قالت الأمم المتحدة إن الآثار المترتبة على أسوأ فيضانات تشهدها باكستان منذ عقود قد تفوق تلك التي خلفتها موجات المد العاتية "تسونامي" التي اجتاحت جنوب شرق آسيا عام ألفين وأربعة والزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي مطلع العام الجاري.
وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الجهد الإنساني عدد المتضررين من الفيضانات في باكستان بنحو أربعة عشر مليون نسمة، وهو ما يفوق عدد المتضررين من التسونامي وزلزال هاييتي مجتمعين.
ولا تزال فرق الإنقاذ والإغاثة تكابد للوصول إلى كثير من المناطق المنكوبة بسبب تواصل هطل الأمطار الموسمية الغزيرة وما نجم عنها من انهيارات أرضية وسيول جارفة.
السدود
تجاوز مستوى الفيضانات العنيفة في باكستان منسوب الخطر، وباتت المياه تهدد احد السدود الرئيسية في ولاية السند جنوبي البلاد.
ويقول خبراء انه في حال انهيار سد سكّور امام مد المياه العاتية فستواجه ولاية السند دمارا يوازي الدمار الذي تعرضت اليه مناطق في ولايتي خيبر باختونخوا والبنجاب شمالي البلاد.
وهاجم النازحون المنكوبون مسؤولين حكوميين بسبب الغضب الشديد مما يرونه تقاعس السلطات في ايصال المساعدات واغاثتهم.
ويعتقد ان ما لايقل عن 1600 شخص لقوا حتفهم في الفيضانات الناجمة عن امطار موسمية غزيرة جدا لم تشهد البلاد مثيلها منذ ثمانين عاما.
واتت مياه الفيضانات على كل ما كان امامها على امتداد ألف كم في ولايتي خيبر والبنجاب، التي تعتبر قلب الانتاج الزراعي في باكستان.
وقد طمرت إنزلاقات التربة الناجمة عن الفيضانات قريتين شمالي باكستان، وعرقل استمرار سقوط الامطار جهود اغاثة ومساعدة ملايين المنكوبين في هذه الفيضانات.
وقال مسؤولون إنه تم انتشال 28 جثة بينما ما زال أكثر من 25 شخصا اخرين في عداد المفقودين بعد الانزلاقات الارضية.
وأفادت وسائل الاعلام الباكستانية بموت عشرات آخرين في الفيضانات، بينما اعترف المسؤولون الباكستانيون انهم يكافحون لمعالجة الاوضاع.
وتشير التقديرات الاولية الى تضرر اكثر من 15 مليون من سكان المناطق المنكوبة.
ارتفاع اسعار الاغذية
ووقع معظم الوفيات في مناطق شمال باكستان، ولكن مع تواصل سقوط الامطار دخلت مناطق الجنوب ايضا في منطقة الانذار القصوى (الحمراء).
وانهار أحد السدود في اقليم السند الجنوبي، وحذر المهندسون من أن السدين الضخمين تاربيلا ومانغلا في الشمال قد وصلا الى طاقتهما الاستيعابية القصوى.
وحذرت دائرة الارصاد الباكستانية من أنه من المتوقع تواصل سقوط الامطار ليومين آخرين في اقليم السند، حيث اعلنت السلطات أن خطر الفيضان هنا في اقصاه ويتطلب اجراءات عاجلة وملحة.
ويقول مراسل بي بي سي في بيشاور عليم مقبول إن المناطق التي تراجعت مياه الفيضان فيها عادت المياه لتغمرها من جديد.
وقال الناطق باسم برنامج الأمم المتحدة للغذاء أمجد جمال إن الاوضاع باتت اسوأ وان الامطار تعرقل جهود الاغاثة.
وأضاف أن اربعة ملايين شخص سيكونون بحاجة إلى مساعدات غذائية خلال الاشهر الثلاثة القادمة.
وقال جان موريس ريبير المبعوث الاممي للكارثة في باكستان لوكالة اسوشيتد برس إن الحاجة المساعدة الخارجية تتصاعد باطراد مع بدء جهود إعادة البناء في المناطق التي دمرها الفيضان.
واضاف: "ستتطلب حالة الطوارئ ملايين الدولارات وستحتاج حالة التعافي وإعادة البناء مليارات الدولارات".
وكانت الفيضانات التي تسببت فيها الامطار والرياح الموسمية في الشمال الغربي، بيد أنها غمرت الان مسافة أكثر من ألف كيلومتر على امتداد باكستان على امتداد نهر اندوس وروافده
ومع امتداد سيول الفيضان إلى الجنوب قامت السلطات الباكستانية باخلاء أكثر من نصف مليون نسمة من السكان الذين يعيشون قرب نهر أندوس حيث غمرت مئات القرى بمياه الفيضان.
ويقول المسؤولون إن 650 منزلا دمرت حتى الان عبر البلاد وغمرت المياه اكثر من 5700 كيلومترا مربعا من الاراضي الزراعية.
ويقول مراسل وكالة اسوشيتدبرس إن اسعار الخضروات الاساسية قد ارتفعت في الايام الاخيرة ما جعلها بمنأى عن متناول معظم الباكستانيين.
|