إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق انطون داغر، الرميلة كان ملبياً في كل الظروف

الأمين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-05-15

إقرأ ايضاً


من الرفقاء الذين عرفتهم في الستينات، كان يقطن منطقة "عين الرمانة"، واذكر أنهُ كانَ يتمتع بجسم رياضي، عريض المنكبين، وقوي البنية، اذكر أيضاً أنّهُ كانَ من الرفقاء الذين يترددون إلى مقهى "السيتي سيركوز" في شارع بشارة الخوري، وفيه كان يتجمع رفقاء ومواطنون في ستينات وأوائل سبعينات القرن الماضي، اذكر منهم الأمين غسان مطر، والرفقاء ماغي عازوي مطر، الشاعر عصام زغيب(1)، شمعون عيسى، سلوى فرح(2)، سمير أبو ناصيف(3)، سمير أبو نادر(4)، هو الرفيق انطون داغر(5) .

كان الرفيق انطون يزورني كلما تردد إلى مركز الحزب. وكانت تربطني به اواصر من المودة والاحترام.

عندَ رحيلهِ كتبت نشرة "صوت النهضة" ما يلي: "غيّب الموت الرفيق انطون داغر في بلدة الرميلة بتاريخ 13/12/2000 الرفيق الراحل كانَ مُناضلاً، حمل مشعل النهضة وسار في موكبها مؤمناً بالعقيدة القومية الاجتماعية التي أعطاها فكره، قوته وشبابه وما وهن وما استقال من الصراع. وتنكب مسؤولياته كاملة بكل إيمان وعزيمة صادقين. فكان جندياً من جنود النهضة مرابضاً يذود عن حياضها".

وفي ذكرى الأربعين على رحيله، نشرت "صوت النهضة" التغطية التالية تحت عنوان "الرميلة تُحيّ ذكرى أربعين الرفيق الراحل انطون داغر":

" بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الرفيق انطون داغر، أقيم في كنيسة الرميلة قُدّاس حضرهُ رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين جبران عريجي وعميد الدفاع فارس ذبيان وعميد التربية والشباب صبحي ياغي وعدد من المسؤولين الحزبيين بالإضافة إلى رئيس بلدية الرميلة بشارة طنوس والمخاتير والقوميين الاجتماعيين وحشد من أهالي البلدة.

بعد القداس، ألقى الأب "حنا داغر" كلمة عدّدَ فيها مزايا الراحل".

ثم ألقى مدير مديرية الأقليم الرفيق غسان الحسن كلمة تحدث فيها عن تاريخ الفقيد النضالي وعن محبته لأبناء البلدة، معتبراً أن الراحل كان مثالاً يحتُذى في القدوة النضالية وترك رحيله أثراً في نفوسنا.

ثُمَّ ألقى عميد التربية والشباب الرفيق صبحي ياغي كلمة المركز ومما جاء فيها:

" منذ أربعين يوماً، كنت يا رفيقي أنطون على موعد مع الرحيل... يومها حملت المدى في عينيك، وأحلّت نبض الأرض وعداً... أنتَ العاشق للوطن، كتبت العمر وهاجرت بين السطور قصائداً تبتعد في الآتي فاستقريت فوق صهوة الذاكرة...

حملتَ الوطن فرحاً ينهمر... أطبقت جفنيك تحلم بالوطن المحرر... ذهبت في التراب عند المغيب... لقد تعلمنا أن وجودنا لا يورق إلا في التضحيات الكبيرة... هذا هو قدرنا. أن دمنا حدود الأرض وتاريخ الزمن...

رفيقي انطون، سنذكرك دائماً لأن أبناء الحياة لا ينتهون بمآتهم، أنهم مخلّدون خلود الفكرة والقضية، لأنهم أصحاب نفوس عامرة بالمحبة والخير لشعبنا...

رحلتَ وأنت المؤمن بأن لبنان يفنى بالطائفية ويحيا بالاخاء القومي، رفضت لغة التعايش فناضلت من أجل وحدة الحياة الاجتماعية.

رحلتَ وأنت تحلم بقيام نظام طائفي يلغي الهجرة والتهجير، ويسقط منطق الإلغاء والهيمنة، من أجل عودة كاملة للمهجرين تحفظ كرامتهم لأن ذلك حق للمواطنين...

