم كبير وقديم وجديد ويتجدد كل يوم. من مذابح مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا وضبية سنة 1976-1977 مروراً بمذبحة صبرا وشاتيلا 1982 وحرب المخيمات 1984-1987.الى السحل والقتل على الهوية في فترة الحرب الاهلية. وحتى بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت سنة 1982 وبعد مجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت في أيلول سبتمر 1982، اي قبل 26 عاماً وكنت شخصياً أحد ضحايها. وكانوا السبب المباشر في هجرة آلاف الفلسطينيين الى اوروبا والأمريكيتين. فهل من الخطأ أن يحصل الفلسطيني على حقوقه في لبنان مثلما هو الحال في الدول العربية الأخرى؟ وهل توطين بعضهم لاسباب مذهبية وطائفية وسياسية مسموح بالرغم من كل ما يقال عن التوطين في لبنان...

يصاب الانسان بالغضب حين يرى قائد ما يعرف بالقوات اللبنانية سمير جعجع وهو يتحدث للفضائيات والمحطات المحلية اللبنانية والعربية. فهذا الشخص هو الذي قاد الفاشيين المحليين برفقة الصهاينة ومجرمهم الشهير شارون لينفذوا معاً وبتنسيق متفق عليه مسبقاً، المذبحة بلا شفقة وبدون رحمة وبكل قساوة ووحشية ودموية وحقد وارهاب واجرام. هذا المجرم قائد في البلد وحر لا يستطيع أي حاجز للجيش اللبناني أن يوقفه. بينما نفس الجيش ينشر حواجزه على مداخل المخيمات الفلسطينية. وحواجزه على مداخل مخيم عين الحلوة توضح وتبين الوجه الحقيقي للتعامل الرسمي مع المخيمات. فبحجة الوضع الأمني والمشاكل والسلاح يحاصرون اللاجئين يضيقون عليهم ليل نهار. ويمنعونهم من ادخال المواد اللازمة للبناء والترميم وغير ذلك. أما جدارهم العازل الذي يشبه جدار العزل الصهيوني في فلسطين المحتلة، والملتف حول مخيم عين الحلوة، يعتبر وصمة عار على جبين كل لبناني، سواء كان من أتباع الغرب والصهاينة أو من اتباع الشرق والعروبة والمقاومة. كما هي وصمة عار حرية سمير جعجع قائد مجزرة صبرا وشاتيلا. وكما هي وصمات العار موجودة في الجانب المذكور فنحن نجدها أيضاً هذه الايام داخل مخيم عين الحلوة نفسه حيث يوفر المتقاتلون للجيش ذرائع جديدة لتعزيز سياسته الاذلالية على الحواجز، وتضييق الخناق. إذ ما معنى أن يبقى أكبر مخيم في لبنان رهينة للصراعات المسلحة والقتل والاغتيالات بين بعض المجموعات الخارجية والداخلية. هؤلاء خارجون حتى عن قانون ارحموا انفسكم وارحموا اهاليكم واطفالكم. واحترموا شهر رضمان وصيامكم. فبدلاً من أن يذهب الفلسطينيون مع اصدقاء وأنصار قضيتهم الذين جاءوا من كل الدنيا لاحياء ذكرى ضحاياهم في صبرا وشاتيلا نجدهم يقتتلون ويشتبكون في عين الحلوة. وكذلك في قطاع غزة حيث من أجل اعتقال شخص واحد مطلوب للعدالة تحصل اشتباكات تستعمل فيها الصواريخ والرشاشات ويقتل 12 فلسطينيا ويجرح حوالي المائة. هؤلاء الذين لا يحسبون الحساب لارواح الناس من عامة الشعب، كيف نطلب منهم احياء ذكرى صبرا وشاتيلا والمطالبة بمحاكمة المجرمين المسؤولين عنها؟ وكيف نترجم لاصدقائنا الطليان والنرويجيين والسويديين وغيرهم اسباب القتل المتبادل في عين الحلوة وقطاع غزة.. إن أرواح شهداء صبرا وشاتيلا وكل فلسطين تدين افعالهم وتطالبهم بالعودة الى لغة الحوار واستخدام اللسان و العقل لا السلاح والقتل.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024