ذكرت الانباء القادمة من العاصمة النمساوية فيينا ان العشرة الذين أقروا بالتجسس لصالح روسيا في الولايات المتحدة، قد وصلوا اليها، في إطار صفقة تبادل للجواسيس بين موسكو وواشنطن.
وكانت الطائرة التي تقلهم قد غادرت مطار لاجوارديا في نيويورك، حيث من المنتظر ان يرحلون لاحقا الى موسكو، بعد أن اعترفوا أمام محكمة في منهاتن بضلوعهم بمؤامرة للتجسس على الولايات المتحدة.
وكانت المحكمة كانت قد أصدرت أحكاما على الموقوفين بالمدة التي قضوها رهن الاعتقال منذ إلقاء القبض عليهم الأسبوع الماضي، ومن ثم صدر أمر بترحيلهم عن البلاد، وذلك في إطار أكبر صفقة لتبادل الجواسيس بين البلدين منذ الحرب الباردة.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أنها قررت ترحيل الأشخاص المذكورين بعد إقرارهم بالذنب، مضيفة أن الحكومة الروسية وافقت أيضا على إطلاق سراح أربعة أشخاص متهمين بالتجسس لصالح الغرب.
وأقرَّ كل من المتهمين العشرة بالتآمر كعملاء غير مسجَّلين للعمل لصالح دولة أجنبية.
وقد تحدث البعض منهم أحيانا بلهجة روسية رصينة، وفي أحيان أخرى بلغة إنجليزية ضعيفة، وذلك على الرغم من أنهم أمضوا سنوات طويلة في الولايات المتحدة متظاهرين بأنهم مواطنون أمريكيون وكنديون عاديون.
وصف الجرائم
هذا ولم يفصح المتهمون عن كثير من المعلومات المتعلقة بطبيعة المهام التجسسية التي قاموا بها بالفعل لصالح روسيا.
وعندما طلبت منهم المحكمة وصف جرائمهم، اعترف كل من المتهمين بالعمل بشكل سري لصالح روسيا، وأحيانا تحت هوية مفترضة.
وأقر المتهم ريتشارد مورفي أنه عاش في الولايات المتحدة تحت هذا الاسم المفترض منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي إلى الوقت الراهن، حيث كان يتلقى توجيهاته طوال تلك الفترة من روسيا.
وحول ما إذا كان يدرك أن تصرفاته تلك كانت مشروعة أم لا، خاطب مورفي القاضي قائلا: "بلى سعادتكم، كنت أعلم أنها لم تكن أعمالا مشروعة."
عفو روسي
وقد أصدر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عفوا عن المواطنين الروس الأربعة الذيت تضمنتهم الصفقة بينهم الخبير في المجال النووي إيجور سوتياجين.
ضمت القائمة أيضا عقيد الاستخبارات العسكرية الروسية السابق سيرجي سكريبال، وعميل الاستخبارات الخارجية الروسية ألكسندر زابوروزيسكي، والمحامي الكسندر سيباتشيف، وكلهم حكم عليهم في روسيا بتهمة التجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الغربية.
وقال مصدر رفيع المستوى في الكرملين ان هذه العملية تحققت بفضل "مستوى الثقة الكبير" بين رئيسي البلدين، وأوضح أن هذا الأمر تحقق بفضل الروح الجديدة للعلاقات الروسية الأمريكية.
أضاف أن الرئيس ميدفيديف اخذ بالاعتبار ايضا ان المتهمين قضوا احكاما قاسيا، وأشار إلى سوتياجين أمضى 11 عاما في السجن وزابوروزيسكي أمضى حوالى تسعة اعوام وسكريبال خمسة أعوام نصف
محامية سوتياجين
بدورها قالت محامية سوتياجين، آنا ستافيتسكايا، إن أحد الصحفيين اتصل بأسرة موكلها ليبلغهم بأنه شاهد بالفعل سوتياجين وهو يغادر الخميس متن الطائرة التي أقلَّته إلى فيينا.
لكن ستافيتسكايا قالت إنها لم تستطع الحصول من السلطات الروسية على تأكيد رسمي لصحة ذلك الادعاء.
وقال ذوو الخبير الروسي إن سوتياجين حدثهم في وقت سابق عبر الهاتف من سجنه ليبلغهم بأنه سينقل إلى موسكو تمهيدا لإجراء صفقة تبادل الجواسيس
|