رحلت وأنت تحلم بقيام دولة الوطن لا دولة الطوائف ومرجعياتها، دولة عادلة لكل أبنائها، يغيبُ فيها الامتياز الطائفي لصالح المواطنية الصحيحة...

دولة العدالة والكفاءة، لا نظام الشراكة الطائفية الذي يعتمد على المحسوبيات والأزلام والاصطفاف الطائفي...

دولة يتحقق فيها الأمن الوفاقي بين المواطنين لا بين الطوائف ومرجعياتها، لأن وفاق الطوائف يؤسس لحروب مقبلة.

دولة تعطي حقوق المواطنين دون وساطات. حينها تسقط عقدة الخوف والغبن وتسقط معها كل العصبيات الطائفية المُمزّقة لوحدة المجتمع...

رحلتَ وأنتَ تعمل لانتشار مفاهيم النهضة القومية الاجتماعية من أجل مجتمع واحد يعلو فيه الولاء القومي الجامع على كل ولاء جزئي فلا تعددية ولا تمايز بين المواطنين، لأننا أبناء شعب واحد...

رحلتَ وأنت تنظر جنوباً إلى هذا العدو الاستيطاني التوسعي كيف يقتل أطفالنا وشبابنا في انتفاضتهم الرائعة...

رفيقي انطون، آمنتَ بأن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الخلاص من كل الأزمات.

وهو المعبّر الحقيقي عن الوحدة الاجتماعية، فجئنا إليك من زغرتا وبعلبك والأقليم والشوف والجنوب نقدّم هذا النموذج لأهلنا، هذا النموذج الذي انتصر على الطائفية والتقسيم طيلة 70 عاماً، أنه النموذج الذي يؤسس لحياة واحدة ومستقبل آمن وزاهر، لأنه قضى فينا على كل الولاءات الضيّقة...

رفيقي أنطون، إن حزبك الذي قدّم الشهداء من أجل لبنان واستقلاله، وفي مواجهة العدو اليهودي، سيستمر يدافع عن حقوق المواطنين وعن حقوق الأُمة في وجه أعدائها...

ان حزبك سيبقى وفياً لدماء شهدائهِ ومناضليه... وإلى أهلنا في الرميلة وفي الإقليم نقول لكم أننا إلى جانبكم دائما نحمل لكم كل الحب الذي أحبكم إياه انطون، عزاؤنا لعائلة الفقيد وللحضور الكريم".

هوامش:

1) عصام زغيب: كان منتمياً إلى الحزب في تلك المرحلة، شاعر معروف، ومثله الشاعر هنري زغيب، وقد عرفتهما ورافقتهما حزبياً.

2) شمعون عيسى وسلوى فرح: نشطا في السبعينات من القرن الماضي: الرفيق شمعون من "القامشلي" وانتقل إلى المصيطبة مستقراً فيها وناشطاً حزبياً. تعرّفَ إلى الرفيقة سلوى فرح التي كانت انتمت بفضل متابعة نسيبها الرفيق الطالب الجامعي جبران عواد، واقترن بها. خرجا على الحزب مما سبب صدور قرار بحق كل منهما. غادرا إلى السويد وهما مستقران فيها. كانت سلوى تولّت مسؤولية منفذة عامة لبيروت.

3) سمير ابو ناصيف: من بلدة "قب الياس". رفيق مناضل، خسرناه باكراً كما خسرنا ابنه الرفيق سعادة. اقترن من الامينة اليسار سعادة. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

4) سمير ابو نادر: من بلدة "شرتون". تولى مسؤوليات محلية ومركزية. غادر الى كندا، وفيها وافته المنية. مراجعة الموقع المذكور آنفاً

5) رفيق آخر كان يحمل اسم "انطون داغر" هو الرفيق المحامي انطون أمين داغر من بلدة "المروج"، شقيق الرفيقة ميشلين، والرفيق جهاد. نشرتُ كلمة عن الرفيق المحامي وقد كان نشط بتميز في ستينات القرن الماضي، مراجعة الموقع المذكور آنفاً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024