قرون مرّت لم يتعرف المثقف العربي..ليعرف عروبته، ما إذا كانت لغة..أم ديناً أم مصدر.. وما إذا كان لهذه الهوية أب أو أم.. وما إذا كان أصل الكلمة من العربة.. أو العربجة..أو الفراغ..
تطواف وصراعات.. والهموم المتثاقلة على كاهل العرب لم تفطنهم للإلتفاف الى تكوين هويتهم منذ آرام وأشور حتى القرآن الكريم والفتوحات..
كان العرب الأشاوس يختلفون ذهنياً على معنى العربة.. فظنها البعض قاطرة.. لما سيؤول عليه الكون من مفاهيم.. لم نشغل العقل..ولم نشعله..قال العرب بالعقل..صلّوا عليه.. ولم يعملوا به..
بعض متآزري العربة اليوم، يصرحون، بأنه لا هوية لنا، لذا، نحن نبحث عن هوية..و..
ويضيف آخر؛ بما أن العصر عصر أميركي، فعلينا أن نلتزم هويتنا الجديدة.. بامتياز..
الشيعة في العراق فرساً وخونة، والسّنة عرباً أبطالاً..يقاتلون المحتل..
السّنة في لبنان أميركيون خونة، والشيعة أبطال مقاومون..
الدروز على باب قوسين أو أدنى، من معركة الخيانة والبطولة، الى حين تصفّي الأقليات وضعها في الشرق لتلتحق في ركب المنتصر، والذي يميل له حظ الظروف العالمية..
يقول البعض .. إن الهوية لتكون، عليها أن تكون ممانعة في ظل هجمات الهويات الأخرى عليها .. ولأننا لا نملك هوية، فنحن مستسلمون.. والذي لا يملك هوية يسقط..لذا، نحن انهزاميون.. تنابل ..لا هوية لنا..
في المعيار.." بقية العرب"..كما " بقية الله".. فالذي يملك هوية عربية نادر هذه الأيام.. فالمغرب والخليج ومصر دخلوا فلك الهوية الأميركية..
والمشرق يُطاح بغية تطويعه وترويضه للهجمة الجديدة.. أو نظام اللغة الجديدة.. الهوية الجديدة.. النظام العالمي الأميركي الجديد..
يطوّع العراق تدريجياً ، وفلسطين يحاولون أن ينسفوا لغتها أصلاً..
والأردن دخل عصر النظام الجديد قبل أن يولد.. والكويت أيضاً دعمت المروق الأميركي الى مصافي النفط العراقي.. لبنان أدخلوه من باب إغتيال " دولة المقتول"، رفيق الحريري,, ليصبح اليوم نافذة أميركية مطّلة على سوريا.. التي تصر على أن تبقى " بقية العرب".. تمانع لأجل هويتها.. لهذا سيجد التاريخ مكاناً ليقول في زاوية من صفحاته أن صدام حسين كان أفضل العرب الفاشلين، حين يكون عربان السفلس مقطورين في قاطرة العالم الجديد ليبحثوا عن هوية لهم.. منتظرين إستلام هويتهم الجديدة..
صدام حسين أطلق صاروخ " العروبة الناقصة" على تل أبيب..
وسيدرك التاريخ أيضاً، أن سوريا.." بقية العرب" تستظهر لنا خلافة القيامة المرتجاة، كي نقف في مكان نرتجي فيه السؤال عن هوية وتثبيتها، لا لنتبوّلها عند أول مفرق..
بالأمس كان معتصماه..
اليوم.. نصرخ يا أسَدَاه ..
علّنا نحفظ بعض كرامة.. وبقية هوية..
|