إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

جورج غالاوي .. ممنوع دخول مصر !

نضال حمد

نسخة للطباعة 2010-01-08

إقرأ ايضاً


في تعقيبه على دعوة النائب البريطاني الأسبق جورج غالاوي للسلطات المصرية بالسماح لقافلة شريان الحياة بالابحار الى ميناء نويبع من ميناء العقبة صرح الاسبوع الماضي الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي وهو بالمناسبة ممثل بارع يصلح لأن يعمل في المسرح حيث يحلل الكذب والتلفيق للتسلية ، بأنه " لن تفرض أي قافلة موقفها على مصر". ومن قال أن غالاوي ومن معه يريدون فرضها على مصر ، فهذا واجب مصر اتجاه الاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، ويجب ان لا تمن مصر على الفلسطينيين بذلك. وأليست مصر الشقيقة الكبرى ؟ وراعية الحوار الوطني الفلسطينين ومباحثات اطلاق سراح الاسرى ؟؟ والدولة التي شجعت وساعدت القيادة الفلسطينية المتنفذة على السير في عملية سلام الشجعان ، التي دمرت القضية الفلسطينية.. مصر منذ ما قبل اتفاقية اوسلو وهي تمارس دور العراب الاقليمي مع قيادة المنظمة والسلطة .. أما فيما يخص شريان الحياة فالأمر ببساطة يتعلق بمساعدات انسانية يجب ان تصل الى غزة.

تصريحات زكي جاءت بعدما أجبرت مصر قافلة شريان الحياة 3 على العودة من ميناء العقبة في الارن الى ميناء اللاذقية في سورية والتوجه من هناك الى ميناء العريش المصري ومنه الى معبر رفح. كل تلك العوائق التعجيزية والباهضة التكاليف وضعتها مصر من أجل عدم تسهيل قدوم القافلة لكن القافلة بقيادة المناضل الأممي ، الانسان المسالم جورج غالاوي تحملت كل ذلك ووصلت في الختام الى العريش، لكنها تفاجأت بمعاملة الأمن المصري ومحاولات تعطيله لخط سيرها ووصولها الى غزة. وتكلل ذلك بالاعتداء على أعضاء القافلة من قبل الأمن المصري. مما أدى لحدوث مواجهات سقط فيها جرحى في القاهرة والعريش وامتدت لتصل الى جانبي الحدود على معبر رفح ، حيث أطلق الأمن المصري النار على المتظاهرين الفلسطينيين هناك فجرح نحو 35 منهم ، فيهم حالتان موت سريري و 6 حالات خطرة. وكذلك تم قتل الجندي المصري أحمد شعبان برصاص الجنود المصريين الذين اطلقوا النار فأصابوه برصاصتين في الظهر،هذا بحسب ما أفاد به الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة المصرية بمحافظة شمال سيناء. حاول النظام المصري اتهام الفلسطينيين بقتل الجندي وطالبهم باعتذار لائق وبتقديم القناص المزعوم للمحاكمة في مصر.

لم تتوقف الاستفزازات المصرية عند هذا الحد فقد قالت مصادر امنية مصرية "ان السلطات المصرية ستتخذ قرارا بمنع دخول النائب البريطاني جالاوي الى مصر مرة اخرى وستضع مصر جميع منظمي قافلة شريان الحياة على اللائحة السوداء بعد رحيلهم من مصر". وكذلك قررت النيابة العامة المصرية اعتقال 7 من أعضاء القافلة بعد عودتهم من غزة بتهمة تخريب ممتلكات والاعتداء على مركبات ومقرات وضباط وأفراد الشرطة المصرية في العريش.

وقاحة النظام المصري المرتد عن عروبته منذ توقيعه اتفاقية كمب ديفيد بلغت أقصى مدى يمكن أن تبلغه. فجورج غالاوي المناضل الأممي الانسان ، الذي يتبنى موقفا عربيا أكثر عروبة من موقف النظام كله في مصر .. والذي يتضامن من كل قلبه ويعمل بكل جهده من أجل دعم نضال الشعبين الفلسطيني والعراقي ضد الاحتلال الغربي الصهيوني ، يمنع من دخول بلاد عربية يفترض انها قلعة العروبة والعرب ... مواقف هذا النائب البريطاني السابق مشرفة جداً ومن الظلم مقارنتها بمواقف أركان النظام المصري العجوز ، الذي أصبح في هذه الايام مثل شاهد ماشافش حاجة .. وحين يصل غالاوي الى أرض الكنانة فهو بالطبع يشرف مصر العروبة لأنه عربي الانتماء والهوى ، بينما لصوص مصر الذي حولوها الى ارث لعائلة الفرعون هم الذين يجب على مصر ان تستعيب منهم وأن لا تتشرف بهم.

غالاوي يعرف أن حصار النظام المصري أشد خطراً على غزة من حصار الاحتلال الصهيوني ، لأن الذي يحاصر غزة من الجهة العربية للحدود هو النظام المصري ، والذي يقيم التحصينات والسدود والجدار الفولاذي والموانع على طول الحدود هم المصريون .. كأنهم يريدون الانتقام من صمود هذا الشعب العظيم ، الذي بصبره وقوة ارادته وبدماء الشهداء والجرحى وأنين المرضى وصرخات الأمهات اللواتي يلدن اطفالهن في العراء ،عروا تلك الأنظمة المأجورة وبالذات نظام الجدار الفولاذي في مصر.الذي بدوره يريد الضغط على حماس والفصائل الفلسطينية كي يوافقوه رؤاه للمصالحة الوطنية ولصفقة تبادل شاليط. ويريد أن يقول للجميع بمن فيهم النشطاء والمتضامنين الأجانب أن الأمن المصري بانتظارهم وأن الجدار الفولاذي بانتظار منتظريهم على الجهة الأخرى.

يجب الاعتراف بأن اعضاء قافلة شريان الحياة ليسوا بحاجة لشهادة حسن سلوك مصرية ولا لاثبات براءة من أجهزة امن قمعية لا تفرق بين طفلة وامرأة ومسن وعجوز .. وهم على استعداد للمواجهة والتضحية في سبيل دعم شعب غزة الصامد الصابر. فهم لن يخشوا محاكم التفتيش الفرعونية التي تنتظرهم على معبر رفح وفي مطار القاهرة ومرفأ العريش. لأنهم اصحاب مواقف مشرفة ووقفات عز لم ولا يعرفها ذاك النظام الذي باع عروبته واشقائه وتاريخه ليضع نفسه خادماً مطيعاً للمشاريع المعادية للعرب وحاضرهم ومستقبلهم. يجب على النظام المصري أن يعرف بأن هؤلاء النشطاء وعلى رأسهم جورج غالاوي لن يكونوا وحدهم في المعركة ضد الجدارين الصهيوني الاستعلائي والعنصري في الضفة والفولاذي العدواني بين مصر وغزة. وعليه أن يعي أمراً هاماً وهو أنه إذا بقي يتعامل مع المتضامنين بهذه الطريقة الاستعلائية ، وإذا لم يوقف مشاركته في العدوان على غزة عبر تضييق الحصار على شعبها ، فإن المواجهات القادمة في كل العالم لا بد ستكون معه مثلما هي لغاية الآن مع حلفائه الصهاينة والأمريكان


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024